| العالم اليوم
عرف عن الصين الشعبية انتهاجها سياسة واضحة تعتمد على الالتزام بخط واحد لا تحيد عنه ولا تميل الى المناورات والمساومات السياسية، ولهذا فقد تعاملت مع قضية وحدة الصين على انها قضية مصير فلا يمكن ان تجمعها مع اية دولة علاقات دبلوماسية تكون لتلك الدولة علاقات مع جمهورية تايوان التي تعتبرها الصين الشعبية دولة متمردة، وانها لابد ان تعود للصين الام، ومثل باقي كل المسائل السياسية الاخرى تتعامل الصين من خلال خط واحد ولا تحب ان تتعامل معها الدول الاخرى بأسلوب الخطين او بأسلوب الوجهين ، ولذلك فقد كان الاستياء الصيني كبيراً من الكيان الاسرائيلي، الذي سلك مسئولية الاسلوب اليهودي المعتاد، أي التعامل بعدة اساليب خاصة في صفقة نظام الانذار المبكر المحمول جواً فالكون .
وغضب الصينيين لا يتوقف عند حد تخفيف العلاقات، وخفض الاتصالات بين كبار المسئولين، بل يتعدى ذلك الى اجراءات لا يمكن ان يتوقعها الاسرائيليون، فالمسئولون في الصين يعتبرون فعلة الاسرائيليين اهانة موجهة لقيادتهم وهم ليس على استعداد لتقبل مثل هذه الاهانات، وهذا بالضبط مالمسه سفير الكيان الاسرائيلي في بكين الذي بعث ببرقية الى وزارته في تل ابيب حذر فيها من ان الرئيس الصيني جيانج زيمين ينظر الى صفقة فالكون وجهود الصين لتسليح نفسها بأجهزة انذار حديثة باعتبارها امرا شخصيا، وهو لذلك يعتبر ان الغاء الصفقة مؤامرة على وضعه داخل الصين.
وكانت اسرائيل قد الغت صفقة فالكون في تموز يوليو الماضي بعد معارضة الولايات المتحدة القوية لها.
وذكرت الولايات المتحدة التي تعتبر الداعم العسكري الرئيسي لاسرائيل، ان بيع نظام فالكون للانذار المبكر الى الصين سيشكل خطرا على الامن الوطني الامريكي حيث انه سيدعم من قدرة سلاح الجو الصيني.
ووفقا لما ذكرت صحيفة يديعوت الاسرائيلية التي اشارت الى برقية السفير فانه يمكن رصد اول مؤشر على الغضب الصيني من الدولة اليهودية من خلال رفض جيانج الاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اثناء مشاركتهما معا في قمة الالفية الجديدة التي ستعقد في نيويورك خلال هذا الاسبوع تحت رعاية الامم المتحدة.
السفير الاسرائيلي حذر من اجراءات اخرى وقال ان مصدرا صينيا حذره من ان هناك حالة من الغضب والاحباط تسود داخل السلطات الصينية.
وكتب السفير يقول: ان حقيقة عدم تقدمنا بأي اقتراح حتى الان لاحتواء هذه الازمة، قد زاد من تفاقم هذه المشاعر (الغضب والاحباط) التي ستتبعها اجراءات اخرى,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|