| العالم اليوم
* نيويورك (د ب أ)
عندما يزور المستشار الالماني جيرهارد شرويدر نيويورك في غضون ايام قليلة او بدقة اكثر عندما يكون داخل مبنى الامم المتحدة ينبغي عليه توخي الحرص.
فهو قد يتعرض للسع في جلده من جراء البخار الساخن المنبعث من ماسورة تدفئة بها تسريب، او ربما تسقط عليه من السقف قطعة من الجير، او قد ينزلق ويقع في بركة مياه صغيرة ناجمة عن كسر في احد مواسير المياه.
كما انه إذا حدث ودق جرس الانذار ضد الحريق فانه سوف يتعين على المستشار الالماني ان يكافح مع رجال الدولة الاخرين من شتى انحاء العالم في محاولة النجاة بأنفسهم عبر مخارج الطوارئ الضيقة للغاية.
وهذه هي المخاطر المحتملة التي تواجه ليس فقط شرويدر ولكن ايضاً جميع الزعماء السياسيين الاخرين الذين سيحضرون قمة الالفية القادمة التي تعقد من 6 الى 8 ايلول سبتمبر الحالي، وهذا بالاستناد على الاقل الى تقرير صدر مؤخراً عن الحالة التي يرثى لها التي وصل اليها مبنى الامم المتحدة.
وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قبل وقت قصير من بدء اضخم قمة على مر العصور حيث من المتوقع ان يحضرها مايربو على 140 رئيس دولة وحكومة، قد لفت الانتباه الى الحالة التي آل إليها مبنى الامم من حيث ضعف الاساسات والافتقار الى شروط السلامة.
ويقول التقرير ان اولئك الموجودين في مبنى الامم المتحدة امامهم فرصة ضئيلة في النجاة في حالة نشوب حريق بالمقارنة بالمباني الاخرى في نيويورك، فمبنى الامم المتحدة لايلبي حتى الحد الادنى لمقاييس السلامة ضد خطر الحريق او لكفاية الكهرباء.
وببساطة فان الحالة المتردية العامة بلغت حدا مأساويا في المبنى الذي قام بتصميمه المهندسون المعماريون الشهيرون لو كوربسييه وأوسكار نيميير وولاس هاريسون قبل 50 عاما.
ولم يشأ دبلوماسي كيني تنميق كلماته حيث يقول عن مبنى مركز الامم المتحدة انه عبارة عن كومة كبيرة باليه وحتى في افريقيا لدينا مبان أكثر عصرية خاصة بالمؤتمرات الدولية .
وعلاوة على أوجه القصور الواضحة للغاية في النواحي المتعلقة بالسلامة بات آلاف العاملين في الامم المتحدة يشعرون بالسأم من جراء المنغصات الاخرى مثل تعطل المصاعد والرائحة العفنة المنبعثة من السجاجيد.
وإذا أردت ان تستدرج أحد الدبلوماسيين العاملين في الامم المتحدة وتجعله يسب ويلعن ماعليك إلا ان تذكر نظام تكييف الهواء يسخن الهواء في فصل الصيف ويبرده في فصل الشتاء، أو الاشتباه في انه وراء نفث عدد من ملوثات الجو في المكاتب وقاعات المؤتمرات.
والسبب واضح في وصول المبنى الى هذه الحالة المزرية، فقد ظلت الهيئة الدولية لسنوات تفتقر الى الاموال اللازمة لاجراء اية اصلاحات رئيسية، غير ان عمال الصيانة في المبنى الذين اصابهم الاحباط يرون الان بصيصا من الامل.
اي انهم يأملون انه عندما يفد صفوة رجال ونساء العالم لحضور القمة التي تعقد من 68 أيلول سبتمبر الحالي من أجل وضع جدول أعمال القرن الحادي والعشرين فإنهم سوف يلقون نظرة على الخطة العامة الرئيسية التي أعدها عنان من أجل إعادة بناء مركز الامم المتحدة وربما يمنحون حتى مباركتهم للخطة.
وعلى كل الأحوال فإن رقما واحدا في الخطة من المرجع ان يتم وضع خطوط حمراء سميكة تحته وهو المليار دولار الذي يقول واضعو الخطة انه سوف يلزم من أجل القيام بالمهمة، وهذا المبلغ يعادل 160 ضعف المبلغ الاصلي الذي انفق على إقامة المبنى المكون من 39 طابقا حيث بلغ 65 مليون دولار.
وبموجب الخطط الموضوعية سوف يتم البدء اعتبارا من عام 2001 على اقصى تقدير في الترميم التدريجي للامانة العامة للامم المتحدة وهي عبارة عن ناطحة سحاب ومبنى الجمعية العامة والمباني المحيطة.
معنى هذا أن مئات من موظفي الامم المتحدة سوف يضطرون للعمل لمدة شهور إن لم يكن اعوام في مكاتب مؤقتة انشئت خصيصا لهم.
ولدفع نفقات الفاتورة سوف يتم دعوة الاعضاء الاكثر ثراء من بين اعضاء الامم المتخدة البالغ عددهم 188 عضوا للمساهمة في المشروع وبصفة خاصة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا.
غير أن بون تنتهج موقفا متحفظا إزاء الخطط حيث أعلن السفير هانز شوماخر المتحدث باسم البعثة الالمانية في الامم المتحدة قائلاً لابد بالطبع ان يتم الاخذ في الاعتبار اننا بالفعل نتحمل عبئا كبيرا بوصفنا ثالث أكبر دافع لمستحقات الامم المتحدة .
|
|
|
|
|