أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th September,2000العدد:10204الطبعةالاولـيالثلاثاء 7 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

بمناسبة الحملة الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية
إذا كان رأس المال عمرك فاحترس
من نعم الله على عباده ان ميزهم على سائر المخلوقات بالعقول، وبالأعضاء التي تمكنهم من تحقيق مآربهم، وسخر لهم كل ما في هذا الوجود من كائنات ومخلوفات، وجعل بعضهم يخدم بعضاً عمارة لهذاالكون، وتكريما لبني آدم الذين قال الله في حقهم:ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً الإسراء :70.
فنعم الله على عباده لا حصر لها منذ الازل، وفي عصرنا الحاضر بلغت النعمة والترف ذروتها، من ذلك وجود المراكب التي تحمل الأرزاق ومتطلبات الحياة، والمراكب الفارهة بأنواعها سواء البحرية، أو الجوية التي تقذف هويا بملايين البشرية عبر المحيطات، ومن قارة لقارة في ساعات معدودة، وبالمراكب الأرضية التي لا عد لها فأصبح امتلاكها في وقتنا الحاضر ميسرا لكل شخص حسب مقدرته المالية,, يسيرها كيف يشاء، وخاصة إذا كانت على مستوى من الجودة والصيانة المستمرة، والقيادة المثالية, فالواجب علينا حيال هذه النعمة ان نشكر المولى على وجودها، وأن نتعقل في القيادة قيادة السيارة، وان نكون على حذر من التجاوزات والسرعة الهائلة المسببة للكوارث، واليتم، والترمل، والإعاقة، وهلاك البشر بكثافة عالية، وان لا نمكن الصبية الصغار ولا العمالة من القيادة حتى يحذقوها، ويسمح لهم النظام، وان نتقيد بالأنظمة المرورية المعروفة، ومن أخطرها قطع الإشارة والتهور في القيادة والتسابق أحيانا الذي لا مبرر له سوى التفاخر من بعض الصبية وضعاف العقول, أما علموا أن الفخر للمخترع ولصانعها لا لقائدها,فإفساح المجال لسيارات الإسعاف والنجدة، والمشاة داخل البلدان والمدن ظاهرة حضارية فالانتباه واليقظة أثناء السير وترك مسافة تساعد علىتلافي بعض الحوادث من أسباب السلامة والوقاية،ولقد أجاد الشاعر في نصحه حيث يقول:


إذا كان رأس المال عمرك فاحترس
عليه من الإنفاق في غير واجب

فالقيادة المثلى فن وذوق رفيع لمن يتصف بها اثناء سيرة، وإماءاته عند المنعطفات والتجاوزات واختيار المكان المناسب عند التوقف، فالغالب علىالكثير منا حين يتربع على مقود السيارة تهب في نفسه رياح حب السرعة فيحاول طي مشواره بأقصر وقت وإن لم يكن ذا أهمية، ولكنها الغريزة التي أودعها الله في معظم خلقه في الاستعجال في كل شيء، ولقد أجاد الشاعر د, عبدالرحمن بن صالح العشماوي في وصف بني الإنسان تماما حيث يقول:


يستعجل الناس في الدنيا مقاصدهم
وكل ما طلبوا رهن بميقات

فأنا دائما أستحضر هذا البيت عندما أتوقف عند أي إشارة مرورية وهي التي لا تأخذ من الوقت سوى ثوان معدودة، فتجد الواحد منا يستبطئ الإذن له بالسير، فنرى بعض السيارات من حولنا تهتز كأنها تهم بالطيران أو للمشاركة في حلبة السباق تأهبا للسير وقد يكون ذلك سببا لحادث مروع فالعجلة غير محمودة وأخطرها عجلة القيادة فلقد حثت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالتفاعل مع الحملة الوطنية التوعوية بدرء حوادث اخطار الطرق المؤلمة، بما توليه حكومتنا الرشيدة بالحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين، وممتلكاتهم، كما أتمنى وأذكر معالي وزير المواصلات النشط ان لسان حال الجميع يطمع في المزيد من نشاطه المستمر المدعوم من لدن حكومتنا الحريصة على سلامة ورفاهية سالكي الطرق بصفة عامة والطويلة خاصة بأن تكون ذات المسارين توزع على عدة شركات كسباً للوقت، وأخذا يقول الشاعر:


إذا العبء الثقيل توزعته
أكف القوم خف على الرقاب

وفي تحقيق ذلك تخفيف لحدة وطأة الحوادث المفجعة بإذن الله متمنياً لحكومتنا دوام عزها وأمنها في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده والنائب الثاني مردداً هذا البيت:


هذا ثنائي بما أوليت من حسن
لا زلت عوض قرير العين محسودا

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف
حريملاء

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved