قرأت في جريدة المدينة المنورة، في عدد يوم الثلاثاء 15/5/1421ه موضوعاً,, تحت عنوان ساخر: امبراطورية المتهربين تسرق الاتصالات ,! وفي تقديري ان تقصير وإهمال ادارات شركة الاتصالات ,, ادى، ويؤدي مستقبلاً إلى ما سمي بالسرقة، وبين عيني,, ذلك المثل السائر: المال السائب,, يعلم السرقة ,! ولعل المغالاة في رفع تكاليف الجوال، بدءاً من التأسيس، إلى اقيام المكالمات، رد فعل ضياع مليارات من الريالات,, عند شرائح من مستعملي هذه الوسيلة بلا تعقل ولا حسابات للعواقب، وهو لون من العبث السائر,! ولو ان اولئك القوم، اقتصدوا,, لصانوا انفسهم من المأخذ والتشهير بهم، لكنهم غافلون -، وهذا ما آلت إليه غفلتهم، وعدم مبالاتهم، لانهم,, لا يحسبون، ولا يتورعون، ولا يأبهون لما يحل بهم,, من جراء سوء تصرفاتهم,,!
وأعجب ,, كيف تجمعت وتراكمت تلك الديون التي بلغت المليارات، في غفلة من حسابات وعقبات شركة الاتصالات ، واحسب ان حرصها مع المشترك,, في تحصيل حقوقها اولا باول لا يقاس عليه,!, وفي رأيي ان التعامل مع غير السعودي، كان ينبغي ان يسبقه ضمان ادائي، او تأمين مالي,, يدفع مسبقاً، وتكون امام هذا التأمين اشارة حمراء حتى إذا رأت رقابة الشركة,, في اي فرع من فروعها خللاً في السداد بادرت بالانذار ثم ايقاف التعامل مع هذا المقصر، حتى يستقيم، أو تحجب عنه الخدمة,, ليرعوي,! اما ترك الحبل على الغارب، في اهمال متابعة او تقصير فإن الادارة التي تقع تحت طائلة هذا التقصير، تتحمل نتائج تقصيرها,!
إن ادارات الهاتف,, الى رأس الهرم، ينبغي ان يكون امامها ميزان تقيس به مبدأ الالتزام بالسداد، وحينما يظهر لها اي خلل,, تبادر بلفت النظر والانذار للمشترك، لكي يلتزم، او يرحل,, وينتهي التعامل معه,! هذا المبدأ يطبق على المواطن نفسه, ذلك ان هذه الامور,, تحتاج الى حزم وعزم وتنفيذ جاد, وان الموظف او القسم المهمل، بطرق المجاملات وغض الطرف,, ينبغي ان يبعد بعيداً عن العمل في شركة، تقدم خدمة، ومطالبة بتطوير خدماتها والارتقاء بها، ومطالبة كذلك ان تخفض اجور المكالمات، لاننا اغلى بلد في العالم على الاطلاق في غلاء اجور المكالمات، وما يسمى رسوم التأسيس.
إن الادارة الحازمة,, لا يحدث فيها هذا الخلل، وشركة الاتصالات لانها لم تغربل موظفيها ومنسوبيها,, حين تحولت من قطاع حكومي الى قطاع خاص، لم تمارس صلاحياتها بحرية,, يوم تأسست، لذلك وقع فيها هذا الخلل المخل بالعمل الجيد والجاد والمتقن، وينبغي لها ان تعيد تقويم اجهزتها,, حيثما كانت، وان تحمل مديري الفروع، ورؤساء كل قسم المسؤولية كاملة، حتى تقضي على العبث والتسيب، اللذين يفضيان,, الى ما آلت إليه الحال، من تراكم ديون شبه ضائعة، لان الادارات فرطت، وتساهلت، وتسامحت، والمثل العربي يقول: من ترك الحزم في اوقاته ندم,
وهكذا كل عمل، اذا خلا من الجد والصرامة، تؤول الحال فيه,, الى التعثر، كما ما زلنا نسمع عبر اتصالاتنا، الى اليوم: لقد تعثرت مكالمتكم، فحاولوا الاتصال مرة اخرى.
ذلك ان الامور شبكة ، متصل بعضها ببعض، الاهمال,, يؤدي الى الخلخلة والحلحلة,! ذلك لان شرائح من العاملين,, وضعوا في غير اماكنهم التي تليق بهم.
فكانت، وستظل النتائج عائمة ، لان العرب تقول: المكان بالمكين وتقول: اربط تلق ما تحل, ولو اننا تعلمنا من امثالنا، وطبقنا المعطيات التي تخدم حياتنا وسلوكنا كما يجب,, لامنا العثار، واستقامت حياتنا,, كما قال المثل السائر: عند الصباح يحمد القوم السّرى,!
|