أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th September,2000العدد:10204الطبعةالاولـيالثلاثاء 7 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

شدو
حبيبتك (حرف هجاء!)
د, فارس الغزي
يقال ان العرب الأوائل كانت تُشبّه أعضاء النساء الجميلات بحروف هجائية مختارة, بعبارة اخرى، درج اوائلنا على التغني بحروف هجائية وصفا لجمال تقاطيع وسحنات (حبيبة العين) ذات العين التي تشبه حرف (العين!) إنها في اعتقادي مرحلة (علمية / ترفية) إن دلت على شيء فإنما تدل على ان هؤلاء الرواد قد وصلوا إلى مستوى علمي رفيع احوجهم، بين الفينة والأخرى، إلى (استراحة محارب) يروحون من خلالها عن القلوب التي تكل وتمل,ولذا، فلم يتوان هؤلاء العلماء عن وصفها (جسديا) حسب شكلها (هجائيا): فشبهوا الحاجب: بالنون، والعين: بالعين، والصدغ: بالواو، والفم: بالميم والصاد، والثنايا: بالسين، والقامة: بالالف، بل ودونوا في ذلك أشعاراً وأشعاراً, خذ قولهم:


لا تقولي لا فمكتوب على
وجهك المشرق نورا نعم
نونها الحاجب والعين بها
طرفك الفتان والميم الفم

أو قول الآخر:


صنم الجمال فصاده من عينها
والنون حاجبها بخال تنقط
والميم فوها فالحروف تألفت
مكتوبة والصبر عنها يكشط

ومع ذلك! فقد بذلت من الجهد ما بذلت محاولا استيعاب (حكاية!) تشبيه عينها وفمها وحاجبها,, بحروف هجائية صماء، ففشلت أيما فشل, إنه من الصعوبة بمكان (على الأقل بالنسبة إليّ!) تخيل (انسانة) حاجبها يبدو كحرف نون شبه دائرية الشكل (خصوصا انني لا افتأ تذكر قولهم لنا ونحن صغار ان عيون الجنية بسم الله! مدورة!!), بل عليك تخيل حبيبة قلب عينها عين، وصدغها واو، وفمها ميم وثناياها سين، وقامتها ألف!! وعلى اي خط سوف تكون هذه الحروف؟,, آرامي/ حميري، حجازي، كوفي، ثلثي (وإن كان ولا بد، فأنا أفضل خط النسخ!), بل ماذا سوف تكون عليه (هي) شكلا فيما لو رتبنا هذه الحروف حسب ما وردت في اوصافهم فوصلناها كالآتي: (عومسا): هل فهمت شيئا؟,, ولا أنا!: حيث إنها في الحقيقة كلمة تبدو وكأنها (كود أو رمز) من رموز الخريطة الوراثية التي تم اكتشافها مؤخرا.
إن الأمر في الحقيقة يتعدى حدود تشبيهها بالحروف: فالظاهر أن العرب (فصيحهم وعاميهم) لم يتركوا شيئاً الا وصاغوا منه وجه شبه بينه وبينها سواء أكان شجرا ام حيوانا ام نباتا، ام جمادا, خذ توصيفهم لها (شجريا!) على هيئة غصن بان: يا ظبية البان ترعى في خمائله,, او حتى (لا لا يالخيزرانه!!),, وخذ، كذلك، وصفهم لها كحيوان: عيون المها بين الرصافة والجسر,, بل وإليك وصفهم لها (كطعس نفود!): (يا بدر تشبه لطعس معتلي!!), بل إنهم وخصوصا الشعبيين منهم قد وصفوها (بغازي) وما هو الغازي؟,, اولا اسمع البيت (ويكون خير، فقط امهلني حتى يتسنى لي الاتصال بالوالدة العزيزة وسؤالها,,!) حسنا، يقول هذا الشاعر الشعبي:


أبو رمشٍ على خده علامه
بها نقشٍ مثل نقشٍ (بغازي)

(الغازي) حسب المصدر المذكور! هي عملة معدنية قديمة تداولها اجدادنا في منطقة نجد لردهة من الزمن قبل توحيد هذه البلاد الغالية.
بل ماذا يعني تشبيهها بحيوان أليف في الوقت الذي يتم فيه وصف الرجل بحيوان متوحش مفترس؟ هل من العدالة، مثلا، توصيفها بغزالة أو بمها رقيقة رشيقة في الوقت الذي يبدو الرجل من وصفه ولكأنه (يتلمظ!) وكله استعداد للوثوب؟ ولم لا؟! ألم (يقنعوه!) بأنه (أسد هصور؟!) بالمناسبة، ما هي نتيجة لقاء المها الوديعة بالاسد الهصور هذا,,؟
,, (إي والله رومانسية!)
للتواصل: ص , ب 4206 رمز 11491 - الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved