| مقـالات
الصداقة كلمة واحدة ولكنها في مضامينها سفر ضخم لا يتعاطى معه إلا ذوو النفوس الكبيرة، وذوو الاحساس المرهف والخيال النقي.
البعض ينظر اليها بمنظار المعرفة ألطياري يتوقف عندها وفق الظروف وينساها بتغير المصالح، بينما الصداقة بينها وبين الحب خيط رفيع لا يراه إلا من أعطاه الله حب الناس ونقاء الفؤاد، وهي بذلك عند الأسوياء من البشر مسؤولية يتحملون تبعاتها بنفوس كبيرة وعطاء غير محدود.
أنا وأنت وهي تعايشنا مع صداقات متعددة فمن منا أحبط في هذه الصداقات؟.
كم صديق اختبرته فوجدته كل الوفاء؟ وكم صديق تعاملت معه فالتقيته مع العقوق صنوان؟
كم أحبطت في صداقاتك؟
هل شعرت بالمرارة لخذلان صديقك؟
تُرى كم صديق لك انقلب الى عدو؟
وكم صديق صار أقرب لك من ابن أمك؟
لماذا الصداقات في هذا الزمن خفّ وزنها؟
ولماذا العداوات التي لا مبرر لها ثقل وزنها؟
لماذا التغير الاجتماعي أصبح حادا كنصل السكين أو كحد السيف؟
لماذا الجروح كثرت والدمامل انتشرت في أغوار نفوسنا، وتحديد مسارب الخطأ في داخلنا أين الخلل؟
هل يعود ذلك إلى قصة الصراع البشري منذ وجد آدم,, أول إنسان على سطح الأرض ومع أول جيل في تاريخ البشرية بعد آدم مع أن الجيل الأول من البشر من بعد آدم لم يكن سوى اثنين من الإخوة فقد عثر قابيل على سلاح قتل به أخاه هابيل.
أم العداوات والقتل هي من جسدها قابيل .
فأين الخلل؟
أين الصح؟
ما هو العلاج؟
هل هو بالتسامي والترفع عن الصغائر؟
أم هو بالرجوع إلى مزيد من الشفافية والتقوى؟
أو هو بمزيد من الحب لمن أساء اليك؟
أم هو كل ذلك؟
بقي سؤال عزيزي القارىء من منا هابيل ومن منا قابيل؟
أنا أصدقائي كلهم من فضل الله من صنف هابيل.
فهم يحملون من الوفاء والصدق والود ما يجعل للصداقة معنى وطعماً.
متمنيا لكم وفاء هابيل!!.
|
|
|
|
|