| فنون مسرحية
اعتقد انه قد جاء الوقت الذي يجب على كل المسرحيين المتقمصين لدور المدعي العام آن يتوقفوا عن وضع كل اللوم على الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بانها المسؤولة مسؤولية كاملة عن اختفاء المسرح الجماهيري!! لان هذا الكلام فيه من التجني الشيء الكثير، ولا يرضي من يريد الانصاف، لكن البعض يعتقد بل ويجزم ويقول بملء فيه: إن الجمعية وراء اختفاء المسرح الجماهيري ويدلل على ذلك فيقول ان المركز الرئيسي للجمعية وهو يقع في قلب العاصمة الرياض متوقف منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة عن انتاج المسرح الجماهيري ماعدا مسرحية واحدة عرضت قبل عامين تم عرضها لليلتين فقط!! وعرض مسرحية ليلتين فقط يحقق للعاملين في المسرحية مكاسب مادية ولكنه لا يحقق للحركة المسرحية سوى عدد كبير من الاصفار! فهو لا يحقق العائد الثقافي والترفيهي الذي يتم على أساسه انتاج العمل المسرحي الذي تسعى إليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب!
لكن كما يقولون الحق حق يجب ان نعترف ان هناك طرفا ثانيا يمارس نفس الدور في غياب المسرح الجماهيري وهم اولئك الممثلون الذين قدمهم المسرح بشكل عام ومسرح الجمعية بشكل خاص وخصوصا في مركزها الرئيسي في شبابه حيث كانت هناك عروض جماهيرية بمعنى الكلمة تستمر وتؤثر في الساحة المحلية بل وانها كونت جمهورا مسرحيا عريضا ضاع الان بسبب توقف النشاط,, فكانت هناك عروض قوية اشعلت سماء الرياض بمسرح سعودي مازال الكثير حتى من غير المسرحيين يتذكر تلك العروض ومازال صداها عند عرضها في التلفزيون ايجابيا لدى الجمهور الا إن اولئك الممثلين الذين قدمهم المسرح واعطاهم الفرصة الاولى للظهور ودرجت اولى خطواتهم على خشبته اختبؤوا في كواليسه تتعثر الكلمات فوق شفاههم وتعلو صدورهم وتهبط خوفا من مقابلة الجمهور قبل ان يقولوا أول جملهم كممثلين وكان المسرح هو السبب الرئيسي لوقوفهم امام كاميرات التلفزيون! الا انهم نسوا المسرح وتنكروا له وقلبوا له ظهر المجن مهرولين نحو التلفزيون وليس في تكالبهم على التلفزيون مشكلة (مع ان التلفزيون لديه مشكلة مع المسرح فهو لا يرحب بالمسرح ولا المسرحيين السعوديين والدليل انه لا يصور المسرحيات السعودية ولا يعرضها والاحصائيات خير شاهد) نعود فنقول إن الممثل يلغي دوره المسرحي متعللا بانه مايزال ينتظر الجمعية ويطالبنا ان ننتظر حتى تحضر له الجميعة لتقول لهتعال لدينا عرض مسرحي جماهيري يشبه ثلاثة النكد اوتحت الكراسي او قطار الحظ وإلى ان يحصل ذلك فربما ننتظر وننتظر وننتظر و,, و,, سنوات وسنوات قبل ان يحدث هذا الامر ,, !
لذا فان على اولئك المتنكرين للمسرح الذين استطاعوا ان يكونوا لهم حضورا اعلاميا وفنيا أن يقفوا مع المسرح في سنينه العجاف ويكفي المسرح منهم هذا العقوق لذلك لابد من العودة اليه مستثمرين اسماءهم التي صنعها المسرح لهم أو على الاقل بدأ مراحل التصنيع الاولى، فكثير من المؤسسات الوطنية لن تتردد في رعاية ودعم مسرحية يشارك فيها احد الاسماء الكبيرة المشهورة فهذه هي البوابة الاخرى وربما الاضطرارية لوجود مسرح حي نشط,
اذا لنجعل الامور في نصابها ونقول إنه ليست الجمعية فقط المسؤولة عن تدهور المسرح المحلي الجماهيري المؤثر ,,,!
بل حتى الممثلين الكبار تقاعسوا عن دورهم الريادي الذي يمكن من خلاله أن يعيدوا للمسرح تدفقه وحيويته من خلال استثمار اسمائهم ليقدموا المسرح الذي نريد، فنحن الان في ظل الظروف العولمية الجديدة وغزو الفضائيات ومزاحمة الثقافات واللهجات القريبة والبعيدة لثقافتنا ولهجتنا وقيمنا وخصوصياتنا نحتاج الى استثمار كل الوسائل المتاحة لتحصين شبابنا أو على الاقل نساهم في تقديم الترفيه البديل والمناسب لهم والمسرح أحد تلك الوسائل التي يمكن استثمارها في هذا المجال، وعلى كل حال ليس من المعقول أن نظل واياهم نسمع الألسنة تلوك عبارات ضد الظلمة دون أن نشعل بانفسنا شمعة تمحو بعض آثار تلك الظلمة ,,, !!
فهد الحوشاني
|
|
|
|
|