| العالم اليوم
محمود ابو هنود، فدائي فلسطيني، يرأس احدى المجموعات العسكرية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية,, وتقول التقارير التي تتداول في الارض الفلسطينية المحتلة ان ابو هنود هو المسئول العسكري لكتائب القسام رغم ان قادة الكتائب لا يعلم عنهم احد الا ان ابو هنود دخل تاريخ النضال الفلسطيني بعد ان نجح في الافلات مما كانت تخطط له اسرائيل باغتياله اسوة بما فعلته مع رفاقه من القادة العسكريين من حركة حماس، مثل المهندس ابو عياش.
ومن اجل تنفيذ مخططها الاجرامي توجهت قوة عسكرية من القوات الخاصة المدربة خصيصاً لتصفية الفدائيين الفلسطينيين الى قرية عصيرة قرية المجاهد الفلسطيني الذي وصل اليها قبل ساعات قليلة بعد ان كان قد غادرها منذ وقت طويل، وطبعاً تبرع بإخبار مخابرات العدو الاسرائيلي واحد من عملائهم في القرية, وبعد تلقي المخابرات الاسرائيلية المعلومة ارسلت الفرقة العسكرية التي منيت بهزيمة نكراء وخزي عسكري؛ فبالاضافة الى نجاح المجاهد محمود ابو هنود في الافلات من كمين الاغتيال الاسرائيلي، تسببت العملية في مقتل ثلاثة من الجنود الاسرائيليين برصاص زملائهم او برصاص ابو هنود، المهم نجح ابو هنود في الافلات والوصول الى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية حيث سلم نفسه الى اجهزة الامن الفلسطينية وهو ينزف دماً، وبعد معالجته اودع السجن حيث رتبت له محاكمة سريعة امام محكمة امن الدولة التي حكمت عليه بالسجن اثني عشر عاماً بتهم حيازة اسلحة والانتماء الى تنظيم عسكري يتعارض مع المصالح العليا الفلسطينية.
الحكم يحتاج الى تصديق الرئيس الفلسطيني،الا انه اثار احتجاج المتعاطفين مع المجاهد محمود ابو هنود، وما اكثرهم اذ لم يقتصر على اعضاء ومناصري حركتي حماس والجهاد، بل معظم الفلسطينيين والعرب يجدون في ابو هنود حالة تفوق، ورفع للكرامة العربية والاسلامية في وجه الغطرسة الاسرائيلية، وان ما قام به من اعمال فدائية هي حالة مشروعة طالما ان الاسرائيليين يحتلون ارضه، وانه حين يلجأ الى اراضي السلطة الفلسطينية فإنما يلجأ الى وطنه واهله وعليهم ان يحموه لا ان يزجّ به في السجن بعد ترتيب محاكمة سريعة له حتى يتم تجاوز الاتفاقيات مع اسرائيل التي تفرض على السلطة الفلسطينية تسليم المطلوبين الفلسطينيين من قبل اسرائيل ما لم يكونوا مطلوبين للمحاكم امام هيئات فلسطينية.
السلطة الفلسطينية وعلى لسان وزير العدل فيها تقول: ان محاكمة ابو هنود تمت بناء على طلبه وانها وافقت على ذلك لتأمين الحماية له، لانه في حالة بقائه خارج السجن سيتم اغتياله كما حصل ذلك لزملاء سابقين لأبو هنود .
هذا القول وان كان له جانب كبير من الصحة، الا انه يظهر ان اسرائيل التي تطالب الفلسطينيين بتنفيذ الاتفاقيات المعقودة معهم وتضطر السلطة الى ادخال ابطالها الى السجن حتى لا تضطر الى تسليمهم اليها، اسرائيل هذه نفسها تعبث بالامن الفلسطيني بحيث تجعل وزير العدل يتخوف من اغتيال مواطن فلسطيني من قبل الاسرائيليين.
قضية محمود ابو هنود تظهر المدى المأساوي الذي وصلت اليه قيمة الانسان الفلسطيني في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي تنحدر قيمته في حين تعمل اسرائيل وبكل السبل على رفع قيمة الانسان الاسرائيلي حتى لو كان جاسوساً او قاتلاً، فتعمل على تهريبه من امريكا او بريطانيا لينعم بالامان والحياة الطيبة في فلسطين المحتلة,, وليس كالفلسطيني الذي يدخل السجن في فلسطين المحررة!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|