من المؤكد ان الحملة الوطنية للتوعية الامنية والمرورية لم تأت من فراغ او لمجرد ان تكون شعاراً يزيّن تلك الاسابيع التي تميل غالبا للاستهلاك اكثر من كونها توعوية حقيقية,, هذه الحملة جاءت بعد قناعة تامة بأننا أمام خطر يفوق بمآسيه ويلات الحروب والامراض مجتمعة,, الامر الذي يضعنا مباشرة في اطار المسؤولية والضرورة الملحة لإيقاف هذا النزيف المتنامي,, وما دامت الامور كذلك فمن المفترض ان يأتي تنفيذها مطابقاً ومتمشياً مع اهدافها الوطنية التي لا تقتصر على فئة بعينها او جهة بحد ذاتها وانما تشمل الجميع منهم واليهم.
باسم ديننا الداعي للخير والحب والانسانية,, باسم الأمن والأمان والاستقرار,, علينا ان نجعل من الحملة واجبا وطنيا، ومن التوعية سلوكا، ومن المشاركة رسالة، ومن الواقع اقتناعا,, لنجرب ولو لمرة واحدة اسلوب المبادرة الجماعية الخالية من الاوامر والتعقيدات وتسجيل المواقف الكلامية لغرض النفاق والمجاملة واحياناً استعراض المواهب,, لنفعل ذلك لأننا ببساطة شركاء الهم الواحد والمصير الواحد بخيره وشره,,!!
مرورياً,, اتمنى ان تكون الحملة موجهة ومهتمة بفئة الشباب,, والالمام جيداً بسلوكياتهم واهتماماتهم,, وبالتالي الوصول الى الجهات والقنوات والمواقع القادرة على تكريس التوعية بصورتها المجدية,, وهنا لا بد من الاستعانة بخبراء ومتخصصين في هذا الجانب الحساس قبل البدء بتنفيذها واختيار الجهات المعنية والمؤهلة اكثر من غيرها لبث التوعية وهي تحديداً الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارتا المعارف والاعلام.
الحملة اختبار لقدراتنا ولمسؤولياتنا لوعينا وايضاً انسانيتنا,, اللهم وفقنا جميعاً لكل ما تحبه وترضاه,.
فعلها المطرود
قبل وأهم من التصفيق للانجاز او البكاء على الاخفاق هو التعرف على العوامل والاسباب لهذا وذاك كي لا نطير في العجة وتأخذنا دوامة الضجيج,,!!
في هذا الشأن,, واذا اردتم معرفة فن الادارة واصول القيادة وسر نجاحها ومقدار اهميتها فانظروا كيف فعل محمد المطرود بكرة اليد السعودية والى اين انطلق بها في زمن قياسي مدته لا تتجاوز سنوات رئاسته لاتحاد كرة اليد,,!!
بعيداً عن خفايا وملابسات القرعة (السخيفة) التي لا ندري لماذا وافق الاتحاد السعودي لكرة اليد على اللجوء اليها وكادت ان تعصف بتعب وجهد وطموحات وحماس هذا الاتحاد الناجح,, الا ان المحصلة النهائية للسنوات الاخيرة تثبت حجم التطور المتلازم مع مجيء المطرود، وانه كان وما زال (الاكسير) القوي لانعاش وحيوية كرة اليد السعودية وانتقالها من مرحلة بائسة ومتدهورة وشبه معدومة الى اخرى نشطة وذائعة ومتقدمة تحقق المنجز تلو الآخر,,!!
محمد المطرود نموذج لقيادي اداري رائع,, لا نتحدث عنه بهذا الشكل لانه قفز بكرة اليد السعودية الى العالمية غير مرة فحسب وانما للتدليل على ان الممارسة أياً كانت وفي اي موقع لا يمكن ان تفعل شيئا ايجابياً وناجحاً بدون قائد اداري محنك ومدرك ومتفاعل وقبل هذا كله حريص على تقلّد مسؤولياته باخلاص وتفان يبرران دوره الوطني ويجسدان المعنى الحقيقي لواجباته المهنية,,!!
هي دعوة للاقتداء بهذا الرجل واكتشاف اسراره واستيعاب أدق تفاصيله لتعميم الفائدة على كل الوطن وكل القياديين,, كثر الله من أمثاله,,!!
الأهلي كما الاتحاد
كعادته ويا لها من عادة سيئة سقط الاهلي في فخ تحطيمه,, تمزيقه,, نهايته بذات السيناريو ونفس الدرس,,!!
ليست المرة الاولى التي اقول فيها ان الاهلي بحاجة لمن يحكي عن تناقضاته وقراراته بعيدا عن لغة (اللف والدوران) وتدليس الحقائق باستخدام العبارات إياها: انعدام الروح,, المدرب فاشل,, اللاعبون متهالكون,, وهكذا دون اقتناع او ايضاح صادق للاخطاء الادارية في طريقة التعاقد مع المدربين وإلغاء اللاعبين المميزين مثل الكاتو وقبله سيرجيو واحلال بدلاء لا يليقون بالاهلي ولا يصلحون حتى لفرق الدرجة الاولى,, فما بالكم بفريق ينفق الملايين لاستعادة مجد بطولاته,,؟!!
ما يجري للاهلي لا يختلف عن ذلك الذي اصاب جاره وغريمه الاتحاد في سنوات عجافه,, المواصفات والظروف والنهايات متشابهة تماما بين اهلي اليوم واتحاد الامس,, وسيبقى الاهلي على ما هو عليه ما لم تمر به نفس عاصفة الرياح التي غيّرت الاتحاد شكلاً ومضموناً,,!!
يحكى أن
وهو في طريق عودته من العاصمة الاندونيسية جاكرتا كان البطل العالمي حسين السبع ينظر بعين حائرة وأخرى متأملة لميداليته الذهبية التي حاز عليها اثر تحطيمه الرقم الآسيوي في مسابقة الوثب الطويل,, كان يتساءل ماذا تعني هذه القطعة المعدنية الصغيرة؟! بكم يقدر ثمنها المعنوي والمادي؟! هل صنعت فعلا لبلدي ولذاتي انجازا غير عادي؟! واذا كانت الاجابة بنعم كيف تلقى أهلي وناسي النبأ وماذا كتبت الصحافة والإعلام عموماً؟! هل أحظى ولو بتكريم متواضع او دعم بسيط يثمن هذا الانجاز التاريخي؟!
في هذه الاثناء تدخل زميله البطل الفذ هادي صوعان صاحب ذهبية 400 م حواجز وقطع عليه حبل افكاره المشتتة وهواجسه المتزاحمة وسلمه مجموعة من الصحف اليومية الصادرة بعد انتهاء البطولة قائلا: اقرأ ما كتبته الصحف السعودية,,! وعلى الفور اخذ حسين بلهفة شديدة يقلّب الصفحات الواحدة بعد الاخرى ولم يعثر الا على خبر مقتضب ومكرر في جميع الصحف,, وبعد ان فرغ من قراءتها التفت الى هادي فلم يجده وتأكد من أنه تعرض لكسر مضاعف في خاطره وبخيبة أمل مليئة بالغبن والقهر وربما الاهانة,,!!
هبطت الطائرة (بسلام) على أرض الوطن,, وحدث ما كان يخشاه حسين فقد كان الاستقبال بلا مستقبلين رسميين او شعبيين ولا حتى مصورين او صحافيين,, سأل عنهم فقيل له: بعضهم مشغول بمزاولة مهامه في شؤون المراسم والعلاقات العامة لناديه,, والبعض الآخر تفرغ تماما للملاسنة والمشاجرة على قضية لاعب اعتزل الكرة منذ سنوات,,!!
عندها ادرك حسين السبع ان ميداليته لم تكن ذهبية ولا حتى برونزية وأن ارقامه لا تساوي شيئا,, اتصل بزميله هادي وبادره بضحكة هستيرية ثم قال: رأيت في منامي انني صرت بطلا آسيويا صفق له العالم,, قاطعه هادي ورد عليه بضحكة مماثلة انتهت بقوله: كنت غارقاً في نفس الحلم وعلى مقربة من خط النهاية لولا مكالمتك (التعيسة),,!!
غرغرة
* يحق للأمير نواف بن محمد ان يفرح بحصاد غرسه وكفاحه وإصراره على الارتقاء بألعاب القوى السعودية,, وبانتظار المزيد,.
* لا فرق بين الهلال والنصر,, واذا كان اسبريلا ضاع في زحمة الاوهام الصفراء فكل الوعود الهلالية أكلها الذئب الازرق,,!!
* بدأ الموسم وبدأت معه عروض (الاراجوز),,!!
* انديتنا لم تلتفت الى نجوم البطولة العربية لأن رزق (السماسرة) على المغفلين,,!!
* توقيت بيان ماجد عبدالله جاء متزامناً مع تصفيات القاهرة,, هل العملية (مطبوخة) ومحبوكة لمجرد احراج الادارة الحالية,,؟!
* قل كلاماً صريحا ومباشراً او اصمت,,!!.
|
