بداية نعترف ان الحكم النهائي على مستوى من تستعين بهم فرقنا من محترفين اجانب لدعم صفوفها يحتاج الى وقت غير قصير,, لاعتبارات عديدة,, منها, ظروف انتقال المحترف الجديد من بيئة الى بيئة اخرى تختلف كليا عن بيئته السابقة مناخيا وحياة وممارسة,, وحاجته للتجانس والانسجام مع الفريق,.
هذه من البديهيات المعروفة,, لذا لا نستغرب عندما نقرأ تصريحاً لاحد المدربين وهو يدافع عن اخفاقات المحترفين الجدد في فريقه سواء اذا كان هو صاحب قرار التعاقد معهم,, ولكن الحقيقة احيانا تبدو مختلفة باختلاف نوعية المدربين,, هناك من تغطى مصالحه الخاصة على مصلحة الفريق وهناك من لا يهتم بهذه الامور,, قانعا بما يحصل عليه من راتب ومزايا اخرى,, فالمدربون انواع,, واسوأهم هو من يبحث عن مصالحه الخاصة قبل أي شيء آخر حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة فريقه,, وما نشاهده على ارض الواقع يؤكد وجود هذه النوعية الرديئة من المدربين، وإليكم بعض الامثلة على افتقادهم للمصداقية والأمانة.
يحدث ان يستعين احد الفرق بلاعب أجنبي سواء عن طريق مكتب سماسرة اللاعبين أو أي طريق آخر,, المهم,, ان المدرب لا علاقة له بهذا الاختيار,, ماذا يحدث,, بعد اول تمرين مع الفريق او اول تجربة ودية,, يصدر المدرب رأيه القاطع (اللاعب غير صالح) ولا انصح بالتعاقد معه,, فلا تملك الادارة الا الرضوخ لرأيه ومنح المحترف الجديد الذي لم يأت عن طريق المدرب تأشيرة خروج نهائي,, وهذا يحدث كل يوم في ملاعبنا ومع معظم انديتنا,, وبدلاً من مناقشة المدرب في الامر,, ومطالبته بمنحه فرصة اكبر للحكم عليه,, توافق على رأيه فورا ودون نقاش.
ولكن كيف تتغير قناعات المدرب (360) درجة بالمحترف الجديد اذا كان هو صاحب قرار التعاقد معه وهو من رشحه للالتحاق بالفريق واصر على ذلك طبعا,, الامور تختلف,, وهنا تظهر براعة المدرب وحنكته,, ويصبح محامياً من الطراز الرفيع,, وهو يسوق الاعذار والمبررات لادارة النادي والصحافة والجماهير,, اللاعب الجديد يحتاج الى وقت,, فهو قادم من بيئة مناخية باردة جدا,, وهنا الجو,, حار,, نار,, ويحتاج الى وقت حتى يألف الجو الجديد,, اللاعب يحتاج الى وقت للانسجام مع زملائه,, اللاعب يعاني من الغربة وفراق زوجته,, اللاعب بحاجة لرفع معدل اللياقة لابتعاده الطويل عن الكرة,, الى غير ذلك من المبررات التي يسوقها للدفاع عن فشل المحترف الجديد اثبات وجوده مع الفريق في كل المباريات التي خاضها,, وكل الفرص التي منحت له, والسؤال هنا الذي يفضح (بكش) بعض المدربين,, هو,, لماذا يتمسك بهذه الاعذار في الحكم على المحترف الاجنبي عندما يكون هو صاحب قرار التعاقد معه والاستعانة به,, ويلغيها تماماً عندما يكون النادي هو الذي اختار اللاعب,, في الحالة الاولى يتفتق ذهنه على عشرات الاعذار والمبررات التي تدافع عن اللاعب,, واذا عجز عن اقناع الادارة لجأ الى اساليب مختلفة كعدم اشراكه اساسياً في المباريات,, والاكتفاء بمشاركته لبضع دقائق لا تسمح لاحد بتقييمه او حبسه على دكة الاحتياط فترة طويلة بدعوى حاجته لرفع معدله اللياقي.
وفي الحالة الثانية يصدر حكمه على المحترف الاجنبي الذي جاء عن طريق الادارة بعد اول تمرين واول تجربة ودية,, فلا مصلحة مادية له من اتمام عملية التعاقد, ونحن هنا لا نعمم,, ولكننا نتساءل لماذا تستسلم بعض ادارات الاندية لرغبات المدربين,, لماذا تمنح المدرب وحده حق ابداء الرأي الفني حول المحترف الاجنبي وتهمش دورها ورأيها بحجة ان المدرب فاهم وخبير,, طالما ان لديها القناعة الاكيدة بمستواه وانه يمكن ان يشكل اضافة فنية هامة,, فهي الاكثر حرصا على المصلحة العامة للفريق,, وهناك فرق كبير بين ممارسة حقها الشرعي في اتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات تحقق مصلحة الفريق وبين التدخل في صميم عمل المدرب كوضع الخطة واختيار التشكيلة الاساسية وتحديد البدلاء.
في الحالة الاولى ليس من حق المدرب التدخل او الرفض,, وفي الحالة الثانية له كل الحق,, فالادارة,, ادارة,, والمدرب مدرب,, واللاعب,, لاعب!!.
أهلاويات
* عندما تجرع مرارة الخسارة في دورة الصداقة الدولية علق لابيز مدرب الاهلي الخسارة على شماعة حسين عبدالغني الذي لم يشارك معه في اية مباراة,, ولا ندري كيف تذكره فجأة,, والآن وبعد الخروج من الدور قبل النهائي في عربي 16,, ماذا سيقول لوبيز,, ومن هو اللاعب الذي سيحمله مسؤولية الخسارة,, اخشى ان يقول طارق كيال او مساعد رزق!!
* ابرز أسباب خروج الاهلي من قطار المنافسة على كأس (عربي 16) افتقار اللاعب للتركيز الذهني طوال المباراة وهي مشكلة الاهلي المزمنة مع المباريات الهامة الحاسمة المصيرية سواء كانت في الدور قبل النهائي او في النهائيات.
* ماذا يتوقع لوبيز من راؤول او غيره من اللاعبين ان يقدم في ظرف دقيقة او دقيقتين عندما يدفع به للمشاركة في مباراة تلفظ انفاسها الاخيرة؟!
|