** خلال أيام عبرن في موجة الزمن يلفُّ كنسمةٍ تتماوج لا يدرك كُنه حركتها أحد، غبت فيها أشحذ قوادم جوادي، وأشعل الفتيل,,، واصلتموني بما عهدته من الوفاء منكم,, بخطابات رطّبت من قيظ الحر,,، ولفح السموم,,، انبسط فيها الكلام بينكم وبيني كالجسر، مدّ دروبه واستكان، وتمادى كالنهر,,، غطىَّ مساحات النفس في اطمئنان، وتسرَّب كالماء إلى حيث لا مدى له أو زمان,,، بكلِّ شيء منكم في ورق رسائل، أو ورق كتب، أو دوريات، أو برقيات، تخصني في حوار، أو تسألني مناقشة رأي، أو تدعوني لفعل فكري ما,.
شكرا,, بكل ما تعنيه وتحمله وتعبر عنه.
** من أقصى الجنوب أطلَّ الشاعر علي الحازمي بباقة ندية من الكلام الجميل,, يقول: من أقصى الجنوب يسعدني أن أهديكِ هذه القصائد، متمنياً أن تجدي فيها ما يحرِّض على الجمال والحب,,
** ولأن الجمال هو الذي يفعل في التحريض,.
فإن عباراته في أول صفحة بيضاء حيث يقول: إلى عائشة: رغم سنواتنا السبع، إلا أنني مازلت أحاول أن أحبك بالطريقة التي تليق بغصنك,, يا لضعفي ,.
ولا أحسب أن عنوان الديوان خسران الذي صدر عن دار (شرقيات) في القاهرة هو نتيجة لهذا الضعف أمام ثراء الغصن وإنما أحسب أن علياً الشاعر يحاول الاجتراء على اللغة بشيء من الاقتحام كي يحرِّض إلى معنى مختبىء، أو صورةٍ شاردةٍ، أو حسٍ مارقٍ,, ذلك لأن (قصائده) المنثورة تترامى حول دائرة النجاح فيما وظَّفها إليه من الفعل الراكض نحو التقاط ما في داخله، لكنه حسب قصائده قد نجح فيما هو يعلن الخسارة ويوسم بها ديوانه, ولعل عائشة تدرك سطوتها,,، وتتمادى في تحريض قدراته الإبداعية على المدى الأبعد في عمر بهيٍّ ورديٍّ جميلٍ يتخطى السبع سنوات إلى المدى الذي لا ينتهي كي يقول الشعر ويقوله, شكري لهذا الاحتفاء عندما وجهت اليَّ دعوة الولوج الى عالم حروفك.
** كتبت نورة حمود الغدير: لك وحدكِ,, أجل لكِ وحدكِ د, خيرية,, أبعث إليك بعد أن تحيرت طويلاً,, بعد أن غرقت في بحور اليأس,, بعد أن قرأت موضوعك في يوم الاثنين 8/4/1421ه,,, ومنذ أن قرأت موضوعكِ في يوم 20/2/1421ه وأنا أتمنى أن أكتب لكِ ذلك لأنكِ جعلتيني أحسُّ بأنكِ معي في مشكلة لا تزال تلازمني منذ العام الماضي,, لقد أصبح الحل مستحيلاً فقد أُغلقت كافة الأبواب أمامي,, ولن يفتحها إلا الواسطة ,, وللأسف ليست متوفرة لي,, وكما قال أحد الإخوة في رسم كاريكاتير ورد في الجزيرة: على قدر أهل الواسطة تأتي المطالب ,, لقد كانت درجاتي في الثانوية أقل من النسبة المطلوبة بقليل لا يذكر ولم أقبل في كلية البنات ببريدة,, ومررت بكافة الكليات دون فائدة,, حتى كلية البكيرية تتطلب النسبة ذاتها وهي أعلى قليلاً جداً من نسبتي,, هأنذا أجلس في المنزل، أنا والفراغ صديقان حميمان لا نفارق بعضنا,, فالكل مشغول عنا بعمله أو دراسته,, وأنا أجتر الفراغ في رحلة قاتلة لكل طموحي,, هذا الفراغ القاتل الذي تكلمتِ عنه في كتاباتكِ, فإني من المعجبات بها وبأسلوبكِ ودائماً أرتوي من بعد قراءتي لكِ,,، اعذريني ولكن عندما أقرأ ردودكِ على القراء وذلك الأمل الذي أجدكِ تزفِّينه إليهم لا أستطيع أن أمنع قلمي من الجري وراءه فأنتِ تبعثين هذا الأمل علَّه يزهر بأرضي الجدباء ويبعث فيها الحياة من جديد .
** ويانورة: هي مأساة يابنيتي أن تنتهي في عمر الزهور والطموح والتوثب إلى مصادقة الفراغ واجترار الوحدة معه,, لكن لا تفعلي ذلك، حاولي إيجاد مخارج عديدة لكِ لعل أولها القراءة المستمرة والكتابة لنفسك أولاً,, فأسلوبكِ جميل وقد تستطيعين أن تبوحي بما يُجدي ذات يوم, ثم اطرقي الأبواب في ميادين عديدة وسوف تجدين ملاذاً يعود إليك بما يشغل فراغكِ,.
وأنتِ واحدة ترمزين إلى قضية اجتماعية تناولتُ بعض المقترحات حولها في مقال أمس الأول السبت عن الفائضين والفائضات ممن لم يجدوا درباً للدراسة كي يتولى المسؤولون إيجاد الحلول لهم, وإني على ثقة في أنهم سيفعلون.
** كتب: أحمد الناصر، وسلطان فهد العنزي، ومضاوي السعد العقيل، وإبراهيم عبدالقادر الحمود، وف,ف, ف, يطالبون بمناقشة موضوعات تخص الشباب وسوف أتناولها في المقالات القادمة مع مناقشة بقية الرسائل.
عنوان المراسلة: الرياض 11683, ص ب 93855.
|