| مقـالات
وقعت حرب بين فزارة وإياد، وسبت إياد من بني فزارة أخت البراق، وأرادوا منها شيئاً يعز على المرأة العربية، فحاولوا اغتصابها، فأرسلت الى أخيها (البراق) الأبيات التالية:
ليت للبراق عيناً فترى ما ألاقي من بكاءٍ وعنا عذبت أختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحاً ومسا غللَّوني، قيَّدوني ضربوا جسمي الناحل مني بالعصا غلِّلوني، قيِّدوني وافعلوا كل ماشئتم جميعاً من بلا فأنا كارهة بغيكم ويقيني الموت شيء يرتجى |
والقدس العربية لو نطقت لقالت أعظم من قول الفزارية، لأن مدة صرختها تحت وطأة الاغتصاب ثلث قرن دون إجابة من أحد، ولم يبق إلا صوت حزين متفجر من آثار النكسة يذكرنا بالخيبة والفشل والسخرية:
القدس عروس عروبتكم
أهلاً أهلاً
ولماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم، وتنافختم شرفا،
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض,,.
وصوت آخر يشعر بالاكتئاب والوسواس القهري:
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا فجرد حسامك من غمده فليس له بعد ان يغمدا |
عفواً أيتها الطاهرة، لاتظني أن صمت اليأس سيقف حائلاً أمام حقيقة البقاء، التي تتضاءل الى جانبها كل حقيقة حتى وإن اصابها الدوار وهي تشعر بسعة إيقاع الزمن، وثقي ان امتك العربية تعيش في هذه الايام دوامة لم يعشها العرب من قبل بمحاولتهم ترتيب الاشياء والتقاط الانفاس في هذا العالم الوهمي الذي أسدل الستار امامنا ولم يعد لنا فيه دور نؤديه كما كنا وهجاً متواصلاً لم يشتعل فجأة في سماء اليقين.
سيدتي، لقد دمرنا شعور نحس من خلاله ان وجودنا زائد على حاجة البشر، وكل الرغبات الراقدة في نفوسنا تحتضر امام شموخ تاريخنا العظيم، وكسر القيود التي كبلت قدميك الطاهرتين لايتحقق إلا بالموت، ورفض حياة القمع والاحتلال، واقسم لك اني انكرت بيني وبين نفسي عروبتنا من خلال سؤال ازعجني كثيراً: هل نستحق ذلك الإرث المتمثل برسالة محمد (ص) وعدل عمر بن الخطاب، وشجاعة على بن ابي طالب وحلم معاوية بن ابي سفيان ويرموك خالد بن الوليد، وقادسية سعد بن ابي وقاص، وحطين صلاح الدين الايوبي؟ ولماذا لم نستطع من خلال تلك المقومات التي توافرت لنا ان نغرس جذورنا في أعمق أعماق الارض حتى لاتدوسها الاقدام القذرة؟
ولماذا كل هذا الحب لحياة مليئة بالعار والذل والخوف العميق الذي ينخر في كياننا والإرهاق الذي شل أيدينا المرتعشة مجردين رغم انوفنا من الدم واللغة والتاريخ بعد أن ذبحنا ذلك قرباناً بلا وعي على الإطلاق وطوحناه بلا تفكير في وجه الريح.
وكأنني بك ترددين وانت في ظل اليأس والاحباط لاعرب اليوم بالوادي كما قال عبدالرحمن بن حسان: لاربيعة اليوم بالوادي بعد ان شفع من في بلاط معاوية لرجالهم الذين حكموا بالإعدام معه، وهو يعني انه ليس احد من قومه في بلاط معاوية يشفع له، فبعث به معاوية الى زياد وكتب إليه ان هذا شر من بعثت به فعاقبة بالعقوبة التي هو أهلها وقتله شر قتلة، فلما قدم به على زياد بعث به الى قيس الناطف فدفنه حياً، ولا أخفيك سراً ان إخوتك العرب حصل لهم من الخوف ماحصل للحجاج بن يوسف الثقفي من فيروز حصين، الذي اعطى الحجاج عشرة آلاف درهم لمن يقتله، فاجاب الحجاج بأنه يعطي مائة الف درهم لمن يأتيه برأس الحجاج، فقال الحجاج يومئذ: والذي نفسي بيده، لقد جعلني اتلفت وأنا بين خاصتي وأيضاً حصل لهم من الخوف ماحصل للاخطل من الجحاف بعد ان سبه في مجلس عبدالملك، فقال له: يا ابن النصرانية! ما ظننتك تجترئ عليّ بمثل هذا، ولو كنت مأسوراً لك؟
فحمّ الاخطل خوفاً، فقال له عبدالملك: أنا جارك منه، فقال: يا أمير المؤمنين، هبك أجرتني منه في اليقظة، فمن يجيرني منه في النوم.
سيدتي، لايشك منصف في عروبتك التي تمتد من عمق التاريخ، منذ عهد اليبوسيين، وهم من طلائع القبائل الكنعانية التي نزحت من الجزيرة العربية سنة 2500ق,م، ولم يستطع اليهود ان يستولوا عليك إلا في عهد داوود عليه السلام (القرن العاشر ق,م) ثم جاءك الفتح الاسلامي على يد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ أرسل جيشاً بقيادة أبي عبيدة رضي الله عنه، وبعد اربعة أشهر من الحصار، طلب النصارى الصلح وكانت المعاهدة العمرية:
هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الامان، اعطاهم اماناً لانفسهم واموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمهما وبريئها، وسائر ملتها انه لاتسكن كنائسهم ولاتهدم ولاينقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود ثم احتلك الصليبيون حوالي سنة 492ه، وفعلوا بأمتنا ما فعلوا، يقول المؤلف المنصف د, غوستاف لوبون في كتاب حضارة العرب ص326: وكان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب نحو النصارى حين دخلها منذ بضعة قرون، قال كاهن مدينة لوبوى، ريموند داجيل حدث ماهو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على اسوار القدس وبروجها فقد قطعت رؤوس بعضهم، فكان هذا أقل مايمكن ان يصيبهم، وبقرت بطون بعضهم، فكانوا يضطرون الى القذف بأنفسهم من اعلى الاسوار، وحرق بعضهم في النار فكان ذلك بعد عذاب طويل، وكان لايرى في شوارع القدس وميادينها سوى اكداس من رؤوس العرب وايديهم وأرجلهم، فلا يمر المرء الا على جثث قتلاهم، ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا,, وروى ذلك الكاهن الحليم خبر ذبح عشرة آلاف مسلم في مسجد عمر فعرض الوصف الآتي:
لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الايدي والاذرع المبتورة تسبح كأنها تريد ان تتصل بجثث غريبة عنها، فإذا ما اتصلت ذراع بجسم لم يعرف أصلها، وكان الجنود الذين احدثوا تلك الملحمة لايطيقون رائحة البخار المنبعثة من ذلك الا بمشقة .
وعدت الى المسلمين عام 583ه على يد القائد المجاهد صلاح الدين الايوبي، قال د, غوستاف لوبون: وليس من الصعب ان يتمثل المرء درجة تأثير تلك الكبائر في صلاح الدين النبيل الذي رحم نصارى القدس ولم يمسهم بأذى، والذي أمد فليب او غست وقلب الاسد ريكاردس بالازواد والمرطبات في اثناء مرضهما وبقيت سيادتك عربية الى ان احتلك الصهاينة عقب عدوان يونيو 1967م، وبعدها بدأ الصراع والانتهاك والاعتداء على قدسيتك الطاهرة وأهم ذلك:
1 7/6/1967م الجنرال موردخاي غور في سيارة نصف مجنزرة يستولى على الحرم الشريف في اليوم الثالث للحرب وصادرت قوات الاحتلال مفاتيح باب المغاربة ولم تعدها حتى الآن.
2 9/6/1967م تعطلت صلاة الجمعة لأول مرة منذ تحرير القائد صلاح الدين للقدس,
3 15/7/1967م محكمة الاستئناف الشرعية الإسلامية ترفض طلباً لمؤسسة ماسونية من اجل بناء هيكل سليمان.
4 21/8/1969م اقتحم الإرهابي المتطرف دنيس دوهان ساحات الحرم وتمكن من الوصول الى المسجد وإضرام النار فيه إلا ان المواطنين العرب حالوا دون امتدادها لمختلف انحاء المسجد.
5 14/8/1979م حاولت جماعة غورشون سلمون المتطرفة اقتحام المسجد الا ان المواطنين تصدوا لها، وافشلوا المحاولة وعمل المتطرف مائير كهانا وجماعته على تكرار المحاولة بدعم من الشرطة إلا ان عشرين ألفا من العرب دافعوا عن مسجدهم فسقط العشرات من الجرحى في سبيل ذلك.
13/1/1981م اقتحم افراد حركة امناء جبل الهيكل الحرم القدس الشريف، وبعض قادة حركة ها تحيا وهم يرفعون العلم الإسرائيلي والتوراة.
28/8/1981م الإعلان عن اكتشاف نفق يمتد من اسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط المبكى.
31/8/1981م استمرار الحفريات تحت المسجد الاقصى يؤدي الى تصدع خطير في الابنية الاسلامية الملاصقة للسور الغربي.
11/4/1982م اعتداء آثم على المسجد الاقصى يقوم به أحد الجنود.
25/7/1982م اعتقال يويئل ليرنر احد نشطي حركة كاخ بتهمة التخطيط لنسف مسجد الصخرة.
21/3/1983م اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى حفرها المتطرفون اليهود اثناء محاولتهم اقتحام الحرم القدسي.
20/3/1984م انهيار الدرج المؤدي الى مدخل المجلس الإسلامي الاعلى بسبب نفق شقته دائرة الآثار الإسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الاقصى.
2/7/1988م حفرت القوات الإسرائيلية نفقاً بالقرب من باب الغوانمة.
8/10/1990م ارتكبت القوات الإسرائيلية مجزرة داخل المسجد الشريف.
7/7/1996م حفريات اسرائيلية خطيرة تؤدي الى اهتزازات في الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الاقصى.
27/1/1999م كشف النقاب عن تخطيط احد ناشطي اليمين الاسرائيلي (دميان فاكوبيتش المتطرف حسب اعترافاته لتنفيذ عملية تفجير كبيرة تهدف الى نسف المسجد الاقصى).
31/8/1999م الكشف عن مخططات يهودية لهدم القصور الاموية المحاذية للمسجد، وتوسيع حائط البراق المبكي .
3/10/1999م قيام رئيس الوزراء باراك بافتتاح مدرج في جهة من جهات المسجد الاقصى بهدف قيام المتطرفين اليهود بأداء طقوسهم اليهودية في هذا المكان.
30/10/1999م كشف النقاب عن بدء العد التنازلي الإسرائيلي لهدم المسجد الاقصى.
6/1/2000م مظاهرات لمنع ترميم المسجد الاقصى.
وأما قرارات هيئة الامم المتحدة، ففي مايو عام 1968م أصدر مجلس الامن القرار رقم 252 للحفاظ على هذه المدينة من عبث اليهود، إذ نص على ان تغيير الوضع التاريخي والديموغرافي والقانوني للقدس المحتلة باطل، واصدر ايضا في يوليو عام 1969م القرار 267 لتنفيذ القرار السابق، وفي سبتمبر 1969م اصدر مجلس الامن القرار رقم 271 وعبر من خلاله عن حزن العالم بسبب حريق قبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسقف المسجد على يد العصابات الصهيونية.
وفي سبتمبر 1971م اصدر مجلس الامن القرار 298 ونص فيه على تانفيذ القرارين 465 و 476 اللذين يستنكران تهويد القدس العربية، وفي عام 1980م أصدر مجلس الامن القرار 478 الذي يقضي بعدم نقل البعثات الدبلوماسية من تل أبيب الى القدس وفي سبتمبر 1996م أصدر مجلس الامن القرار (1073)، وأعرب فيه عن قلقه من فتح نفق تحت المسجد الاقصى وبجوار اساساته، وبعد ان فشلت مفاوضات كامب ديفد 2 بدعم عربي غير محدود للرئيس ياسر عرفات اعلن الرئيس الامريكي (كلينتون) عن عزمه نقل سفارة بلاده الى القدس معارضاً بشكل صريح كل القرارات الدولية التي تنص على عدم مشروعية فعل ذلك، ومنها قرار مجلس الامن 478 عام 1980م، والقراران 242 و 238 المتعلقان بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة والقدس منها، ويجب على الرئيس الامريكي ان يحفظ للفلسطينيين ارضهم ولايكرر الخطأ الذي وقع فيه جورج واشنطن الذي بنى عاصمته فوق انقاض مدينة نكان شنتكة وسكانها الهنود الحمر، وللاسف ان البيت الابيض الذي تدوي في جنباته الحرية والعدالة وحقوق الإنسان قد بني على (112) مليون جثة من سكان الارض الاصليين وكذلك يجب ان يتذكر ان أسلوب ضم الاراضي بالقوة لم يعد ينفع في هذا العصر، وإذا كان المكسيكيون قد قبلوا ضم ولاية تكساس المكسيكية الى الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر فالفلسطينيون ومن ورائهم العرب والمسلمون لن يرضوا بضم القدس العربية إلى اسرائيل المغتصبة، ولن يوقعوا على وثيقة تسليم القدس لها مهما بلغ الثمن، وإذا عجزوا عن تحريرها فسيتركون ذلك للأجيال القادمة.
وما يفسر العالم تلك المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل في فترة التسعينات فقط:
1 650 مليون دولار صفقة صواريخ باتريوت وأجهزة عسكرية عام 1991م.
2 قرض بقيمة 10 مليارات دولار لمساعدة 600 ألف مهاجر يهودي من روسيا واثيوبيا الى أسرائيل عام 1992م.
3 وقف المساعدات الامريكية للرئيس ياسر عرفات في حال عدم احترامه لاتفاق اوسلو 1993م، الذي قدم العرب فيه تنازلات لليهود.
4 التفكير في نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس عام 1995م.
5 مساعدة بقيمة 100 مليون دولار لمساعدة إسرائيل في مقاومة الإرهاب عام 1998م.
6 استخدام الفيتو الامريكي في مجلس الامن في وجه كل مايعارض مصلحة إسرائيل.
ولم يكتف اليهود باغتصاب اراضينا، بل تعدى الامر الى اقسى من ذلك، يدل على ذلك تصريح عدواني للحاخام الإسرائيلي عود فايا يوسف الزعيم الروحي لحركة شاش المتطرفة الذي أدلى به في اوائل اغسطس الخالي، إذ يصف الفلسطينيين بأنهم مجموعة من الأفاعي النجسة التي ندم الله تعالى على خلقها، ونص على استخدام كل الوسائل الممكنة لتصعيد الكره والحقد على العرب ووصفهم بأوصاف الوقاحة والقذارة وانهم يستحقون الإبادة، مقراً بمشروعية ما حصل لليهود من النازية الالمانية من إحراق في أفران الغاز، لأنهم أخطأوا، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي باراك بأشد الاوصاف القذرة، لأنه رضي ان يفاوض العرب الذين ينفثون سمومهم على الارض.
وما محمود ابو هنود ايها الحاخام الحقير إلا عربي لايستحق ان يوصف بما قلت، لان وجَّه بمفرده وبندقيته ضربة موجعة لقوات الاحتلال، فقتل ثلاثة وأصاب آخرين في مواجهة مع الوحدة الخاصة التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها من النخبة، وخرج منصوراً بجرح في كتفه، وكأنني به يردد قول الشاعر:
عدس مالعباد عليك إمارة
نجوت وهذا تحملين طليق
وصرح بعدها جبريل الرجوب مسؤول الامن الوقائي في الضفة الغربية لصحيفة الايام الفلسطينية لن يتم تسليم ابو هنود الى اسرائيل إلا فوق جثثنا
وأما مايخص عبدالبارئ عطوان، رئيس تحرير العربي الذي نشر مقالاً عن خطر التطبيع الإعلامي مع اسرائيل، واقحم المملكة العربية السعودية في الموضوع بخبث عجيب إذ قال:
فقد دخل مؤتمر مدريد للسلام التاريخ العربي باعتباره بداية التطبيع السياسي ومن ثم الإعلامي، فقد شاركت وفود عربية تمثل الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر جنباً الى جنب مع وفود سياسية اعلامية عربية، وكان لافتاً ان بنيامين نتانياهو هو المتحدث الاعلامي باسم الوفد الاسرائيلي في المؤتمر عقد مؤتمراً خاصاً للإعلاميين العرب لشرح وجهة النظر الإسرائيلية في مكتب قناة مركز تلفزيون الشرق الاوسط أم, بي, سي السعودية في مدريد، وجرى بث وقائع هذا المؤتمر حية على الهواء,,.
وتلعب القنوات الفضائية العربية في الوقت الراهن الدور الاخطر في عملية التطبيع والترويج لها، ومعظم هذه القنوات خليجية بالدرجة الاولى، وبدأت هذا التوجه محطة تلفزيونية أم, بي, سي, السعودية التي كانت اول من استضاف مسؤولين إسرائيليين كباراً في مقابلات حية على الهواء، ومن بين هؤلاء إسحاق رابين وشمعون بيريز، وبنامين نتانياهو، ويوسى بيلين، وقامت صحف ومجلات عربية ايضاً بفعل الشيء نفسه مثل صحيفتي الحياة والشرق الاوسط ومجلة المجلة ثم بعد ذلك جريدة الرأي العام الكويتية، وجاءت بعد ذلك قنوات اوربت ثم الجزيرة القطرية بالسير على النهج نفسه بحجة الموضوعية وعرض وجهة النظر الاخرى,,, كما امتدح بنيامين نتانياهو محطة تلفزيون الشرق الاوسط أم, بي, سي, لانها اختارته لكي يخاطب الرأي العام العربي عبر شاشتها، وقال ذلك صراحة في حديثه مع مندوبها عن حاجز إبريز في قطاع غزة.
ونسي عبدالبارئ عطوان بوق صدام حسين وحزبه ان التطبيع قد بدأ بعد زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات الى الدولة العبرية في ديسمبر عام 1978م، بل تناسى ان بعض الدول العربية التي يعرفها جيداً رضيت بمعاملة اليهود على مستوى السفراء والبعثات الدبلوماسية والعلاقات التجارية والمملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها الرشيدة لم ترض ولن ترضى بأي شيء من ذلك التعامل يا عطوان!
ولماذا هذا الإصرار على إقحام المملكة العربية السعودية في كل ماحصل من تطبيع مع إيمانها الكامل بالقضية تاركة الامر للفلسطينيين انفسهم الذين قرروا ذلك، ورضوا بمؤتمر مدريد للسلام؟
ولماذا نسيت ان هذه مؤسسات خاصة كما ان صحيفة القدس العربي التي ترأس تحريرها خاصة لاتمثل وجهة نظر الحكومة الفلسطينية وإلا لأدى ذلك الى كارثة عظمى في العلاقات الفلسطينية مع الدول العربية بسبب اسلوبك الاستفزازي وتصرفاتك المتشنجة التي تنطلق من نفس غير مستقرة؟
ولماذا نسيت مواقف المملكة المشرفة مع القضية من عهد الملك عبدالعزيز الى عهد الملك فهد حفظه الله ؟
وسيجيبك سفير فلسطين وممثل السلطة الفلسطينية في المملكة مصطفى هاشم الشيخ ديب في حديث نشرته صحيفة الجزيرة يوم السبت 26 من جمادى الاولى 1421ه أكد أن دعم ومواقف المملكة المؤيدة للقضية الفلسطينية قديمة وهي منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وحتى الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله مشيراً إلى ان المملكة العربية السعودية قد دأبت على هذا الموقف، ولايكاد يخلو بيان مجلس الوزراء السعودي كل يوم اثنين من تأييد للشعب الفلسطيني وقضيته وتقف داعمة ومؤيدة للحق الفلسطيني وضرورة ان ينال شعبنا الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة بما فيها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والتي تصر المملكة على ضرورة عودتها للحظيرة الفلسطينية العربية الإسلامية، وأشار الى ان القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة الرئيس ياسر عرفات يثمنون غالياً هذه المواقف، ويذكرون المملكة دائماً بالخير، ولن ينسى شعبنا على الاطلاق هذه المواقف وقد سجلها بأحرف من نور في تاريخ نضاله الطويل.
وجاء على لسان الدكتور عصمت عبدالمجيد بمناسبة المئوية: كما كانت المملكة في طليعة الدول العربية التي شاركت في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في القاهرة في شهر يونيو عام 1996م بهدف بلورة موقف عربي واحد تجاه سياسة التعنت الإسرائيلي الرافضة لإقامة السلام العادل والشامل في الشرق الاوشط وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الارض مقابل السلام.
هذا ويرتبط دور المملكة العربية السعودية عبر مراحل تاريخها في دعم البيت العربي اشد الارتباط بمؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود الذي كانت له مشاركات مهمة في تاريخ الامة العربية عندما دعا الى التضامن العربي ووحدة الصف ونبذ الخلافات عندما طرح عام 1936م مشروع معاهدة الوحدة العربية اسماه معاهدة أخوة عربية وتحالف .
والله من وراء القصد
* كلية اللغة العربية
|
|
|
|
|