| مقـالات
الإنسان هو الذي يريد أن يخضع الأشياء لرغباته,, يريد كل شيء في هذا الوجود ان يتمشى مع تلك الرغبات,, حتى الوقت الذي هو الانطلاقة المنظمة لحياة هذا الانسان,, أساء إليه هذا الانسان فاختلطت الأشياء بعضها ببعض فتأخر ما هو مهمٌّ,, وتقدم ما ليس جديراً بالأهمية,, ومنذ الصغر والأطفال يربون على احترام الوقت، لكن هذه التربية لا تجد في بعض العقول الصغيرة مكاناً يساعد على تنميتها وتربيتها التربية الراسخة التي يؤازرها الإيمان الحقيقي، لذلك ضاع كثير من الأشياء، وخسر هذا الإنسان الكثير من الاهميات.
وهذا طبعاً لا ينطبق على العموم، بل إنه يدخل في باب الخصوص، فهناك من الناس من تهمّه راحته الجسمانية، ومع هذا فهو يقبل من الطبيب مثلاً ميعاداً في الصباح الباكر، وهو يدرك ان هذا الوقت ليس مناسباً له، ومع هذا لا يحاول تجنب إضاعة الوقت رغبة في التظاهر بأنه جاهز في أي وقت، وهناك من يختار أوقات العطل الرسمية للزيارة أو الرحلات البرية، ولكنه لا يلتزم بالوقت رغم حريّته الكاملة وعدم ارتباطه بعمل,, ويكثر هذا لدى الشبان الصغار، ولذلك نلاحظ كيف أن كثيرين من هؤلاء لا يحصلون تفوقاً دراسياً في دراساتهم لعدم احترامهم للوقت، ورغم ضآلة المادة المدروسة في مدارسنا لكنها تظل صعبة الهضم لدى عقول كثير من الطلاب الذين لا يقدّرون الوقت، ولا أعتقد ان هناك من يحترم الوقت مثل الموت، فهو دقيق جداً، لأنه مرتبط بحساب إلهي كريم لا يقبل المماطلة,, فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون,, وجاء في القرآن ما يدل على الدقة في احترام الوقت قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌّ في فلك يسبحون ورغم ان الآية تصور كيفية سير هذه المخلوقات، ودورانها في أفلاكها إلا أنها تنكل ذلك بوقت مقدر من العزيز الحكيم,, وما شرعت صلاة الكسوف والخسوف الا لكي لا يتعدى ذلك حده من الوقت,, إذ لو تعدى حده لخرب الكون، ومن المؤسف ان ما تبديه بعض وسائل الإعلام في هذا العصر المتأخر من أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية فقط، يقف عند حد هذا التعليل لذلك ماتت القلوب ولم تعد تخاف من هذه الظواهر، فإذا كانت الشمس,, والقمر يجريان بوقت مقدر في فلك كلٍّ منها فماذا يحدث لو تأخر هذا الوقت أو طال، لاشك أنه سيحصل التصادم الذي على أثره يخرب الكون,, لكن ذلك لن يحصل إلا عندما يقدر الله وقت الساعة ويريده، فمتى نعرف قيمة الوقت وأهميته؟!
|
|
|
|
|