أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

ملحق معاهد تأهيل الشباب

مفهوم التدريب وأهميته
أ,د, عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر *
قد لا أكون بحاجة إلى التذكير ببعض المسلمات التي تشير إلى أن التنمية الاقتصادية هي إحدى الأهداف المهمة التي تسعى إليها المجتمعات البشرية, وأن التسابق اليوم بلغ ذروته للاستحواذ على نتاجات علوم العصر وتقنياته, والنظر في هذه المسألة منصب على الفرد فهو العنصر الأساسي في التنمية البشرية بل هو محور التنمية وقاعدتها، والتعليم أداة جميع جوانب التنمية,
لذا من البديهي أن يتم توجه نحو جميع اختصاصات التعليم التي تهدف إلى تطوير المجتمع وإكسابه خبرة تعليمية وعملية، تمثل القدرة أو القابلية على استخراج وصقل مهارة المعرفة البشرية حول مهمة محدودة في الأساس أهم مكونات أنظمة الخبرة وتعتبر أنظمة الخبرة لهذا السبب (أنظمة ذكاء),
لذا نلاحظ ارتفاع قيمة العنصر البشري وتنامي تكلفته بوصفه مؤشراً على أهمية هذا العنصر,
والتعليم كما أسلفنا هو اللبنة الأولى لبناء الإنسان وإعداده ليكون عنصراً فعالاً في مجتمعه,
فالتعليم هو التصميم المنظم والمقصود للخبرة أو الخبرات التي تساعد المتعلم على إنجاز التغيير المرغوب في الأداء، فهو لا يقتصر على زيادة رصيد المتعلم من المعرفة، ولكن يجب أن ينمي فيه التوجيه السليم والقيم الصالحة التي يحرص عليها مجتمع إسلامي يتمثل القيم الصالحة مثل العمل الجاد والربح والتنافس والتفوق والجودة والأمانة وفوق ذلك كله مخافة الله في تعاملنا وكسبنا,
يقال عن التدريب إنه عملية منظمة لتطبيق المعارف والأفكار والمفاهيم والحقائق العلمية التي تلقاها الطالب أثناء تعرضه للعملية التعليمية,
التعليم والتدريب عمليتان مستمرتان وإن بدا لنا أن إحدى هاتين العمليتين تسبق الأخرى أو هي متطلب للأخرى، ويميز التدريب أنه مطلب حياتي بمعنى أنه مستمر مدى الحياة فهو يبدأ قبل انخراط الفرد في سوق العمل، ويصاحبه أثناء العمل إلى أن يتقاعد أو يترك العمل والتدريب عبارة عن نشاط مخطط يهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية في المتدربين من ناحية اتجاهاتهم ومعلوماتهم وأدائهم ومهاراتهم وسلوكياتهم بما يجعل مستوى الأداء لديهم أفضل مما هو عليه,
وتذكر الأدبيات أن التدريب غالباً ما يأخذ شكل مجموعة البرامج الرسمية التي تستخدمها الأجهزة الإدارية لمساعدة العاملين على كسب الفاعلية والكفاءة في أعمالهم الحالية والمستقبلية عن طريق تنمية العادات الفكرية والعملية المناسبة والمهارات والمعارف والاتجاهات بما يناسب تحقيق الأهداف المنشاة,
والهدف الرئيسي من التدريب هو زيادة كفاءة وفاعلية المنظمة في تأدية الأدوار التي تقوم بها وتحقيق الأهداف المطلوبة منها,
ويعد التدريب بأنواعه المختلفة من مقومات التنمية الاجتماعية والتدريب هو الوسيلة التي تهيئ الفرد لأداء مهمة من المهام الإدارية أو الفنية أو التعليمية أو غيرها بكفاءة عالية يكون مردود هذا الأداء إضافة جيدة في البناء العام للمجتمع الذي يعيش فيه هذا الفرد,
وقد أشار الدكتور الشقاوي في بحثه (التدريب الإداري للتنمية) إلى أن التدريب عملية مستمرة، ويتعين على الفرد التعلم باستمرار لتطوير قدراته الدراسية على مدى حياته العملية بمعنى آخر ,, الحياة العملية هي عملية تعلم مستمر,
وعموماً فإن التدريب بجميع أنواعه هو التعريف النظري والعملي بالجوانب الإدارية والمهنية للنشاط المطلوب أداؤه من قبل المتدرب، ويهدف إلى رفع كفاءة الفرد في عمله الحالي من خلال إحداث تغيرات سلوكية في المهارات والمعارف والاتجاهات لدى الإداريين وأرباب المهن، بقصد رفع كفاءة أدائهم المهني, ويعرف التدريب بأنه تعليمي بأساليب متعددة يقصد به رفع كفاءة الفرد في مجال عمله، أو إعداد الفرد لمهنة معينة مما يكفل رفع كفاءة أدائه لهذه المهنة وفق أساليب علمية متقدمة,
ويعتمد التدريب في مفهومه على نظريات التعليم وتطبيقاتها حيث أن التدريب يعتبر نشاطاً ذاتياً يمارسه المتدرب وينتج عنه استجابات تساعده على مواجهة المواقف وحل المشكلات التي قد تواجهه أثناء أداء عمله,
وعندما نقول إن التعليم نشاط ذاتي للمتعلم أو المتدرب، فإننا نبرز دور الفرد وقدراته على استيعاب ما يدرسه، أما دور المدرس ووسائل التعليم أو التدريب المختلفة فإنها تنحصر في كونها عوامل إثارة لإستجابات المتدرب، وهنا يحدث التفاوت في تصميم البرامج التدريبية,
وللإتقان دور في تصميم البرنامج التدريبي، فالحياة المعاصرة من سماتها التغير السريع، والتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، كل هذا يفرض أسلوباً معيناً من التعامل مع هذه المتغيرات , كما تظهر حاجة الإنسان إلى الإتقان بتعامله اليومي مع الأجهزة والأدوات والآلات التي تدخل في حياته اليومية,
ويمكن اكتساب المهارات أثناء عملية التدريب في ثلاث مراحل مستقلة، تبدأ بالمعرفة التي تتصف بالقدرة على الاستيعاب النظري لما يملى على المتدرب من أفكار ومفاهيم وحقائق تتعلق بالمهارات المطلوب إتقانها، والترابط أحد سمات المهارات ويقصد بها الصلات التي تربط بين المثير والاستجابة أثناء عملية التدريب,
أما المرحلة الثالثة من مراحل اكتساب المهارات فهي تلقائية الاستجابة وتعتمد التلقائية على درجة تحليل للمعلومات التي يتلقاها المتدرب وهذه المقدرة متباينة بين المتدربين فمنهم من يستوعب المهام ويقوم بأدائها على أكمل وجه، ومنهم من يلجأ إلى تكرار المهام دون نجاح يذكر، وهنا تبرز درجة مهارة إتقان العمل,
لذا فإنه إذا أريد للبرنامج التدريبي النجاح فلابد من التغلب على الصعوبات الاجتماعية والنفسية والعضوية والإدارية والتطبيقية، ويساعد التحليل الدقيق لعناصر البرنامج التدريبي على الدخول إلى مواطن الضعف والعوائق التي قد تواجه البرنامج، كما يساعد التحليل النفسي والاجتماعي للمتدرب على تذليل جميع الصعوبات التي تعتري عملية التطبيق، من العوامل النفسية التي يجب التأكيد عليها عند تطبيق البرنامج التدريبي عمليتا الإحساس والإدراك لما لهما من دور فعال في إدراك الاستجابة واكتساب السلوك، فالإحساس والإدراك عمليتان متزامنتان وعندما نحس بمثير معين ينتقل هذا الإحساس عبر الجهاز العصبي إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بوصفه أداة للإدراك من خلال حصر التفكير في هذا المثير وإعطائه مفهوماً معيناً أو ربطه بأشياء أخرى لها مفهوم معين لدى الشخص, وهذا ما نطلق عليه اسم الإدراك,
إذن يكتسب الفرد المهارات والمعلومات والاتجاهات عن طريق الإنتباه والإدراك والتذكر، وهذه العوامل يمكن تنميتها وتوظيفها لصالح البرنامج التدريبي عندما تصمم وفق أسلوب النظم المبني على التسلسل المنطقي في إجراءات التدريب، ومن أهم هذه الإجراءات تحديد الهدف المراد الوصول إليه من خلال البرنامج التدريبي,
من جانب آخر تعد دراسة الاحتياجات من مقومات التدريب الناجح,
تتحكم درجة الثقافة العامة بالقدرة على التمييز بين معطيات التقنية الحديثة وتحديد حجم احتياجات المجتمع، ويشمل هذا التكليف تسخير الآلات والأدوات والمواد والأجهزة والنظم والأفكار التقنية لخدمة الأفراد والمؤسسات دون المساس بالتركيبة الأساسية لهذا المجتمع، ويتطلب تبني التقنية وتوظيفها إعداد الفرد إعداداً جيداً للإفادة منها لذا لابد من رفع كفاءة الأفراد وتأهيلهم لاستخدام هذه التقنيات ومواجهة ما يستجد من معطيات التقنية التي تستحدث في عصرنا الحاضر، ولعل في برامج التدريب والتعليم ما يشبع تلك الرغبات ويعد أفراداً قادرين على النهوض بالأجهزة والمؤسسات إلى المستوى الذي يواكب التطور التقني,
وفي المملكة العربية السعودية تقوم معاهد ومراكز التدريب بتصميم برامجها وفق المفهوم العلمي والنفسي والتربوي لنظرية التعليم والتعلم فقد نهج معهد العالمية للحاسب والتقنية على سبيل المثال أسلوب الإشراف الأكاديمي من قبل جامعة الملك سعود والملك عبدالعزيز لتوجيه برامجه التدريبية وفق المنهج الأكاديمي لضمان مردود تدريبي يتفق مع متطلبات العصر التقنية وبذلك يضاهي المعاهد العالمية المتخصصة في مجال الحاسب والإدارة المالية والتسويق بحيث يستطيع خريجو المعهد الالتحاق بالجامعات البريطانية بعد احتساب المقررات التي تلقوها في معاهد العالمية وهذا التوجه في إتقان البرامج التدريبية امتدادٌ للكفاءة العالية للجامعات السعودية وبذلك اعتبر معهد العالمية رافداً من روافد التعليم العالي,
* وكيل معاهد العالمية*

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved