| العالم اليوم
لم يعد مقبولا القول بأن العرب يضغطون على الفلسطينيين والرئيس ياسر عرفات لقبول ما يعرضه الأمريكيون من مقترحات تنال من سيادة الفلسطينيين على القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فقد حفل الأسبوع الماضي بالعديد من التصريحات والبيانات من أعلى المستويات من الدول العربية الهامة التي يمكن - مجازيا - تسميتها بدول صنع القرار العربي، حيث أجمعت تلك التصريحات التي يجب ان ينظر اليها كتأكيد للمواقف، أجمعت على انه لا يمكن ان تقدم دولة عربية على فرض أي اقتراح على الفلسطينيين لا يحقق لهم استعادة حقوقهم او يجبرهم على التنازل عن استحقاقات تكفلها لهم القرارات الدولية، وهذا ما أوضحه بكثير من الصراحة وبلا أي لبس الرئيس المصري حسني مبارك بعد مباحثاته مع الرئيس الفرنسي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حتى نهاية هذا العام، إذ أوضح مبارك انه لا وجود لأي اقتراح مصري ينتقص من السيادة الفلسطينية على القدس الشرقية، وان حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس تحددها القرارات الدولية وبالذات 424، وانه لا يمكن الركون للتكهنات والتقارير الصحفية التي تستند فيما تطرحه من تكهنات على ما تقوله انه اعتمادا على مصادر مقربة من الرئاسة المصرية أو الخارجية المصرية أو غيرها من العبارات.
توضيح الرئيس المصري هذا الذي يجب ان يضع حدا لما تردده أوساط صحفية، وبالذات الصحف الإسرائيلية عن اقتراح مصري بمنح الإسرائيليين موضع قدم في ساحة المسجد الأقصى او السماح بسيادة الإسرائيليين على حائط المبكى والحي اليهودي، وان يقفل باب الحديث عن مبادرات توسط مصرية او اردنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فالمصريون مثل الأردنيين وأي اطراف عربية معنية بالأمر مثلهم مثل الفلسطينيين، وان تدخلوا فيما يجري من تفاوض وجهد لتحقيق السلام في المنطقة؛ فمن أجل نصرة الحق والعدل وإعادة الحقوق الشرعية لأصحابها، والمصريون يعملون في هذا الإطار، كما اوضح الرئيس مبارك الذي طالب كل من يدعي بأن المصريين قدموا اقتراحات تسمح للإسرائيليين باستلاب حق فلسطيني ان يبرزوا ما لديهم من وثائق تؤكد مزاعمهم، أما ان تنسب الى مصدر مطلع أو مسؤول قريب من الرئاسة او الخارجية فذلك نوع من الكهانة الصحفية التي لم تعد مقبولة في عصر توفر المعلومة وشيوعها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|