| العالم اليوم
* بيروت الجزيرة عبدالكريم العفنان علي جابر رويترز د, ب, أ:
يقول المحللون في العاصمة اللبنانية إن المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في محافظة بيروت التي تبدأ اليوم الأحد ستحدد المرشح الرئيسي لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة.
وتجري المنافسة الرئيسية في هذه المحافظة بين رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي يسعى لتولي هذا المنصب مرة ثانية ومنافسه الرئيسي سليم الحص رئيس الوزراء الحالي.
وقال المحلل السياسي حسن كريم لوكالة الأنباء الألمانية (د, ب, أ) ان النتائج السياسية للمعركة واضحة,, فإذا ما حقق الحريري وانصاره نصراً كبيرا في الاقتراع الذي سيتم في بيروت فإنه سيكون اقوى زعيم يتمتع بتأييد برلماني كبير.
وكان الحريري قد قال إن نتيجة الانتخابات في بيروت سوف تقرر مستقبل لبنان سياسيا وماليا واقتصاديا .
إلا ان الحريري رفض التعليق حول ما إذا يسعى لتولي رئاسة الوزراء للحكومة القادمة.
وقال من المبكر جدا الحديث عن هذا,,لكن الانتخابات سوف تؤثر على تشكيل الحكومة الجديدة ويجب ان تعكس (الحكومة الجديدة ) نتائج الانتخابات .
ويفسر المراقبون تصريحات الحريري على انها رد على تصريحات مساعدي الرئيس اللبناني إميل لحود بمن فيهم وزير الداخلية ميشيل المر الذي أوضح ان النظام الحاكم في لبنان مصمم على ان يفعل ما بوسعه لإبقاء الحريري بعيدا عن رئاسة الوزراء.
وقال المر حتىتأييد 70 عضوا في البرلمان لن يكون كافيا لحصول الحريري على رئاسة الوزراء لأن الجميع يعلمون كيف يتم صنع رئيس الوزراء في لبنان .
وأضاف المر إن العنصر الأساسي في هذه العملية هي إجماع بين سوريا والرئيس .
وطبقا للدستور فيجب على الرئيس لحود ان يجري مشاورات مع أعضاء البرلمان الجدد ويختار رئيس الوزراء طبقا لرغبة الأغلبية.
وقال الحريري إن المشاروات وخيار النواب سوف تحل القضية , غير ان بعض المراقبين يحذرون من إمكانية حدوث أزمة سياسية.
وقال سركيس نعوم الكاتب في صحيفة النهار لوكالة الأنباء الألمانية (د, ب, أ) لم يخف لحود ان التعايش مع الحريري سيكون صعبا مضيفا ربما يهدد لحود بالاستقالة .
إلا ان النائب محمد عبدالحميد بيضون عضو حزب أمل الموالي لسوريا قال إن لحود سوف يطبق الدستور.
وقال بيضون الرئيس سوف يلتزم برغبة أغلبية البرلمان ولا أعتقد انه يجب تهميش الحريري, إنه شخصية سياسية قوية في البلاد .
وكان الحريري قد رفض في عام 1998 العودة إلى منصب رئاسة الوزراء بعد ست سنوات من تولي ذلك المنصب بعد أن أبعده لحود عن السلطة عام 1998م .
ويشعر خصوم الرئيس اللبناني اميل لحود بالثقة في امكانية تدعيم المكاسب التي حققوها في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية عندما تستكمل الانتخابات اليوم الأحد.
فإذا حققت المعارضة نفس النجاح الذي أحرزته في الجولة الأولى عندما يدلي الناخبون في بيروت والجنوب وسهل البقاع بأصواتهم فقد يمهد ذلك الطريق أمام عودة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري للسلطة.
ويقول المحللون ان بيروت ستشهد أعنف المعارك الانتخابية, وفي الجنوب وسهل البقاع من المتوقع ان يحقق تحالف الفصيلين الشيعيين وهما حركة أمل وحزب الله والذي توسطت فيه سورية ذات النفوذ الكبير في لبنان مكاسب كبيرة.
لكن المحللين يقولون ان المكاسب التي حققها الحريري رجل الأعمال وأحد أباطرة البناء وأنصاره قد تدفع الرئيس إلى اختيار خصمه السياسي لرئاسة الحكومة الجديدة.
وشكل الحريري ائتلافا قوياً معارضاً لانصار لحود وهو عسكري سابق يتهمه منتقدوه بالسماح للجيش بالتدخل في تفاصيل الحياة المدنية.
ومن الشخصيات البارزة التي تسعى لعودة الحريري للسلطة وليد جنبلاط زعيم الدروز ونبيه بري زعيم حركة أمل ورئيس البرلمان وسليمان فرنجية ونسيب لحود من زعماء المسيحيين.
ويعكس تحسن فرص الملياردير السني في العودة للسلطة في جزء منه حالة الاستياء بسبب الأزمة الاقتصادية التي لاحقت لحود منذ أن خلف رئيس الوزراء الحالي سليم الحص الحريري.
ويقول المحللون ان الحملات التي شنتها الحكومة لتشويه صورة الحريري وغيره من المرشحين المعارضين للحود ارتدت على مدبريها وتعاطف الناخبون مع من كانت هزيمتهم متوقعة.
ووصف نسيب لحود وهو ابن عم الرئيس وأحد معارضيه نتائج الجولة الأولى بأنها ضربة لكل جهود تكريس حكم الفرد الذي يقحم الأجهزة الأمنية والضباط والجيش في الساحة السياسية وحتى في الشؤون الشخصية للمواطنين.
وقال الحريري الأربعاء الماضي: بعد اجتماعه مع حليفه جنبلاط انهما فازا في المعركة الأولى لكنهما لم يحققا النصر الذي سيأتي اليوم الأحد.
واعتبر الحريري عندما تولى رئاسة الوزراء عام 1993 بمثابة نسمة رقيقة تلفح لبنان الذي كانت تهيمن عليه الميليشيات إذ بدأ خطة طموحة لاعادة اعمار لبنان بعد الحرب الأهلية التي دمرته بين عام 1975 و 1990.
ولكن الحريري توسع في الاقتراض من الخارج لانعاش الاقتصاد مستنداً إلى عملية السلام في الشرق الأوسط التي لم تتحقق.
وربما كان لبنان في حالة سيئة عندما ترك الحريري السلطة ولكن الاقتصاد تردى بدرجة أكبر في غيابه.
فتضخم الدين الخارجي ليبلغ 140 في المئة من اجمالي الناتج المحلي وزادت خدمات الديون على اجمالي العائدات ومن المتوقع ان يبلغ معدل النمو صفراً هذا العام بعد أن انكمش الاقتصاد عام 1999.
ومازال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يواجه أصعب معركة في تاريخه السياسي, وخصمه في هذه المعركة الحكومة اللبنانية التي تفتقد إلى التوازن في التصريحات, فالرئيس الحص يؤكد أن الدستور فوق الجميع ومصلحة لبنان هي في تطبيق الدستور أما نائب رئيس حكومته ووزير داخليته ميشال المر فيؤكد أنه لا أمل للحريري في تشكيل الحكومة الجديدة حتى ولو سمته أكثرية نيابية إذا لم يتم توافق على ذلك بين سورية والعماد لحود وهذا انقلاب على الدستور (إذ نسي السوبر وزير) إن مصلحة لبنان في سيادة القانون وإنه في هذا التصريح قد يشعل حرباً طائفية من جديد ونسي أن الدكتور بشار الأسد قد أكد الأربعاء الماضي على أن سورية على مسافة واحدة من الجميع خصوصاً وإن دمشق بعيدة عن اللعبة الانتخابية.
ومن جهة أخرى دعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط رئيس الجمهورية اميل لحود إلى إبعاد وزير الداخلية ميشال المر عن الحياة السياسية وإلى ضرورة إيجاد تشريع لقضاء مستقل, وأكد جنبلاط أن الوقائع الموضوعية للصوت الحر فرضت على السلطة وقائع جديدة لم تستطع تغييرها على الرغم من الحملات الإعلامية الهائلة التي قامت بها, من جهته أكد الرئيس رفيق الحريري أن المرحلة الأولى من المعركة ربحناها ولكن النصر لم يحصل ,, النصر اليوم الأحد فإما أن يتحقق النصر أو التعادل والخسارة وأكد أن المعركة قاسية وهي معركة وطن ومستقبل وسيتحدد مصيرنا كلنا خلال السنوات القادمة .
وقد لفت الحريري رفضه المطلق لعمليات شراء الأصوات في الانتخابات لأن ذلك جريمة يجب محاكمتها وأضاف الحريري: إن هذا ليس من طبيعتي وأخلاقي، وشعبيتي ليست بحاجة إلى البحث عن زيادتها بهذه الطريقة وقال: اتهمونا بالاقتراض بالعملة الصعبة وبزيادة الدين العام والعجز لكنهم اقترضوا أكثر منا واستمر الدين العام والعجز في الارتفاع وتابع الحريري القول: تبين ان الاقتراض ليس خياراً وإنما هو إجباري لكن الفرق يكمن في حجم الركود الاقتصادي الذي أعطى نسبة نمو سلبية على مدى عامين بينما كانت نسبة النمو الاقتصادي في عهدي إيجابية وقال الحريري لوكالة فرانس برس كلما اقتربنا من تشكيل حكومة هي انعكاس لنتيجة الانتخابات كلما كنا نحترم الدستور والمؤسسات وكلما ابتعدنا عن ذلك نبتعد عن دولة المؤسسات والقوانين والحريري مرشح قوي في الانتخابات الجارية ويدعمه في ذلك نجاح أكثر من 35 مرشحا من أصل 63 يدعمون ترشيحه بالإضافة إلى لوائحه التي يتوقع ان يكتب لها النجاح إلا إذا لم تدخل ايادي خفية كانت قد أعلنت رفضها للحريري في رئاسة الحكومة.
وفي مؤتمر صحفي عقده النائب جان عبيد يوم أمس الأول أكد فيه على ضرورة تأليف حكومة سياسية واسعة التمثيل في المرحلة المقبلة، لتحقيق مصالحة مع الناس واعتبر النائب عبيد الرئيس رفيق الحريري في طليعة الأشخاص المؤهلين لتحمل المسؤولية في المرحلة القادمة وأكد ان هذه الحكومة تسيّست من دون ان تكون سياسية وكانت دون المستوى (حكومة الحص), من جهته أكد النائب جنبلاط خلال حديثه لبرنامج (كلام الناس) المؤسسة اللبنانية للإرسال أن الحريري أحق برئاسة الحكومة وأنصح الحريري بان يشكل البعد العربي الديموقراطي للسنة وليس البعد المذهبي المتقوقع على نفسه وأكد النائب نسيب لحود خلال مؤتمر صحفي ان الحريري هو الأنسب لرئاسة الحكومة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان من جهته كشف الحريري عن أهداف اتهامه بالتوطين وإن ذلك جرى لإثارة قسم من اللبنانيين ضده وتحديداً (المسيحيون) وقال إن ما يقال عن موافقتي ودعمي لموضوع التوطين الفلسطيني في لبنان هو (كذب بكذب) ومن يقول هذا الكلام يهدف إلى إثارة اللبنانيين ضد بعضهم بعضا واللعب بالوحدة الوطنية في البلد وفي اتصال ل الجزيرة بالمكتب الإعلامي للحريري في بيروت اكدوا ان الرئيس الحريري ماض في الانتخابات بقوة ومعركته الانتخابية يقودها الشعب اللبناني الذي يدرك مكانة الحريري السياسية في لبنان وان التراشقات الكلامية تزيد من قوتنا في السير قدما نحو الانتخابات التي هي بدون شك لنا ومن المعلوم ان الرئيس الحريري لم يرشح نفسه لرئاسة الحكومة لكن المعارضة بكل طوائفها قدمت الحريري للحكومة قبل أن يفوز بالانتخابات النيابية وعندما سئل الحريري عن إمكانية ترشيح نفسه للحكومة اجاب انه من السابق لأوانه الحديث عن هذا الامر يهمنا الآن اثبات قوتنا الانتخابية يوم الأحد القادم (اليوم).
أكد النائب وليد جنبلاط عن زيارة محتملة له إلى سوريا الأسبوع القادم للقاء الدكتور بشار الأسد وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي (جنبلاط) تمسكه بوثيقة الطائف التي منعت من ان يتحول لبنان إلى مقر لجهات أو أحزاب معادية لسورية وأكد انه يسعى لإقامة التوازن الصحيح لتطبيق معاهدة الاخوة ووثيقة الطائف, وتابع القول ان سوريا لم تحاربه في الانتخابات وان اللواء غازي كنعان قائد القوة السورية في لبنان أكد له ذلك وأكد انه ليس مشيل عون ليعلن الحرب على سوريا واكد جنبلاط جاهزيته للقاء لحود من اجل الوفاق واستمرار الحوار المسيحي الدرزي لطي صفحة الحرب نهائياً.
اما المرشح جورج شهوان المرشح عن المقعد الماروني لا يرى المراقبون ان يكون له أي دور فاعل في العملية الانتخابية رغم إعلانه الانتخابي القوي والذي تمثّل بشعار جريء (دعوا بيروت لأبنائها) والمدى البعيد لهذا الشعار لن يجد الصدى حتما من الطائفة المارونية نفسها وعند سؤالنا عن دعم هذا الإعلان الانتخابي الكبير وجدنا انه صاحب (شركة إعلانية) !! علما أن صوره تبدأ بالمصنع مروراً ببيروت وحتى الشمال وصوره تكاد تسابق صور الحريري والحص.
وقد أكد حزب الكتلة الوطنية لوسائل الإعلام البيروتية والعربية ان ما نقل على لسان وزير الداخلية ميشال المر من ان رئيس الجمهورية لا يكلف إلا بالتوافق بين سوريا ورئيس الجمهورية اميل لحود اعتبر الحزب ان هذا الكلام يحمل إساءة بالغة إلى صورة لبنان الديموقراطي الحر ويشكل طعنة لسيادة الدولة وقرارها الوطني.
|
|
|
|
|