أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

عزيزتـي الجزيرة

تعلمنا منه فنون الحوار
نابغة الفيزياء الذي فقدناه
مات محجوب عبيد طه نابغة الفيزياء الذي تواضع لتدريسي وامثالي عندما تخرجنا من الثانوية ومستوانا العلمي الفيزيائي كمستوى المياه في بئرٍ نضب ماؤها مقارنة مع مستوى النابغة في تخصصه.
محجوب عبيد طه عرفه الشرق والغرب ليس مطرباً ولا لاعباً بل عرفوه يُطرب العقول بالعلم والمعرفة ويلعب في تكوين النظريات العلمية ليحقق الأهداف المطلوبة بدقةٍ وجودة تصويب وبلا أخطاء ليحوّلها إلى حقائق بإذن الله تعالى.
رحمة الله عليك يا استاذنا الفاضل المتواضع كيف لا اقول انك متواضع وأنت قد تجاوبت معنا نحن الطلبة بأن تنزل إلى مستوى تفكيرنا ومستوى معرفتنا لتعليمنا الفيزياء العامة المعروفة بمصطلح (فيز108) = (Phy108) بعد انتهاء أوّل محاضرة عرفناك من خلالها ولنا الشرف في ذلك, في جامعة الملك سعود عام 1405ه.
كان ذا عقلٍ نيرِّ
وذا نفسٍ سامية
وذا اهدافٍ عالية
كان خلوقاً رائعاً في تعامله مع طلابه ومع زملائه
كان ذا حياء رائع لا تخرج منه الكلمة إلاّ بعد ان تمرّ على جميع خلايا المخ والمخيخ والنخاع المستطيل حيث كان يقول لنا يا ابنائي اللّسان عضو خطير على الإنسان إذا لم يُحسن استعماله وإذا لم يتم ترويضه في الأدب وللأدب.
مكتبه كان مفتوحاً لكل طالب ولكل من يريد أن يغرف من نهل العلم والمعرفة كان قدوة صالحة بحق.
هاتفه كان يتجاوب مع كل رنين استفسار عن نظرية فيزيائية أو حقيقة علمية أو حتى نقطة من نقاط بحور العلم.
والأهم من هذا وذاك أنه كان ذاكراً لله عز وجل كثيراً كثيراً اثناء المحاضرة وبعد المحاضرة واثناء الدروس العملية والنظرية.
إنه جبلٌ شامخ في اخلاقه وفي علمه وفي تواضعه كان على مكتبه دائماً المصحف الشريف جوهراً وسلوكاً, فكان ملتزماً بتعاليم الإسلام الحنيف بما جاء بالقرآن الكريم وسنة محمد صلى الله عليه وسلم فكان محترماً محبوباً أعتقد أنه قد أحبّه الله فأحبّه كل من عرفه من زملائه وطلابه.
لقد تعلمنا منه فنون الحوار والنقاش الهادف حيث سألته مرَّة من المرَّات ووالله أنِّي أحبُّه لاخلاقياته الرائعة, قلت له يادكتور بعد هذه السنوات الطويلة في بحر الفيزياء ماذا تعطينا بإيجاز من بحورها؟!!
فقال رحمة الله عليه إن شاء الله يا ابنائي أعطيكم انك كل ماتعمقت في علم الفيزياء بل في كل علم فإنك سوف تعرف شيئا من عظمة الله سبحانه وتعالى وسوف تعرف أكثر وأكثر الفروق ما بين الإنسان الحق والإنسان البهيمة الذي يحيى حياة البهائم والحيوانات بل وأدنى منها سوف تعرف بأن مكة المكرمة هي مركز الأرض سوف تعرف بأنك كلّما صعدت إلى اتجاه السماء ستختنق بسبب قلة الأكسجين قال تعالى كأنما يصّعد في السماء ستعرف ان القرآن الكريم فيه اعجاز علمي لم نعرف منه شيئاً حتى الآن إلاّ نزراً يسيراً منه.
لقد حزنت كثيراً لوفاته ولا نقول إلاّ ما أمرنا الله ان نقوله بمثل هذه المواقف العصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) أسأل الله عز وجل ان يرحمه رحمة واسعة وان يسكنه فسيح جناته وان يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه والله المستعان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حسين الراشد العبد اللطيف
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved