| عزيزتـي الجزيرة
يأتي الحديث عن ندب المعلمات مكتظاً بفواصل الحيرة والقلق والاضطراب ومحملاً بعلامات الشجن باعتباره زائراً ثقيلاً وضيفاً مزعجاً يجيء ليزيد الاعباء المدرسية على المعلمة التي تجد نفسها بدون موعد في ساحة مدرسة اخرى امام مناهج جديدة وأعمال مدرسية لم تكن في الحسبان.
الندب كما هو معروف عملية نقل دائم او مؤقت لمعلمة ما تفرضه حالة غياب معلمة في مدرسة اخرى بإجازة امومة او غيرها إذن هي حركة نقل لتغطية عجز طارئ.
وأعتقد ان المعلمات يدركن تماماً مفهوم الندب ومقتضياته ويستوعبن ملامحه وأسبابه وذلك امر لا غموض فيه.
غير أن التساؤلات تدور حول الطريقة التي يتم بها ندب المعلمة وتكليفها بالتوجه لمدرسة اخرى ان الاسس التي يقوم عليها الندب غير واضحة والمعايير غير دقيقة مما يزرع بذور الجدل بين المعلمات وينسج خيوط النقاش الحاد إنه يثير مشاعر التوتر والقلق في نفوسهن ويغتال الحماس يضع المعلمة تحت مظلة الهواجس نعم,, للندب همومه المؤرقة,, خطوطه العريضة,, ذات الأبعاد النفسية العميقة وله لغته المشحونة بمفردات الترقب والتوتر واجواؤه مثخنة بالاعباء والضغوط وبنظرة عابرة للطريقة التي يتم بها الندب نجد في أحيان كثيرة غياب الضوابط العادلة والاسس الموضوعية التي تمنح مجتمع المعلمات القناعة والرضا والقبول.
وطالما احتدم النقاش وزادت حدة الاختلاف فيمن تكلف بالندب!! مما يسبب إشكاليات عديدة ويسهم في تعطيل الحصص وعرقلة المناهج وارتباك الجداول المدرسية والضحية هي الطالبة ليغدو الندب طعنة في خاصرة المنهج ولعل التعارف عليه في اوساط المعلمات ان الندب يمس آخر معلمة باشرت في المدرسة,, وهذا معيار جائر فلربما تكرر ندبها دون ان ينال بقية المعلمات ولا غرو فهناك معلمات مخضرمات صاحبات خبرة هن بالطبع فوق مستوى الندب الذي يختص بالمعلمة الجديدة التي لاتستطيع ان تكسر حاجز الصمت او تبدي وجهة نظر!!
اجل,, إن الجداول المدرسية في مدارس البنات لاتزال مسكونة بهموم الندب وآثاره السلبية وبخاصة عندما تتأخر مديرة المدرسة في رصد إجازات الامومة مبكراً وتقديمها لتوفير البديل والقيام بالتنسيق,.
تساؤلات جادة تدور في اذهان المعلمات خاصة حديثات التعيين حول قضية الندب الذي يؤرق افكارهن ومن الاهمية بمكان صياغة اصول وضوابط منصفة تحفظ حقوق المعلمة المندوبة حتى لاتجد نفسها اسيرة ندب متكرر يجعلها تلوذ بالصمت وتقتنع بالصبر تحت سقف المعاناة كمعلمة طوارئ!!
مع غياب الحوافز كتحفيز النصاب مثلاً ولماذا لا يتم المساواة في الحقوق والواجبات بين المعلمة القديمة والمعلمة الجديدة والتي لم تزل تحمل هوية بند فكلاهما عضوان في المجتمع المدرسي أو على الاقل رسم آلية متوازنة في متطلبات العملية المدرسية يتكفل كل عضو بجانب مع ضرورة تنوير افكار المعلمات ببنود هذه العملية وتبصيرهن بمعطياتها ومسؤولياتها حتى تلقى المعلمة نفسها امام تساؤلات الموقف بين مشاكل الغياب وتباين النصاب وهموم الندب وليس ثمة شك هي تدرك ان صوتها سيجد صدى طيباً لدى المسؤولين في رئاسة تعليم البنات الذين لا يدخرون جهداً في تذليل العقبات وقراءة فضاء الميدان التربوي ومعالجة أي عارض يؤثر في التحصيل العلمي للطالبات او بحجم عطاء المعلمات.
محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة
|
|
|
|
|