| عزيزتـي الجزيرة
مع مطلع كل عام دراسي جديد يعود الطلاب والطالبات في مختلف المراحل والمستويات الى قاعات الدراسة، بعد استمتاع بأيام العطلة الصيفية واسترخاء من عناء عام دراسي كامل.
يعودون بشوق وحنين، وهم يحسبون الساعات المتبقية لإشراقة شمس ذلك اليوم الذي تفتح فيه مدارسهم ابوابها على المصراعين لاستقبالهم يلتقوم بزملاء المرحلة تعلوهم البسمة التي صاغتها فرحة النجاح والتلهف الى استئناف السير في مشوار المستقبل المنتظر تحقيقه.
لكن ما أن تمضي عجلة الايام وتستمر الدروس حتى يخيم السأم والضجر على بعض الطلاب وتظهر اعراض الرتابة على نفوسهم، فتتثاقل خطاهم في طريق الذهاب للمدرسة ويبتهجون مع نهاية الدرس الاخير وكأن صورة الاشتياق التي تملكت مشاعرهم في البداية كانت حلماً افاقوا منه.
لنتساءل عن السبب الذي يجعل بعض الطلاب يكرهون المدرسة ويفرحون بعطلة نهاية الاسبوع؟
إن السبب لاينحصر في دائرة واحدة فالمسؤولية موزعة بين عدة اطراف، اذ ان للمدرسة ونظامها والمنزل وتوجيهه دوراً كبيراً في القضية.
لنقف عند مسؤولية المدرسة تجاه الامر ونمر بعجالة على بعض الاسباب والظروف التي تولد ذلك الامر.
إن المعلم الذي يفتتح الدرس الاول بعد بداية العام الدراسي مثلاً بتسليط الضوء على صعوبة المقرر الذي سيدرسه ويتكئ على الاحصاءات التي تحدد حجم الرسوب فيه ويهدد كل من يتقاعس مستقبلاً عن اداء الواجبات من متابعة وانتظام,, سيقطع على النفس الطموحة حب تلك المادة ويضعف الامل امام اولئك الذين يتسمون بضعف الحصيلة العلمية وتحقيق المستويات العليا بين اولئك الذين يتنافسون عليها.
إن الطالب يستنفر قدراته الذهنية في الحصص الاولى من العام الدراسي لاستجلاء الصورة عن طبيعة الاساتذة الجدد على مدرسته ليتوصل الى أخذ صورة تحدد اسلوب التعامل معهم في الدروس المستقبلية.
فهذا معلم مرن متمكن قوي الشخصية قادر على تأدية الدرس بأسلوب شائق يلجأ اليه عند الاستشارة وبالتالي هو صالح بان يكون نموذجاً للاقتداء، وهذا ضعيف في سماته الشخصية وفي خبرته التربوية غير متمكن من تخصصه، وهذا شديد منفر لايتسع مزاجه لأي تعاطف أو حل لمشكلة داخل قاعة الدرس او خارجها، وبتلك الصورة المرسومة للاساتذة من قبل الطلاب والمستوحاة من الدروس الاولى احياناً تتحدد طبيعة العلاقة بين الطالب والمادة وبينه وبين المدرسة.
إننا إذا حققنا اسلوب تشويق الطالب للمواد وامكننا زرع ثقته بمعلميه قضينا على نوبات السأم التي تحول دون الاستيعاب وعلى نفور الطالب الذي ينتهي بالتسرب.
فالملاحظ ان الغياب في الحصص التي ينفر فيها الطلاب من اساتذتها لايرجع الى صعوبة تلك المواد بل لكراهيتها وثقلها على انفسهم بسبب الافتقار للجاذبية والتشويق وغياب أسلوب التعزيز والتشجيع وعدم تجاوز الاخطاء.
عبدالرحمن بن صالح المشيقح
|
|
|
|
|