|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة وبعد
ظهر التعليم الاهلي في بلادنا منذ عدة عقود ليس على مستوى التعليم العام فقط بل على مستوى التعليم الجامعي حيث بدأت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عند تأسيسها كجامعة اهلية تابعة للقطاع الخاص, إلا ان المدارس الاهلية تضاعفت اعدادها خلال السنوات القليلة الماضية خاصة داخل المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية نسبياً سواء المدارس التابعة للتعليم العام والتي تشرف عليها وزارة المعارف او الرئاسة العامة لتعليم البنات او المدارس والمعاهد الفنية التي تشرف عليها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ومن اسباب انتشار هذا النوع من التعليم:
1 الازدحام داخل المدارس الحكومية خاصة في المدن الكبيرة.
2 تدني مستوى المعلمين العاملين بها.
3 عدم تطور المناهج على مدى عدة عقود.
4 طريقة التعليم التي تعتمد على الحفظ والتلقين دون إتاحة الفرصة للتفكير والابداع وتتفاوت رسوم الدراسة في تلك المدارس بتفاوت الخدمات والمميزات من مدرسة لأخرى ويحاول القائمون عليها التوفيق بين تحقيق الاهداف التربوية والارتقاء بها وبين تحقيق مكاسب مادية لاسيما ان اغلبهم ليسوا من رجال التربية والتعليم بل هم في واقع الامر رجال اعمال ومستثمرون والتعليم الاهلي هو جزء من اعمالهم واستثماراتهم والتي يسعون من خلالها لتحقيق هامش معقول من الربح المادي, وفي نهاية العام الدراسي 1420 1421ه اعلن عن افتتاح مدارس المملكة الاهلية والتي تغطي التعليم العام بمراحله الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي للبنين والبنات والتي اصبحت حديث الناس نتيجة الحملة الدعائية والإعلامية المكثفة التي قام بها المسئولون عن هذه المدارس وقيل الكثير عنها الا ان الشيء الذي اتفق عليه الجميع هو ارتفاع رسوم الدراسة بها حيث تعادل رسوم الدراسة للعام الدراسي الواحد ثلاثة اضعاف رسوم الدراسة في اغلب المدارس الاهلية في مدينة الرياض وكما قال لي احد الاخوان والمسئولية على الراوي ان رسوم الدراسة للسنة الواحدة في المرحلة الثانوية بمدارس المملكة تفوق رسوم الدراسة للسنة الواحدة في فرع الجامعة الامريكية بإمارة الشارقة وهو احدث فرع لهذه الجامعة العريقة في منطقة الخليج العربية, الامر الذي يجعلنا نتساءل اذا كانت هذه رسوم التعليم العام في هذه المدارس كيف ستكون رسوم الدراسة في حالة إنشاء جامعات اهلية لدينا؟!
خاصة في الكليات العلمية كالطب والهندسة والصيدلة, حيث ان الطالب سوف يحتاج لمبلغ لايقل عن مائة الف ريال للعام الدراسي الواحد وإذا افترضنا جدية هذا الطالب فإنه يحتاج خمس سنوات للتخرج وبحسبة بسيطة يحتاج الطالب إلى نصف مليون ريال لاكمال دراسته الجامعية.
وأعتقد ان الطالب الذي يملك هذا المبلغ لوعمل به في السوق لكان افضل له وباستطاعته الحصول على درجة الدكتوراه من جامعة الحياة مجاناً!!
كما انه يستطيع بربع هذا المبلغ او اقل الحصول على الشهادة الجامعية من احدىجامعات الدول العربية القريبة, وقد يكون لارتفاع رسوم الدراسة في بعض المدارس الاهلية مايبرره كارتفاع تكاليف المنشآت والتجهيزات - لمستوى التعليمي للمعلمين طرق التعليم والمميزات الاخرى التي تقدمها هذه المدارس واهم من هذا وذاك قد يكون من اهداف القائمين على هذه المدارس استقطاب نوعية معينة من الطلاب لا اقول المتفوقين دراسياً ولكن المتفوقين مادياً.
وكما ان سعر متر الارض في بعض الاحياء يحدد نوعية السكان ايضاً رسوم الدراسة تحدد نوعية الطلبة, لكن مامصير الطالب المتفوق دراسياً الضعيف مادياً؟ لمعالجة هذه النقطة ومن وجهة نظري المتواضعة ارى ان تقوم المدارس الاهلية وخاصة ذات الامكانات الكبيرة بتخصيص مقاعد دراسية مجانية للطلبة المتفوقين كل عام دراسي يتم اختيارهم وفق معايير معينة ودقيقة ولاشك ان معظم المدارس الاهلية تملك الكثير من الطاقات الإدارية والاكاديمية القادرة على تحقيق الاهداف التربوية والمادية معاً، وهناك سؤال مهم وهو: هل ستعتمد المدارس الاهلية حديثة الانشاء مثل مدارس المملكة على مناهج وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات وسوف تتبع نفس اسلوب التلقين ولا اقول التعليم الذي تعودنا عليه سابقاً ومازال ساري المفعول بعد مضي عدة عقود عليه؟! إذا كانت الاجابة بنعم فإن هذه المدارس لن تقدم جديداً مهما امتلكت من الامكانات المادية والبشرية الكبيرة.
مشاري خالد الدعجاني
|
|
|
|
|
