أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

الاخيــرة

أحاديث ,, وأحداث
التاريخ يعيد نفسه في مثلين مشهورين
أما المثلان فهما أردت عمرا وأراد الله خارجة والثاني هو أردنا شقراء وأراد الله ضرما
وقد أطلق المثل الأول خارجي من الجزيرة العربية لدى تنفيذ جريمته في مصر,, كما أطلق الثاني قائد مصري في جزيرة العرب!!
وكلا المثلين يمثل الظلم والجريمة والعدوان!!
فالمثل الأول أطلقه أحد الخوارج عندما فعل جريمته في مصر وذلك أن فرقة من الخوارج كانوا غير راضين عن الحكام في العواصم الإسلامية الكبرى وهي العراق والشام ومصر,, فاتفقوا على ان يبعثوا ثلاثة منهم ليقتلوا هؤلاء الحكام الثلاثة في يوم واحد!! ليختار المسلمون لهم إماما واحداً في زعمهم!!
وهؤلاء الحكام هم : علي بن أبي طالب رضي الله عنه في العراق, ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في الشام,, وعمرو بن العاص رضي الله عنه في مصر.
وقد نفذوا جريمتهم في اليوم المحدد قبل صلاة الفجر,.
وكان القادة في العصر الأول هم الذين يصلون بالناس,, فأما علي رضي الله عنه فقد مات من أثر تلك الطعنات الموجهة إليه من الخارجي وأما معاوية رضي الله عنه فقد كان ضخماً,, فذهبت الطعنات في اللحم ولم تبلغ المقتل فسلم,.
وأما عمرو بن العاص رضي الله عنه فقد كان في تلك الليلة مصابا بوعكة صحية فأناب عنه أحد معاونيه وهو خارجه الذي مات على اثر تلك الهجمة,, وعندما علم الخارجي ان قتيله غير عمرو وإنما يدعى خارجة أطلق هذا المثل على كل عمل لا يصيب هدفه المنشود الذي عمل من أجله,, وقد قال أحد الشعراء قصيدة منها هذا البيت:


فليتها إذ فدت عمرا بخارجة
فدت عليا بما شاء من البشر

أما المثل الثاني وهو أردنا شقراء وأراد الله ضرما فان الذي أطلقه هو القائد المصري إبراهيم باشا عندما غزا الجزيرة العربية,.
وقصته ان الدولة العثمانية أرادت أن تقضي على الدعوة السلفية في قلب الجزيرة,, والتي استولت على الحرمين الشريفين.
فانتدبت حاكم مصر محمد علي لهذه المهمة فأرسل جيشاً بقيادة ولده طوسون,, فهزم في الحجاز في عدة معارك أثبتت فشله في تلك المهمة!!
فلم يكن من محمد علي إلا أن جمع القادة في مصر,, وأمر بفرض قطعة كبيرة من الفراش وأن يجعل في وسطها تفاحة,, ثم قال للقادة حوله: الذي يستطيع ان ياتيني بهذه التفاحة من غير أن يطأ الفراش أوليه قيادة الجيش للقضاء على هذه القوة في الحجاز ونجد,, ومقرها الرئيسي الدرعية وسط الجزيرة العربية,.
ولم يستطع أحد من القادة ان يأتي بهذه التفاحة,, وعندئذ تقدم إبراهيم باشا وطوى الفراش من أحد أطرافه حتى وصل إلى التفاحة فأخذها ثم أعاد الفراش إلى حالته الأولى وقدم التفاحة إلى والده دون أن يطأ الفراش!!
والهدف من هذا أن محمد علي لا يريد قتال القائمين على هذه الدعوة من الأطراف,, بل يريد من قائده ان يطوي هذه المهالك والقفار حتى يصل إلى الدرعية في قلب جزيرة العرب والتي هي منبع هذه الدعوة فيقتلعها من جذورها,.
فقال محمد علي لولده إبراهيم باشا أنت لها فامض إلى مهمتك مصحوبا بالنصر والتأييد!!
وفي هذه اللحظة أدرك شهرزاد الصباح,, فسكتت عن الكلام المباح,, وإلى لقاء آخر لاستكمال ما سوف تجري به المقادير,.
عبدالكريم الجهيمان

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved