أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

محليــات

رأي الجزيرة
التعليم وتحديات المستقبل
نحن في عصر المعلومات، وسمي بهذه التسمية لتميّز هذا العصر بالقفزة الكمية والكيفية للمعرفة، فثراء المعلومات وتنوعها وانتشار الحاسوب، والإنترنت، والمعاجم والموسوعات، وكذلك سهولة الحصول عليها من قِبل الجميع، ترك آثاراً هامة في مسار تطور التفكير التربوي.
فالتعليم ليس تلقيناً ولا حفظاً لمعلومة، فالحاسوب والإنترنت والمعاجم تقوم بذلك، وبسهولة ويسر، ولكنه عملية إعداد للإنسان لكي يصبح فاعلاً في مجتمعه وعنصراً صالحاً في مسيرة المجتمع.
نحن في عالم لا مكان فيه للمتقاعس، عالم يتميز بالحركة والنشاط والسرعة، والنهضة شرطها العلم والمعرفة، وهذه لم تعد تلقيناً، بل إمكانات حوار وتنمية تفكير واكتساب منهج وإتاحة المجال لفرص النمو واكتشاف الميول والرغبات والمواهب.
التعليم في التحليل النهائي استثمار لرأس مال بشري، وتكوين لمواطن صالح، وبناء للإنسان لكي يتحمل مسؤولياته الوطنية والمهنية، والأمم التي تحرص على اللحاق في معركة الحضارة عليها أن توفر المناخ الذي يسمح بتحقيق ذلك، وهو مناخ توفره المدرسة وأداته المعلم.
المعلم في الفكر التربوي الحديث محور العملية التربوية، وجوهر العملية التعليمية وقطبها الرئيس، فاذا توافرت شروط إعداده التربوي وتكوينه المهني ضمن مقاييس تربوية تضع في اعتبارها شروط العصر ومفهوم التربية الحديث، فإنه يستطيع عندئذٍ أداء الدور والمسؤولية بكفاءة واقتدار، وإذا كان إعداده ضعيفاً بمقياس تربوي أو مهني، فإن ناتج العملية التعليمية يصبح عبئاً على الجميع.
المملكة اهتمت بالتعليم ورعته وأنفقت عليه بسخاء، ووزارة المعارف تبذل جهوداً متنوعة لتطوير كفاءة المعلم وتوفير الظروف التي تساعده على أداء رسالته، وتوفير فرص نموه المهني, وكادر المعلمين تتوفر فيه ميزات لا تتوفر في أي وظيفة أخرى في سلم الخدمة المدنية، وتبقى بعد ذلك مسؤوليات كليات التربية، واحساس المعلم المهني وضميره الأخلاقي ومفهومه للعملية التربوية وطبيعة الدور المتاح له أو المطلوب منه.
إن هناك أسئلة كثيرة علينا أن نفكر فيها بجدية تنسجم مع عمق الاحساس بالمسؤولية، ومن أهمها التساؤل حول مستوى كليات إعداد المعلمين، وكذلك كليات التربية, وما دام هناك قناعة بأن أي برنامج تربوي يفترض أن يتجه للمعلم، فهل نحسن الاختيار، ونقوّم الأداء ضمن شروط ومقاييس الفكر التربوي الحديث؟
إن هذه الأسئلة جديرة بأن نتوقف عندها ونحن نبدأ في عام دراسي جديد، كما أن التفكير بخيارات المستقبل يفرض علينا أن نقف في مواجهة جادة أو مراجعة نقدية للكثير من المفاهيم التربوية الخاطئة لكي نعدّ جيلاً قادراً على الاسهام في حركة التنمية، جيلاً يتميز بالقدرة على الابتكار والمبادرة والابداع وأيضاً يتحمل مسؤوليته الوطنية بشرف وشجاعة.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved