| الاقتصادية
ليست العوائق المادية أو البشرية السبب دائماً بتردي الانتاج وتدهور مستوى الاداء فهناك منشآت تملك مصادر تمويل وخبرات ولكنها تعيش وضعا متردياً يرسم علامات استفهام حول موضع الخلل من قبل المتعاملين معها والذين لايدركون ما يدور بداخلها.
هنا يمكن البحث عما يُسمى (بيئة العمل) دون قصد المكاتب والاثاث والجدران والتي يرى البعض ان لها تأثيراً على انتاجية الموظف ولكنه ابدا لايرقى الى مستوى تأثير بيئة العمل الاجتماعية والنظامية أي العلاقات الانسانية والقانونية التي تربط بين الموظفين رؤساء ومرؤوسين فكلما كانت هذه العلاقات صريحة وواضحة كانت بيئة العمل نقية سليمة وبالتالي كان الاداء رائعا والانتاج مبهرا وبالعكس فإن علاقات الخفافيش التي تنمو في الظلام وتخاف من الشمس تجعل بيئة العمل ملوثة مريضة وبالتالي تجعل الاداء محبطا والانتاج مخيبا للآمال.
وليس هناك ما هو أشد تأثيراً من بطانة المسؤول سواء كان وزيرا او مديرا، اذ بقدر مستوى هذه البطانة المكونة في الغالب من مدير المكتب والسكرتير والمستشارين تكون بيئة العمل فاذا كانت هذه البطانة منافقة ونظرتها سوداء وتحاصر الناجحين والكفاءات بحقدها وغيرتها كانت بيئة العمل مشحونة بالاشاعات والاتهامات والقيل والقال وكأنها بيئة نساء, واذا كانت البطانة مخلصة وتخاف الله فلا تتعامل بالغيرة والحسد وتعطي كل ذي حق حقه وتساعد على النجاح وتشجع الكفاءات اصبحت بيئة العمل نقية طاهرة يغمرها الحب والاحترام.
البطانة هي التي تحدد النجاح والفشل وما اقسى على المسؤول من ان يقوده اقرب المقربين اليه الى الفشل.
اعرف زعيم بطانة كان نكرة في محيط ضيق ولكنه انتقل فجأة الى محيط واسع اصبح فيه الآمر الناهي باسم المسؤول وأخذ ينسج مؤامرته على الموظفين الذين يغار من نجاحهم وشهرتهم ورمى بشبكته في بحر العمل فاصطادهم بشائعاته المريضة واتهاماته المرجفة فهذا مرتش وهذا سيئ السلوك دون ان يقدم دليلا واحدا على ما يقول.
لقد صنع هذا المريض بيئة عمل مريضة بالقيل والقال وتحول الموظفون فيها الى آذان تسمع وألسنة تنقل: ما رأيك بفلان؟ وماذا عمل علان؟
واشباه هذا السوس في كل مكان ينخرون العلاقات الانسانية والقانونية بين الموظفين فأينما وجدت بيئة عمل اقرب ما تكون الى وكر جواسيس فإن السوس او البطانة السيئة هناك, والغريب انك قد تجد من هذه الاشكال المريضة من هو مؤهل تأهيلاً عاليا ولكن قلبه الأسود وغله الدفين واهدافه المشبوهة تحجب وعيه وتفكيره فيتحول من عامل بناء إلى معول هدم يلتقط ادنى اشاعة ليبني منها حقائق مزورة وحكايات ملفقة بهدف اسقاط هذا وابعاد ذاك، شعاره المفضل: مسكنا أول الخيط وسوف نصل الى نهايته قريبا وكأنه عنكبوت تنسج خيوطها لتبني مملكتها الخاصة, احذروا بطانة السوء فإنها السبب الاول في هبوط الاداء وتردي الانتاج.
|
|
|
|
|