| مقـالات
تحفل حياة أكثر الكتاب بمواقف وأحداث تفرضها طبيعة العمل الادبي من اختلاف أو اتفاق واندفاع وربما الانحياز إلى اتجاه فكري معين على حساب اتجاه آخر طارئ جاء على انقاض ما ضعف امام التيار الجديد ولهذا السبب فمن الطبيعي ان تحدث تلك الخصومات التي قد تتفاعل وتجد لها العديد من الانصار كما هو الحال مع المخالفين لتثور ساحات القلم بذلك الثأر والاتهامات المتبادلة حتى انها قد تصل الى التشنيع الشخصي في المسلك والتحدث, ومن كان يتابع صحافتنا الأدبية يتذكر تلك الخصومات التي ذهب اكثر كتابها إلى رحمة الله مخلفين نفائس من الثروة الأدبية بل انني المس حتى في هذه المرحلة بعض الخلافات الفكرية بين انصار الحداثة التي لم تصل إلى مابعدها وبين كاتب او ناقد متمكن يتصدى لهم كلما سنحت فرصة في سياق ما يكتب للنيل مما يتمسكون به لأنه في نظره لا يخدم الاتجاه الامثل نحو فكر مستنير يتمسك بجذوره وعراقته العربية.
ولست بحاجة الى ذكر الاسماء لأن الذين يتابعون المناوشات بين الحين والآخر يعرفون تلك الاسماء التي نحترم توجهها مهما كان اتفاقنا او اختلافنا معها لانها تصدر عن عقيدة ولهذا فلست ضد مثل هذه الخلافات لانها تضيف الى رصيدنا المعرفي ما كنا نجهله من فنون المعرفة الواسعة في عمقها وتشعبها وأحمد الله بأن خلافاتي القليلة في النطاق النقدي لم تجعلني احتد كثيرا في مقارعة الخصوم لان جيلنا كان أكثر اتزانا وأقل اندفاعا مع ان البعض من المختلفين يتشابكون حتى بالايدي عند احتدادهم وهو أضعف الايمان لان الفكر انما يعتمد على الاقناع وليس بفرض الرأي بحدة السلاح والفكر يبقى على مدى الحياة مع ان الموت يغيب المنتسبين إليه وهو دليل بأن الاثر النافع ليس يخلد صاحبه فحسب وانما يستمر مشعا لكافة الاجيال التالية ولهذا فمازال هذا الجيل يتداول التراث الذي ساد قبل مئات السنين ينهل منه المعرفة في بداياتها وآفاقها قبل ان تتطور وتتشعب إلى مدارس واتجاهات متباينة ولهذا نحرص بأن تكون خطواتنا الجادة منسجمة مع التطور الفكري الذي من طبيعته الا يبقى ثابتا طالما ان الحياة تفرض لك التغيير المستمر من جيل إلى آخر.
|
|
|
|
|