أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

خذ وخل
ذات فجر فضي,,!
**أطللت ذات فجر فضّي من شرفة فندق أسكن فيه على الدنيا من حولي.
ظللت أراقب الكون أمامي والخيط الأبيض يتحرك باتجاه نسيج السواد ليكسي الكون بالنور بدل العتمة.
فيتفجر الكون فضة وإشعاعاً.
كان المنظر جميلاً وزاهياً,,!
كان المشهد أحلى مما أظن، وأجمل مما أحلم,,!
أما الاشجار فمنظرها وهي تغتسل ببلور النور وترتدي وهج الشمس، فيحتاج إلى ريشة فنان مبدعة ليرسمه لوحة أخَّاذة وبهيجة.
ها هي الطيور تغادر أعشاشها تسعى في أرض الله كما البشر.
تذهب خماصاً، وتعود بطاناً,,!
والعجيب بل الجميل أنها في كلا الحالين تظل مغردة فرحة.
وهنا فقط تختلف عن الإنسان الذي قال الله تعالى عنه إن الإنسان خلق هلوعا, إذا مسه الشر جزوعاً, وإذا مسه الخير منوعا سورة المعارج آية 19 و 20 و 21.
وأدع مرور الاطيار من أمام شرفتي لأتأمل ركض البشر وهم خارجون من بيوتهم راجلين وراكبين راكضين الى أعمالهم ابتغاء لفضل الله,,!
وكان أجمل ما في هذا البشر الأطفال وهم يحملون حقائب دروسهم وحقائب آمالهم، وقلوبهم الصغيرة استشرافاً لمستقبل أحلى وأبهى,
الله,,!
ما أبهى لحظات الصباح الأولى كل شيء فيه جميل لم يتشوه بأدران الحياة.
كل الوجوه فيها مليحة لم تدنسها أطماع النهار,,!
كل شيء مشرق
الطيور,, الأشجار,, البشر,, الأطفال.
أو هكذا نظرت بمنظار الفجر البلوري.
ذلك الذي يجعل كل الأشياء أمامك رائعة كشعاع الشمس.
حانية كندى الأشجار.
جميلة كوجوه العذارى
بريئة كحدائق الأطفال.
** لبعض المدن مذاق خاص
تماما كما لبعض الوجوه,, والأصوات,, والألوان.
وهذا المذاق الخاص .
أو بالأحرى هذه النكهة العذبة .
نحن لا نخلقها,, بل لا نسعى اليها.
لكنها هي التي تنبت في قلوبنا,, بين أحداقنا
وفي مساحات عواطفنا.
وقفة قصيرة
** لا تقطع بنا تكفى,!
هذه الكلمة الموغلة بالصدق
المطرزة بالبساطة
سكنت في نفسي لعدة ايام وأنا أستمع اليها من صديق كنت في زيارة له.
وعندما ودّعني قال هذه العبارة الأخاذة المؤثرة، بل هذه الوصية الزاهية التي تفيض مودة وتهطل تواصلا.
حمد بن عبدالله القاضي

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved