أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd September,2000العدد:10202الطبعةالاولـيالأحد 5 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

نوافذ
الحكمة
أميمة الخميس
يقال في المأثور القديم (اخفوا الحكمة عن سفهائكم) وكأن الحكمة او العالم طاقة قوية وخلاقة اذا وقعت في ايدي من لا يجيد استعمالها او توظيفها في سياقها النبيل والإنساني فانها بالتالي ستتحول الى طاقة شريرة ومدمرة وخارجة عن النواميس الكونية!!
ولا اعتقد بان العصر الحديث قوة وطاقة متسعة النفوذ متعددة الاذرع توازي وسائل الإعلام وبكل ما طرأ علهيا من تطور تقني جعلها تقترب من البلورة السحرية التي تحتوي العالم برمته في انعكاساتها النافذة الاوسع التي يطل منها نور العقل او لربما الظلام لجميع اصقاع العالم.
والسطوة الاعلامية تستمد قوتها وهيمنتها من خلال مصداقيتها او قدرتها على الاقناع من خلال جميع السياقات التي تندرج فيها، وسوى ذلك لا يوجد سوى مجموعة من الالعاب النارية التي تفجر اضواء وقعقعة ومن ثم يؤول كل هذا الى الرماد, ولعل ابرز مكان تظهر فيه كارثة الرماد هذه هي قناة الجزيرة الفضائية!! والتي استجلبت مناخا إعلاميا مقتحما للتواتر التاريخي والإعلامي للمنطقة، ووظفت الالعاب البهلوانية التي تقوم بها صحافة التابلويد الصفراء في بريطانيا، بغرض استقطاب اذواق البسطاء والعامة وسواهم من المنبهرين بالطرح الفاضح بعد سنين طويلة من الكبت السياسي الذي كانت المنطقة تخضع له، ومن خلال العزف على هذا الوتر كانت تتخذ لها غطاء من الشعارات المملة والتي انتهت مدة صلاحيتها في الستينات واوائل السبعينات!!
والسؤال هنا ما هي الاسس التي تستقي منها تلك الطروحات مصداقيتها؟ ومن هو الفرد الذي توجه إليه خطابها الإعلامي لاسيما بعد اتساع نافذته الإعلامية على العالم ونضوج قدرته على الفرز والمقارنة وتجاوز تلك المرحلة التي كان من خلالها يلهث وراء محطة لندن في المذياع يتقصى من خلالها حقائقه الغائبة.
ويبدو ان العالم الثالث سيظل معتقلا بداخل مآسيه لمدد طويلة وقد يكون من افظع هذه المآسي غياب القيمة الفكرية للفرد والتي تخوله الحصول على مادة إعلامية تحترم فكره ووعيه وقدرته على منطقة الامور وتعليلها.
ولعل الملاحظ لكمية الزخرف اللغوي والحذلقة اللفظية والبلاغية المفرغة من الفحوى التي تحتويها خطب صدام حسين نعي كيف ساهمت الطاقة الإعلامية في افتضاح تلك اللغة العنكبوتية والتي هيمنت على الخطاب السياسي العربي لحقب مديدة.
وقد ابتهجنا في البداية لتلك الفسحة من الحرية التي تحاولها قناة الجزيرة، والمناخ المنفتح الذي تحاول ان تصنعه، ولكن مع الوقت نكتشف بانها لا تختلف كثيرا عن الصحافة الفضائحية التي تقدمها ارصفة (اجوار رود وكوينز واي) في مدينة لندن!!
*البريد الالكتروني:Omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved