| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
اصبح اسم الضيف مرتبطاً دائماً بمناسبات الزواج والافراح فمتى قدمت العطلة الصيفية تكاثر اعداد الداخلين لعش الزوجية، ويأتي ذلك الارتباط باعتبار ان الاجازة فرصة كبيرة للتجمعات الاسرية وحضور الاقارب من كل مكان لمشاركة المعرسين افراحهم، ومن ينظر اليوم لحفلات الزواج يجد فرقا شاسعاً بينها وبين الامس القريب الذي كان فيه اجدادنا يذكرون كيف كان الزواج ببساطته لقد كان زواج الامس افضل من زواج اليوم,, فما تنفقه الاسرة اليوم في ليلة العمر يعادل تكاليف ما دفعه العريس في شراء الذهب ودفع المهر وتأثيث عش الزوجية لان الاسر وبكل اسف اصبحت تنظر اليه على انه فرصة لاظهار الوجاهة والمقدرة المادية وفرد العضلات امام المدعوين، رغم ان رضاء الناس غاية لا تدرك, وفي النهاية يقع العريس بعد فترة من الزواج في مسألة كيفية سداد ما تحمله على عاتقه من ديون ليظهر بالمظهر اللائق امام الناس، كما ان بعض الاسر هداها الله تحمل المتقدم لخطبة ابنتهم مبالغ كبيرة ترهق كاهله في طلبات ليس لها داع بحيث يجد نفسه في آخر ايام الزواج قد خرج لواقع مؤلم ينتظره من ديون تحتاج منه لسنوات لينتهي منها ومن ثم يستطيع بعدها ان يبدأ بناء مستقبله بعد ان يكون اول ابنائه قد بلغ الثلاث سنوات وربما اكثر,, ولا ننسى ايضاً قضية الاسراف في الطعام الذي يقدم في الاعراس وبكميات مبالغ فيها ويكون مصيرها في كل مرة براميل القمامة دون ان يستفيد منه الفقراء والمحتاجون، وفي الاعراس كذلك تظهر بعض الممارسات الخاطئة للنساء اللاتي يجدن في حفلات الزواج القيل والقال والنميمة والتباهي بغلاء الفساتين والاكسسوارات وتصبح فيه كل واحدة منهن عارضة ازياء لتحوز على اعجاب من حولها,, كما ان بعض الاعراس تمتد حفلاتها الى الصبح وبذا تهمل المرأة اسرتها وابناءها الذين تتركهم في احضان الخادمة لتعود هي آخر الليل متعبة تبحث عن الفراش دون ان تدري كيف واين قضى ابناؤها الليل هل في التسكع في الشوارع ام امام الفضائيات والبرامج الهابطة,, وما ان تنتهي حفلة الزواج حتى تبدأ الاخرى وهكذا تظل العطلة على هذه الوتيرة دون ان يستفيد الناس من اخطائهم بل يستغلون ذلك لعمل ما لم يفعله من قبلهم في زواجه وهكذا تدور الافراح والليالي الملاح.
محمد بن راكد العنزي طريف
|
|
|
|
|