** اليوم,, هو اليوم الاول للدراسة,, حيث يتجه ملايين الطلاب والطالبات لصفوف الدراسة.
** واليوم,, ستمتلئ اعمدة الصحف وزواياها وصفحاتها بتحقيقات ولقاءات واحاديث عن اليوم الاول للدراسة، وعن الدراسة وعن الاسلوب الامثل للتدريس والدراسة,, والاسلوب الافضل لاستقبالهم,, وكأن الحياة المدرسية كلها مجرد تنظير وكلام يقال في اول يوم ثم يطير مع الريح بعد يومين او ثلاثة من بدء الدراسة.
** واليوم او غداً او بعد غد,, سنشاهد صور الطلاب وهم في طريقهم للمدرسة,, وسنشاهد ايضاً,, صوراً للصفوف المدرسية,, وسنشاهد صوراً لبعض المدرسين من عشاق الترزز وهم يبتسمون من اجل الكاميرا,.
** وسنشاهد الحلوى والورود والابتسامات وهي تستقبل طلابنا.
** وسنشاهد ان الهدايا والالعاب كانت في انتظارهم,, وسنرى ونشاهد الكثير والكثير.
** ونحن بالطبع,, لا نحتج على ذلك,, فهذا شيء جيد وجميل ومطلوب.
** كما انه اسلوب حضاري ويحبب الطلاب في الدراسة وفي المدرسة,, ويعكس اسلوباً مختلفاً من التحضر والفهم والوعي,, ويكسر الرهبة والخوف من المدرسة او من المدرسين او من الدراسة وله فوائد اخرى كثيرة.
** ولكن,, هل كل مشاكل وقضايا طلابنا هي مشكلة الاستقبال اول يوم,, لنشتري درازن الحلوى والهدايا والورود؟!
** وهل شاهدنا بعض مدارسنا من الداخل او حتى من الخارج؟
** هل شاهدنا بعض المدارس المستأجرة وكيف هو وضعها الشكلي داخلياً وخارجياً؟
** هل تفقدنا المقاعد والفصول وسلامتها صحياً وشكلياً ونظافة ومظهراً وجواً صحياً وتعليمياً؟
** هل زار احدكم دورات المياه ووقف عليها ليرى العجب العجاب؟!
** وهل طلّ احدكم في المقصف ليرى الانامل النظيفة؟! وكيف يتم اعداد السندوتشات لفلذات الاكباد ؟!
** وهل رفع احدكم رأسه ليرى مفارخ العصافير والحمام في الدرايش وفتحات المكيفات؟
** نعم,, اطفالنا وطلابنا وفلذات اكبادنا والبراعم الصغيرة وجيل المستقبل الى آخر الاسطوانة,, يحتاجون الى امور اهم وألزم من مجرد حلوى وهدايا وحَبحَبَه من اجل الكاميرا,,!
** يحتاجون من يتفقد اوضاع المدارس ويتبرع لها ولو بعشرين جالون بوية لطلاء الجدار الخارجي للمدرسة,, بدلاً من عشرة كراتين حلوى او مثلها ورود.
** يحتاجون الى مقاعد صحية جيدة نظيفة تفتح النفس,.
** يحتاجون الى فصول نظيفة مجهزة تشعرهم بأن الجو بالفعل,, جو دراسة,, وجو تعليم.
** يحتاجون الى دورات مياه نظيفة,, والى برادات مياه بدلاً من البزابيز المليئة بالاتربة والاوساخ وطلُّوا في خزان المياه لتروا كيف يشرب هؤلاء الاطفال؟!
آسف جداً,, فلذات الاكباد؟!
** يحتاجون الى التفاتة اكثر,, والى اهتمام بالاساسيات,, ثم لنبحث عن الكماليات والاحتفالات؟!!
** ان المسألة مسألة أولويات,, ونحن لا ننكر اهمية الاستقبال الرائع الجميل في اليوم الاول والحَبحَبَه والابتسامات ولكن,, ماذا بعد اليوم الاول؟!
|