| المتابعة
*
*الرياض - الجزيرة:
تكتسب الجولة الجديدة التي يبدؤها اليوم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين وفنزويلا تكتسب أهميتها الكبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي من شخصية سموه الكريم ومن اهمية المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين التي أصبحت قبلة زعماء دول العالم باعتبارها، أحد أهم وأقوى عناصر الاستقرار الأمني والسلام في العالم وكقوة خيرة ونافذة لها دور رئيس في خدمة قضايا التنمية والاقتصاد العالمي بسياساتها المعتدلة والمتوازنة التي تراعي فيها مصالح الدول كبيرها وصغيرها، خاصة فيما يتعلق بتجارة الزيت الذي يعتبر عصب نشاط الاقتصاد العالمي، وخلال زيارته السابقة للعديد من دول العالم برزت شخصية سمو ولي العهد كقائد محنك اكتسب ثقة كل الزعماء والقادة الذين التقاهم وتباحث معهم سواء في شؤون العلاقات الثنائية أو في شؤون العلاقات والقضايا الإقليمية والدولية الساخنة، وكان للنتائج التي توصل إليها في مباحثاته خلال زياراته تلك أطيب الأثر في تعزيز السمعة الطيبة للمملكة والثقة في حكمة قيادتها ونجاح سياساتها الخارجية مع مختلف دول العالم,,
وبمناسبة زيارته الجديدة هذه في الأمريكتين الشمالية حيث سيخاطب قمة الألفية الثالثة التي ستعقد في رحاب الأمم المتحدة بين يومي 6 و8 سبتمبر الحالي، نستعرض فيما يلي زيارات سموه السابقة وأهم النتائج التي حققها لمصلحة وطننا وأمتنا العربية والإسلامية حيث دافع عن مصالح هذه الأمة بنفس قوة المنطق والحق والعدل التي دافع بها عن مصالحنا الوطنية.
زيارة سموه للمملكة المتحدة
خلال الفترة من 13 إلى 16 سبتمبر عام 1998م قام سمو ولي العهد الأمين بزيارة رسمية وتاريخية للمملكة المتحدة تلبية لدعوة مقدمة من حكومة صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية حيث كان في استقبال سموه في مطار هيثرو صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة وأمير ويلز.
وبمناسبة هذه الزيارة أقامت الملكة اليزابيث الثانية مأدبة غداء في اليوم التالي لوصول سموه إلى لندن وذلك بقصر بالمورال التاريخي العريق.
وقد غطت محادثات سموه مع دولة رئيس الوزراء توني بلير ومعالي وزير الخارجية ومعالي وزير الدفاع جملة المواضيع التي تهم علاقات الصداقة والتعاون الثنائي.
وصدر بيان مشترك بنتائج المحادثات التي تناولت بشكل خاص تحقيق السلام في الشرق الأوسط وقد اتفق الجانبان على أن هدف عملية السلام هو السلام العادل المبني على قرارات الشرعية الدولية.
كما أعربا عن قلقهما من قرار الحكومة العراقية عدم التعاون مع اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة وأهاب بحكومة بغداد التعاون مع اللجنة كطريق وحيد لتخفيف العقوبات.
زيارة سموه لجمهورية فرنسا
هذا وخلال الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر 1998م قام سمو ولي العهد الأمين بزيارة رسمية لجمهورية فرنسا تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك.
وقد اتسمت المباحثات التي جرت في قصر الإليزيه بجو من المودة والصداقة العريقة والثقة العميقة حيث تم تناول العلاقات الثنائية المتنامية بجانب القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها قضية السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط حيث أعربا عن القلق من المأزق الذي ما زالت تعانيه عملية السلام منذ ذلك الوقت وإلى اليوم.
كما أكد الرئيس الفرنسي لسمو ولي العهد عن الإلتزام بالمساهمة في تكريس أمن منطقة الخليج وقد صدر بيان مشترك بالنتائج التي أسفرت عنها المباحثات.
زيارة سمو ولي العهد لأمريكا
وفي إطار تحركه السياسي والدبلوماسي من أجل تعزيز علاقات المملكة الدولية، وبلورة مواقفها المبدئية من القضايا الساخنة خاصة تلك التي تهم الأمة العربية والإسلامية، قام سمو ولي العهد بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك خلال الفترة من 23 إلى 25 سبتمبر عام 1998م، تلبية لدعوة كريمة من نائب الرئيس الأمريكي آل غور حيث تمت الزيارة في إطار العلاقات الثنائية الوثيقة والمتينة والتاريخية بين الدولتين وقيادتيهما والتي تعود إلى أكثر من نصف قرن ويرجع تاريخها إلى أول لقاء بين الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله والرئيس الأمريكي الراحل رزفلت.
وخلال الزيارة تم التعبير عن رغبة الحكومتين في إجراء مشاورات دورية على مستوى رفيع لضمان تنسيق السياسات التي تؤثر على المصالح المشتركة بين البلدين.
وإبان الزيارة التقى سمو ولي العهد بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون، كما التقى بنائبه آل غور وبوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت.
كما استقبل سموه الكريم بمقر إقامته كلاً من وزير الخزانة، ووزير الطاقة ووزير الدفاع بالإنابة وتم بحث القضايا ذات الإهتمام المشترك بما يعزز العلاقات الثنائية، ويخدم قضية السلام العادل في الشرق الأوسط خاصة وفي مختلف أنحاء العالم بصورة عامة.
زيارة سموه للصين الشعبية
وفي إطار جولاته الدولية قام سمو ولي العهد بزيارة لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 14 إلى 21 اكتوبر 1998م تلبية لدعوة من دولة تشورو نغجي رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية حيث عقد سموه اجتماعا مع رئيس الجمهورية جيانغ زمين وتم اجراء مباحثات مع المسؤولين الكبيرين تناولت وجهات النظر الخاصة بكل منهما حول مجمل القضايا التي تحظى باهتمام الدولتين.
وتم الاتفاق بين الجانبين والترحيب من جانب القيادة الصينية بعقد اجتماعات بين كل من وزير الخارجية الصيني ورئيس لجنة الدولة للاقتصاد والتجارة ونائب وزير التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي مع نظرائهم السعوديين لاستكمال المحادثات حول ما تم الاتفاق عليه بشأن تعزيز الصداقة والتعاون وتوسيع آفاق التبادل التجاري وخدمة قضايا الأمن والسلام الدوليين.
وقد أدان الجانبان الارهاب بكافة أشكاله وصوره ومصادره، كما أكدا على أهمية احترام استقلال وسيادة ووحدة أراضي العراق.
وأشار الجانبان في المحادثات إلى المبادىء المنصوص عليها في مذكرة التفاهم والبيان المشترك عند إقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية التي تقضي بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية والوحيدة التي تمثل الشعب الصيني بأسره، وأن تايوان هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وقد أبدى الجانب الصيني تقديره لذلك.
زيارة سمو ولي العهد لليابان
وخلال الفترة من 21 إلى 23 اكتوبر 1998م حل سمو ولي العهد ضيفا على الحكومة اليابانية تلبية لدعوة رسمية من ولي عهد اليابان.
وخلال هذه الزيارة قام سمو ولي العهد بزيارة لإمبراطور اليابان حيث حضر مأدبة الغداء التي أقامها جلالته لسموه وتم خلال الحفل منح صاحب الجلالة الامبراطور وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى وقلادة الملك عبدالعزيز على التوالي.
وعقب مباحثاته مع رئيس الوزراء الياباني السيد ابوتشي تم توقيعهما على إعلان مشترك بشأن التعاون في حقبة القرن الواحد والعشرين بين المملكة العربية السعودية واليابان ويهدف إلى اعطاء توجه جديد لتعزيز العلاقات الثنائية خلال القرن الواحد والعشرين.
وقام سمو ولي العهد بزيارة هاشيميتو رئيس الوزراء الياباني السابق، ورئيس الرابطة البرلمانية للصداقة السعودية اليابانية السيد كوزدو تاناتي وأعضاء الرابطة العربية اليابانية في البرلمان الياباني.
وشهد الزعيمان يوم 21 اكتوبر نفسه التوقيع على برنامج التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية واليابان وكذلك الإعلان المشترك للتعاون في حقل الشباب والرياضة والثقافة، بين حكومتي البلدين، والمتضمن إقامة معهد تدريب فني للسيارات.
كما تضمن رؤية الجانبين للتعاون في مجال الاستثمار وتشجيعه والتوسع في التجارة والاستثمارات المختلفة في مجال البترول والتعدين والخدمات ذات العلاقة.
هذا إلى جانب اتفاق وجهتي النظر السياسيتين حول قضايا الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم.
زيارة سموه لكوريا الجنوبية
وضمن هذه الجولات قام سمو ولي العهد الأمين خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 1998 بزيارة رسمية لجمهورية كوريا بدعوة من دولة جونج بل رئيس الوزراء بجمهورية كوريا.
وخلال الزيارة قام سموه بزيارة عاجلة لرئيس الجمهورية الكورية، ثم أجرى محادثات مع رئيس الوزراء تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير علاقات التعاون الودية بين البلدين وانطلاقا من الأهمية التي تعلقها قيادتا البلدين على السلام في منطقة الشرق الأوسط فقد أعربا عن تقدير كل منهما لجهود الآخر في سبيل الحفاظ على الأمن والسلام كل منهما في منطقته.
وشددا على أهمية منع انتشار الأسلحة المحرمة بكل أنواعها، واتفقا على وجوب ازالة معاناة الشعب العراقي ووحدة أراضي العراق واستقلاله.
وأكدا على أن التعاون الاقتصادي والفني بينهما أمر حيوي للتنمية الاقتصادية في البلدين وأكدا على تطوير الاستثمار في المشروعات المشتركة كوسيلة لربط المصالح الاقتصادية المشتركة واتفقا على عقد اتفاقية ثنائية لتشجيع وحماية الاستثمار واتفاقية لتلافي الأزدواج الضريبي واتفاقية اخرى على إقامة مجلس أعمال مشترك بين رجال الأعمال في البلدين.
زيارة سموه الكريم لباكستان الإسلامية
وفي الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر 1998م قام سمو ولي العهد الأمين بزيارة رسمية لجمهورية باكستان الإسلامية بدعوة من رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وشملت المحادثات الرسمية كل الأمور التي لها صلة بالعلاقات الثنائية كما شملت الأوضاع الإقليمية والدولية وفي العالم الإسلامي وأعربا عن تصميمهما على تكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية بما يتناسب مع مستوى العلاقات الثنائية المتميزة كما اتفقا في المستوى السياسي على إعادة عمل اللجنة الوزارية المشتركة لتوسيع علاقات التعاون التجاري والاستثمار، واتفقا على تشجيع القطاع الخاص، كا اتفقا على تعزيز التضامن الإسلامي وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وإقامة دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.
كما اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز أمن منطقة الخليج.
زيارة سموه لجنوب أفريقيا
وفي 19 مايو 1999م قام سمو ولي العهد بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها لجمهورية جنوب أفريقيا وكانت بريتوريا المحطة الأولى حيث استعرض مع الرئيس تابو امبيكي رئيس الجمهورية الطموحات المتبادلة لعلاقات صداقة وتعاون وصدر بيان ختامي بالنتائج الطيبة التي أسفرت عنها الزيارة.
زيارة جمهورية إيطاليا
وفي الفترة من 24 إلى 26 مايو 1999م قام سموه الكريم بزيارة رسمية لجمهورية ايطاليا بناء على دعوة من رئيس الجمهورية الإيطالية حيث أجرى مباحثات سياسية مع فخامته ومع رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والدفاع.
كما التقى مع رئيس مجلس النواب الإيطالي والتقى وتباحث مع رئيس المفوضية الأروبية المعين آنذاك.
واتسمت جميع هذه المباحثات بروح المودة والوضوح والرغبة المتبادلة في تطوير العلاقات الثنائية وفي خدمة الأمن والسلام العالميين.
وخلال زيارة سموه لإيطاليا زار حاضرة الفاتيكان حيث التقى بابا الفاتيكان بولس الثاني.
وتأتي أهمية هذه الزيارة كحدث تاريخي وفرصة للتشاور حول موضوع القدس الذي يشكل أهمية خاصة للطرفين.
واتفقا على أن أي حل لقضية الصراع العربي/ الإسرائيلي لا يتضمن معالجة عادلة لقضية القدس الشريف لا يمكن أن يكتب له الاستمرار، ولن يوفر الاستقرار والسلام الدائمين الذي تنشده شعوب الشرق الأوسط.
زيارة ليبيا وسوريا ومصر والأردن
وفي إطار هذه الجولات زار سمو ولي العهد الأمين كلا من الجماهيرية الليبية وسوريا ومصر والأردن ولبنان وتونس حيث سعى لتحقيق حد أدنى من التضامن العربي من أجل وحدة الصف والعمل المشترك لمؤازرة الحق الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وفي زيارته لسوريا أكد سموه الكريم دعم المملكة المادي والأدبي لسوريا في صمودها وموقفها السياسي الداعي لوجوب الإنسحاب الإسرائيلي إلى حدود الرابع من يونيو عام 1967م.
كما أكد نفس الموقف بالنسبة للقضية الفلسطينية خلال زيارة سموه لمصر وليبيا.
زيارة سمو ولي العهد لجمهورية اليمن الشقيقة
في يوم 21 مايو 2000م قام سمو ولي العهد بزيارة رسمية لجمهورية اليمن الشقيقة حيث شارك سموه نيابة عن أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وباسم المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، شارك في احتفالات اليمن الشقيق بذكرى تحقيق وحدته الوطنية ترابا وأهلا.
وجاءت الزيارة تلبية لدعوة كريمة من أخيه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.
وقد دلت الزيارة على خصوصية العلاقات الثنائية بين المملكة واليمن الشقيق وتعبيرا عن رابطة حسن الجوار ووشائج الدم والقربى والدين واللغة، وقد راعت المملكة على الدوام الوقوف بجانب اليمن السعيد وهو يواجه تحدياته السياسية والأمنية والثقافية.
وقد أعقبت هذه الزيارة الميمونة لليمن الشقيق توقيع المعاهدة الدولية والنهائية للحدود في مدينة جدة يومي 11 و12 من شهر يونيو 2000م التي أنهت نزاعا حدوديا دام نحو ستين عاما.
زيارة سموه للكويت الشقيقة
وفي 30 يونيو 2000م قام سموه الكريم بزيارة أخرى موفقة وناجحة النتائج السياسية والأخوية لدولة الكويت الشقيقة بدعوة كريمة من أخيه سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت.
وكانت الزيارة بما جرى خلالها من احتفالات شعبية ورسمية تعبيراً عن الاخوة والمودة وخصوصية العلاقة السعودية الكويتية.
ولعل من بين أهم النتائج التي تحققت على صعيد العلاقات الثنائية، توقيع اتفاقية الحدود البحرية بين البلدين الشقيقين.
زياراته الجديدة للأمريكيتين
وتجيء الآن زيارة سموه الكريم للولايات المتحدة الأمريكية ولعدد من دول أمريكا الجنوبية وصلا لنفس الجهد الباني الموفق لخدمة مصالح المملكة وتعزيز علاقاتها مع دول العالم في قاراته الخمس، وخدمة الاقتصاد العالمي بحكم أن المملكة أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول الذي يعتبر عصب الاقتصاد العالمي.
حيث يحضر سموه الكريم في نيويورك احتفالات الأمم المتحدة بالألفية الثالثة من الخامس من شهر سبتمبر الحالي ويوجه كلمة المملكة في هذه المناسبة، كما يرأس سموه وفد المملكة إلى مؤتمر القمة الثاني للدول الأعضاء في منظمة أوبيك خلال زيارته لفنزويلا، بالإضافة إلى زيارته الرسمية لكل من البرازيل والأرجنتين.
|
|
|
|
|