| الاقتصادية
لابد من التمعن والتفكير قبل الحكم على تجربة السعودة في المملكة ودور المجتمع والشركات والافراد في نجاحها، ولعل الكثيرين من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمديرين التنفيذيين في المؤسسات الكبرى لديهم وجهات نظر مختلفة في هذا الموضوع تجعل من العملية قرارا صعب التنفيذ, هنا يتم عرض بعض النقاط التي تسلط الضوء على الجانب المشرق من هذه التجربة والتي ولله الحمد قد خطت خطوات بسيطة ولكن جيدة في طريق النجاح وذلك لمستوى التفهم الجيد لطبيعة وحيثيات العمل بهذه التجربة, وفيما يلي عدة أسباب تساعد في تشجيع المقبلين على السعودة من ذوي العلاقة في المضي قدما في مشوارهم وتعطي أجوبة لتساؤلات المترددين أو الذين ما تزال تراودهم الشكوك عن جدواها.
* في البداية لا يختلف احد ان السعودة هي واجب وطني نسعى عن طريقه لرفع مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال استغلال الطاقات البشرية الوطنية وانخراطها في شتى مجالات الحياة العملية وعلى جميع المستويات وهذا بالتأكيد يتطلب مساهمة الجميع فيه ووضع التسهيلات لانجاحه والتزاما منا جميعا بتوجيهات حكومتنا الرشيدة التي كانت لها نظرة بعيدة المدى حين فكرت ونادت بسعودة الوظائف لما فيه مصلحة للمجتمع وللفرد على حد سواء، يجب علينا أفرادا وشركات ان نقدم العون ما استطعنا للوصول بالمجتمع السعودي للرقي والتقدم.
* ان استقطاب وتوظيف المواطنين في شركتك يضفي جوا مريحا واكثر أمانا، فمجرد وجود المواطنين السعوديين في شركتك يعكس جوا أقرب ما يكون الى العائلة الكبيرة ويظهر التناغم والتناظر مما يعطي الشركة واجهة اجتماعية تقوي مكانتها في السوق، وتنمي الثقة بين الشركة وموظفيها من جهة وبين عملائها من جهة اخرى, هذا بالاضافة الى اكتساب التقدير والاحترام من المسؤولين في الدولة على الجهد المبذول في المشاركة في تنفيذ الرؤيا الخاصة بموضوع السعودة والقيام بواجبكم تجاهه.
* ان الولاء للعمل ميزة في غاية الأهمية ومما يعزز ولاء الموظف انه يعمل في وطنه وبين أهله ويهمه في الدرجة الأولى سمعته التي يسعى جاهدا من خلال أدائه بالحفاظ عليها لأنها الرصيد الأغلى له في وطنه، وقد يكون هذا الطرح ليس على نفس مستوى الأهمية بالنسبة للأجانب والمقيمين حيث تنتهي مشاكلهم بانتهاء وجودهم على أرض المملكة, ونظرا للطبيعة التي تتمتع فيها المملكة العربية السعودية من مناخ ذى طابع اسلامي متميز وجو اجتماعي مبني على العلاقات العائلية المتينة، حيث يكون المواطن السعودي مسؤولا أمام ربه ومجتمعه عن اعماله الدنيوية وحريصا كل الحرص ان يكون عمله فيما يرضي الله يجعل التزامه بأداء واجبه اكثر أهمية ويزيد من ولائه للعمل وبذل كل الجهد لتحقيق الأهداف بالسرعة والنوعية المطلوبة.
* بشكل عام يعتبر الموظف ثروة الشركة الحقيقية ولذلك لابد من ضمان استمرارية الموظف مع الشركة من خلال تأسيس علاقة عمل طويلة الأمد لا تكون مثمرة الا مع موظفين تكون حدودهم محصورة ضمن البلاد وغالبا تنحصر أفكارهم في تواجدهم ضمن هذه الحدود مما يضمن مع ضرورة الاهتمام بتحفيزهم واعطائهم حقوقهم لاستمرارهم في العمل ما دامت الفرصة الحالية وجو العمل يتناسب مع تطلعاتهم، هذا بالاضافة الى انه يمكنك استمرار التعامل معهم حتى خارج العمل نتيجة تأسيس علاقة جيدة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
* ان للحياة المحلية طابعها الخاص فهي مختلفة كليا او جزئيا عن باقي دول العالم، فالمواطن السعودي الذي ولد في هذه الأرض وترعرع على ترابها وشرب ماءها وتنفس هواءها وخبر حلوها ومرها يتميز بصفات لا يتمتع بها غيره من الجنسيات الأخرى، فكونه من أبناء هذا البلد يستطيع المواطن السعودي ان يكون سندا قويا للشركة من خلال فهمه للعادات والتقاليد ونوعية الزبائن وعادات التسوق وحاجات السوق ومتطلباته والتفكير في أفضل الفرص والخطط للتعامل مع الوضع والوصول الى أفضل النتائج، بالاضافة الى ذلك تمتعه بالقدرة على فهم وحل المشاكل.
* ان الطبيعة البشرية ومن خلال المشاركة في فعاليات الحياة المختلفة تمنح أبناء البلد الواحد ميزة الأريحية في التعامل مع بعضهم البعض, ولهذا فان وجود الطاقات البشرية السعودية في مختلف الوظائف والمستويات تسهل من جزئيات وتفاصيل العمل المختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر يتمتع السعودي بامكانية التعامل مع الجهات الحكومية من دون أي وسيط مما يسهل سير العمل ويختصر المدة التي تحتاجها المعاملات بالمرور على عدة جهات وبين عدة أشخاص حيث يكون لديه الخبرة اللازمة بقوانين البلد وتقاليد التعامل مع المختصين وأهمية احترام مناصبهم وتقدير انشغالهم بعدة أمور واختيار التوقيت المناسب للنقاش في مواضيع العمل.
* بلغة الأرقام وبحسابات عقلانية يمكن التوصل الى حقيقة ان المواطن السعودي قد يكون في النهاية أقل تكلفة من غيره وذلك بالأخذ بعين الاعتبار المصاريف الخفية التي تنفق على عمليات توظيف الاجانب من تذاكر سفر، وتكاليف استقدام، وبدلات مختلفة,, الخ، ناهيك عن طبيعة المسؤولية المنوطة بنظام الكفالة وقوانين العمل والعمال.
* ان ما يميز المواطن السعودي هو سهولة القبول من مجتمع رجال الأعمال الذي غالبا ما يكون مبنيا على الثقة بأبناء الوطن عبر شبكة من المعارف الشخصية بين رجال الأعمال ومجتمع العمل بشكل عام يكون المواطن موضع ترحيب واستحسان من قبل الجميع.
مما ذكر أعلاه ومن خلال عرض بعض الفوائد التي يجنيها رب العمل من خلال اتباعه برنامج السعودة آخذا بعين الاعتبار ما يمكن ان يقدمه للمجتمع من خلال مساهمته في تنفيذ هذه التجربة، ويبقى السؤال المطروح عن السعودة هو لماذا الانتظار والتأخير بالسعودة ؟ لما كان من الضروري ومن الحتمي ان نختارها في نهاية المطاف كحل لمشاكل بدأت تبرز الى السطح في مجتمعنا السعودي بشكل عام وفي مجال العمل في المملكة على وجه الخصوص.
E. mail. al. araj @ al. araj. Com
|
|
|
|
|