أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd September,2000العدد:10201الطبعةالاولـيالسبت 3 ,جمادى الثانية 1421

الثقافية

قراءة في كتاب
قراءة وطنية لكتاب يحل إشكاليات في المواطنة!
عبدالحليم بن صالح البراك
إذا كان بعض الفقهاء المعتبرين قد نصوا في مصنفاتهم على ان الزكاة الشرعية من الواجب ان تدفع لاهل البلد، وتقديمهم على غيرهم من المحتاجين، ففي ذلك إشارة واضحة لا تقبل الجدل حول تأسيس الإسلام لمفهوم الوطنية وتجسيده لاهم معانيها، ذلك الذي لايخل باي حال من الأحوال باسس الإسلام ومبادئه، وتلك الإشارة لم تأت من فراغ بل جاءت لتؤيد المناهج الوطنية الصحيحة وتكرسها بعيداً عن براجماتية فردية أو براجماتية الاعراق او الإقليمية الضيقة، كما ونصت الاحاديث الشريفة على المبادئ الخيرية لأهل الرجل، الذين هم مطلق القرابة المرتبة (خيركم خيركم لأهله,, الحديث)، وكما في (الاقربون اولى بالمعروف,, الحديث),, لتعطي المعاني المشمولة بجوامع الكلم حول مفاهيم وطنية صادقة لاتتعارض على اي حال مع الإسلام وهذه الصفة مميزة للوطنية في الجزيرة العربية وعلى الاخص في المملكة العربية السعودية.
وهذا كتاب (المواطنة الصالحة) لمؤلفه الاستاذ/ محمد بن خلف بن عبدالرحمن ابن الشيخ يتصدى فيه الكاتب لمفهوم جديد وقديم في آن، وهو المواطنة الصالحة ويبحث في تلك المواطنة وقدراتها وماهيتها ومكتسباتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وتوظيفاتها الجزئية,, كما يدرس الصلة بين الوطن والمواطن من جهة وبين الحاكم والراعي من جهة اخرى ويكرس مفاهيم التعاون من اجل الحفاظ على مقدرات الامة الإسلامية ممثلة في أجزائها العضوية (الدولة) كما يشير الكاتب وبقوة نحو ركنين اساسيين تميزت بهما هذه البلاد على الأخص (على مستوى الدولة والمواطن) وهما الولاء الديني للإسلام، وولاء المواطن للسلطة.
حيث يعرِّف الكاتب الوطن والمواطن، فيخلص إلى تعريف الوطن بأنه (هو كل مكان اقام به الإنسان لأمر)، بينما المواطن هو (الإنسان الذي يقيم في الوطن ويحمل اسمه ويعمره ويدافع عنه) اما المواطنة الصالحة بحسب تعريف الكاتب ف(هي ذلك الإنسان الذي تحلى بصفات العقيدة الإسلامية والتي توجب عليه مسئولية عظيمة نحو دينه وقيادته ووطنه).
ثم يعرج الكاتب نحو التعريف بالمملكة العربية السعودية/ الوطن وبالحكومة في المملكة العربية السعودية مستعرضاً ابرز الاسس للنظام الأساسي للحكم باعتباره المنظم لعلاقة الحاكم بالمحكوم والمواطن بالوطن شاملاً بذلك تمهيده للكتاب.
اما في الفصل الاول فيتعرض الكاتب لعلاقة الإنسان بعقيدته باعتبارها حجر الزاوية في بناء شخصية الثالوث الوطني (الدين / الوطن / المواطن) واسماً ذلك ب(رسالتك نحو عقيدتك) ثم في الفصل الثاني يتعرض على وجه الخصوص لعلاقتك كمواطن نحو قيادتك المسلمة السعودية فيما ضمن الفصل الثالث مبحثاً هاماً يتعلق بالمواطنة واسماً إياها ب(رسالتك نحو وطنك) شاملة لعدة اعتبارات مصيرية وطنية منها:(الانتماء للوطن/ الحفاظ على امن الوطن/ اسباب تميز هذه البلاد بنعمة الأمن/ واخيراً دور المواطنة الصالحة والفعالة في الحفاظ على امن الوطن), ثم يتجه الكاتب نحو الوطن الصغير للإنسان وهو (الاسرة) جاعلاً الفصل الرابع في رسالة المواطن نحو اسرته من تربية للابناء وعشرة صالحة للزوجة وقبل هذا بر الوالدين,.
ويختتم الكاتب الفصول الثلاثة الأخيرة بخلاصة كتابه وهي:
في الفصل الخامس صفات المواطنة الصالحة وهي (عفو غفور) و (المحبة) و (الصدق) و (الصبر) و (التعاضد والتناصح) لإخوانه المسلمين والمواطنين والمقيمين مدللاً لها بالكتاب الكريم والسنة المطهرة الشريفة، ومحذراً من بعض الصفات النقيضة مثل (الحسد) و (النفاق) و (النميمة) و (الرشوة) و (الظلم) مدللاً على تحريمها ايضاً بالكتاب الكريم والسنة المطهرة.
وفي الفصل السادس يعرض لمشكلات تواجه المواطنة الصالحة منها الغلو في الدين (ذاكراً اسباب الوقوع فيه) والمخدرات والغزو الفكري، على اعتبارها الثالوث الخطير في تقويض مبادىء الدين والوطنية.
وفي الفصل السابع تعرض لأهم وابرز الحلول لتلك المشكلات التي تواجه المواطنة الصالحة وذلك عبر تفعيل دور الاسرة وتكويناتها الاساسية كما ودور المسجد الواجب أن يلعبه نحو التصدي لتلك العوائق للوطنية وكذلك دور المؤسسات التعليمية تربوياً وعلمياً وأخيراً دور العلماء في عملية التصدي للعوائق للوطنية ثم تحدث عن دور الاعلام في ترسيخ المبادئ الوطنية ثم ختم الكاتب كتابه بنصائح قيمة لأولئك الذين يتصدون للقضاياالوطنية ويطرحونها.
عموماً الكتاب يُعد مرجعاً وطنياً صادقاً اضاف بعداً جديداً وسد فراغاً في مكتبتنا الوطنية لا بل في مراجع مناهجنا الوطنية فشكراً للكاتب، واثابه الله على ماقصد، والله ربي هو ولي التوفيق.
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved