أنا ذلك الذي تبحثين عنه!
فاجأتني هذه الرسالة وهي تضيء شاشة هاتفي الجوال,, أو الخليوي كما يقول اشقاؤنا اللبنانيون.
دهشت وشعرت بخفقات ناعمة تتسلل ما بين الوريد والوريد,, فقد كان الطقس حارا ساعتها ومملا وكنت (ويا للمفاجأة!) أمر بلحظة خيبة وخذلان من تلك اللحظات الكثيرة التي تصادفنا في هذه الحياة,, وسعدت وابتهجت,, قرأت الكلمات اكثر من مرة وطافت في ذهني الكثير من الصور الجميلة لفرح قادم يرتدي رداء حريريا ابيض,.
كانت رسالة غريبة لها مفعول سحري مخاتل,, يخطفك رغما عنك من إيقاع الحياة الروتيني البطيء الشاحب,.
لحظتها,, تخيلت ذلك الهاتف في يدي شبيها بمصباح علاء الدين وبضغطة زر خرج منه المارد الجبار كي يسألني (شبيك لبيك,, اطلبي وتدللي).
* كنت الى فترة قريبة اشعر بالنقمة على الهاتف الجوال الذي يشدك دون ان تدري الى الكثير من السلبيات,, فالمكالمات الهاتفية خلاله مكلفة كثيرا حتى وإن كانت محلية!
وقد تجد نفسك في لحظة استخدمته لمكالمات عادية كان يمكن ان تجريها من الهاتف الثابت وبتكلفة اقل، هذا ناهيك عن المشكلات الصحية التي يسببها وتلك التحذيرات التي تسمع بها دائما حوله,, كل ذلك يجعلك تفكر جديا بالتخلص منه,, ولكن هيهات لقد اعتدت عليه ومن الصعب التخلص بهذه البساط,, حتى بدأت خدمة الرسائل تظهر من خلاله والتي تشكل جانبا ممتعا مسليا ومثيرا اذ تفاجأ بوصول رسالة بين الفترة والاخرى,, ولكن مما يؤسف له ان الكثيرين بدأوا استخدام هذه الرسائل بشكل يتنافى مع الهدف منها إضافة الى الاساليب والصور المستخدمة فيه إذ تنم عن نفسيات غريبة لا تقدر شيئا حق قدره!
والجميل في رسائل الجوال انها تختلف عن رسائل النداء الآلي (البيجر) الذي بدأ يتجه الى الانقراض,, ففي النداء الآلي مجرد نغمات مصمتة بلا روح بينما تأتي الرسالة عبر الجوال بكلمات مكتوبة دافئة تحمل إليك روح صاحبها,, فتحقق لك الكثير من الامتيازات منها:
عدم إضاعة الوقت,, حيث تستطيع انجاز مهامك سريعا دونما لجوء الى ثرثرة المكالمات الهاتفية.
المتعة والتسلية.
تلطيف الاجواء بينك وبين صديق (اقصد من نفس الجنس) من خلال كلمات سريعة,, بشرط ان يتوفر لديه إحساس عميق بالكلمات,!
* بقي أن اقول لكم ان الرسالة السابقة التي تصدرت المقال كانت مجرد دعابة من صديقة!!
* بريد الكتروني Fawz J@ hotmail. com
|