| مقـالات
** اليوم هو السبت,, هذا صحيح,, وكم سبت عايشناه.
لكن,, هذا السبت له ملامح مختلفة,.
له مذاق آخر,.
للمرة الأولى أشعر بأننا وضعنا أقدامنا على الطريق الطويل,.
وتعرفون ان من سرت له وصلت إليه بإذن الله,.
وقد سرنا اليوم,.
أعلنّا البداية,.
اليوم تبدأ التوعية الوطنية الأمنية الشاملة بأخطار الطريق,.
اليوم كلنا سنستحيل إلى وحدة متعاضدة في وجه أعداء الطرقات الذين عبثوا بما فيه الكفاية بأرواحنا ومقدراتنا المادية,.
** إنني سعيدة اليوم ببدء الخطة,.
وأتمنى أن نتعاون جميعاً من أجل القضاء على كل مسببات حوادث الطرقات التي خلقت جروحاً غائرة في قلوب الأسرة فكم من أمٍّ مكلومة بفقد ابن.
وكم من زوجة مذهولة لفقد زوج.
وكم من أطفال يغتالهم الألم لفقد أبيهم,.
** إن التوعية هي سبيل الأم الحضاري للقضاء على السلبيات والظواهر الخاطئة,.
وقد استحال سوء استخدام الطريق ظاهرة تتسم بها طرقاتنا ويتسم بها سائقونا,.
وأحسب ان هذه التوعية التي ستستمر كل الثلاثة الأشهر القادمة هي المحك الرئيسي الذي على أثره ستشعر الأسر بدورها الوطني في تنمية الوعي المروري لدى الأبناء والسائقين المستقدمين الذين يتعلمون القيادة في شوارعنا,, يتخبطون,, ويدهسون,, ويتقلبون الى ان تستقيم قيادتهم ولكن بعد أن يتسببوا في إذهاب أرواح بريئة,.
** هذه الحملة التوعوية الشاملة هي همٌّ جميل يجب أن نستعد له جميعاً,.
يجب ان ننصت لكل المحاور التي تثيرها وسائل الإعلام,.
يجب ان نستوعب ونقدّر كل المبادرات والأساليب حتى لو لم تنضج بالقدر الكافي.
يلزمنا ان نصفي أذهاننا ونستوعب حقيقة الموت التي تطاردنا في كل عطفة شارع وعند كل إشارة.
يلزم أن نتذكر ال3500 قتيل الذين يغادرون الحياة سنوياً من أبنائنا ورجالنا.
يلزم ان نذكر ال30 ألف مصاب الذين يصبحون غالباً عبئاً على أسرهم وجرحاً يستيقظ في قلوبهم صباح مساء,.
علينا ان نذكر هذه الأرقام السنوية التي تطاردنا وبعدها حتماً سنصغي لكل ما يقال حول أهمية الالتزام بأمن المرور.
إننا نطمح حقيقة الى أن يستمر تكثيف الحملة طوال الثلاثة الأشهر وان تشارك كل القطاعات بفعالية في تأسيس ثقافة مرورية شاملة أهم بنودها الالتزام بوثيقة المحافظة على حياة الآخرين من أخطار الطريق.
إننا بلا شك نتوق لنجاح هذه الحملة ونتوق لنتائجها الحقيقية، والتي ستظهر بعد بدء التطبيق الحازم لأنظمة المرور وعقوباته والتي ستعقب زمن الحملة,.
إن أرواح الناس أمانة في أعناق رجال المرور الذين حمّلتهم الدولة مسؤولية الحفاظ على أمن الطرق واستتباب النظام فيها والالتزام به.
وإن مخالفة أنظمة المرور التي وضعتها الدولة للحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم تعدُّ مخالفة دينية يأثم عليها من ارتكبها وهو بذلك يخسر الدنيا والآخرة, وفتاوى كبار علمائنا بهذا الخصوص واضحة وأتمنى التركيز عليها وإظهارها وإعلانها واستضافة رجال الدين في الندوات مطلب ضروري فخطابهم سيكون أكثر قربا وأكثر مساسا بحياة الناس وأكثر تأثيراً على اتجاهاتهم.
ودعونا اليوم ونحن نرتب ملابس أطفالنا ونضع على اكتافهم حقائبهم في أول يوم دراسي ان نبدأ صفحة جديدة مع الطريق,, صفحة بيضاء لا يلوثها نزيف الدم المنهمر هنا وهناك,, دعونا نبدأ,, والله معنا ومع هذا الوطن الجميل.
* عنوان الكاتبة البريدي 26659 الرياض 11496.
|
|
|
|
|