قرأت أن أحد الآباء اشترط على خطيب ابنته ان يتسول لمدة شهر حتى يقبله كزوج لها,, وقبل الرجل هذا الشرط,, لاشك انه متيم بالبنت الشقراء,, لأن القصة كما يقال وقعت في المانيا,, وتسلم المهنة من اول يوم,, واجاد التسول ,, وقبله الرجل,, ولما علم اهل الزوج بما يفعل عاتبوه وعنفوه على هذا الزواج المشروط بشرط يترفع عنه الكثيرون,, وانطلق الزواج لكن الزوج الجديد,, استمرأ العمل الذي لابد انه قد كسب منه كثيراً من غير عناء غير اراقة دم الوجه,, والالمان دماؤهم كثيرة فلا يضره نقص ,, وظل يتسول ولكن في بلد آخر,, ولا ادري هل استمر في زواجه ام لا,, لكن القصة تعكس تصرف بعض الآباء,, استغلالهم لبناتهم,, وهناك حكايات تروى في مجتمعات مختلفة عن جشع الآباء, خاصة في المجتمعات التي يمارس فيها بعض البنات مهنة التعليم حيث يطغى الآباء بأخذ رواتب بناتهم, مثلما يفعل بعضهم حتى لو كان قادراً في اخذ بعض صداق البنت,, وفي مجتمعنا يستطيع المسؤولون القضاء على كثير من الظواهر التي تخل بالامن والحياء,, ماعدى التسول ,, فقد عجزوا عن ذلك رغم ادراكهم لهذه الظاهرة عياناً بياناً حيث تتكون عصابات التسول حول الإشارات,, ويتقسمون في الجهات الاربع اذا كان الشارع له تقاطعات متعددة,, ولو دققت النظر لرأيت هناك بعيداً من الموقع سيارة تنتظر انتهاء الدوام اليومي,, وكذلك الليلي، دوام التسول,, كي يجمع الاعضاء الذين يتسولون في هناء وأمن.
ولقد كتبت الصحف,, وبينت أن العصابات الجديدة استفادت كثيراً من هذه الظاهرة السيئة,, واستخدم في بعضها أطفال قصر, لاشك ان ذلك يتم بأجور رمزية,, ولم تتخذ اجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة، نحن نتهاون بكثير من الظواهر الجديدة في مجتمعنا ولا نجد نظاماً صارماً يردع لذلك تكثر الخلايا ,, وتكثر الظواهر التي تخل بالحياء الاجتماعي, وتجعل الشباب يستمر في ماهو فيه,, من خلل اجتماعي في العادات والاخلاق.
الذي تبين اخيراً أن الرجل الذي اشترط على زوج ابنته ان يتسول شهراً,, انه متسول هو الآخر,, وبهذه الطريقة استطاع ان يضم شخصاً آخر الى جهوده, لينمو الدخل ويرتفع,, ولا شك ان الفكرة عندما قبلها الخطيب ومارسها واستمرأها رسخت في ذهنه جيداً وهو سيجعلها شرطاً من شروطه هو الآخر لو انجب ورزق بنتاً.
|
