أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd September,2000العدد:10201الطبعةالاولـيالسبت 3 ,جمادى الثانية 1421

مقـالات

الطالب ومعلمه ومدرسته
شعارنا الدراسي,, اقرأ، اقرأ، اقرأ في زمن قوة العلم وعلم القوة
أبناء متعلمون يعنون وطناً قوياً يُعلُون جانب الحرية والعدالة وإعمال العقل
الأزمة التعليمية هي في جوهرها أزمة معلم لأن المنهج لا يمكن توصيله إلا بمعلم
بقلم معالي الدكتور : محمد الأحمد الرشيد
وسط اقوى المشاعر الانسانية بنجاحهم ونجاحهن، وأنبل الآمال الوطنية في مستقبل أكثر اشراقاً وسعداً للوطن وللمواطنين تتدفق جموع اكثر من اربعة ملايين طالب وطالبة منذ صباح اليوم نحو مدارسهم ومدارسهن لبدء عام دراسي جديد، تزفهم وتزفهن قلوب آباء وأمهات ملأى بالحب والدعوات بالتوفيق والنجاح تحقيقا لكل تلك الاماني والآمال والاحلام التي راودتنا جميعاً ونحن نهدهد فلذات الاكباد في مهادهم حتى شبوا ومشوا واستقبلتهم واستقبلتهن المدارس في مختلف المراحل التعليمية بأعداد تستجيب للزيادة المطردة في اعداد مَن يبلغون ويبلغن سن التعليم وللذين واللائي ينقلون وينقلن الى المراحل الدراسية الاعلى في السلم التعليمي وقبل اليوم، وطيلة الفترة التي اعقبت بداية العطلة الصيفية للعام الدراسي الماضي فان وزارة المعارف لم تأل جهداً في دراسة كل الاحتياجات من حيث المباني، والكتب والادوات المدرسية لتوفيرها بالكم الكافي لاعداد الطلاب في العام الدراسي الجديد حتى يجد المعلم والطالب ان جهد كل منهما قد وُفِرت له أسباب لنبني معاً جيلاً يمتلك قوة العلم في زمن العولمة التي تتطلب علم القوة كما قال معالي وزير المعارف في كلمته بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، والتي ننشر فيما يلي نصها.
أبنائي الطلاب الأحباب,.
أيها الإخوة والأخوات الآباء والأمهات,, يا من تنتظرون، وتأملون، وتدعون، وتحرّضون لأجل مستقبل واعد لأبنائكم وبناتكم، يا مَن تعلمون أن أبناءً متعلِّمين متفوقين، وأعزاءً أقوياء، يعنون وطناً قوياً عزيزاً، في زمن قوة العلم وعلم القوة! ، في زمن العولمة التي لا يكاد يصدها حائط ولا حصن ولا باب، إلا قلب مؤمن سليم،وفكر ناقد بصير.
إخواني وأخواتي,, يا من تهفو للأماكن المقدسة التي تتشرفون بوجودها جزءاً غالياً من وطنكم قلوب الملايين من كل أنحاء الدنيا، عالم بأسره يأتيكم من كل فج عميق، أفواجاً إثر أفواج، تتوحد مناسكها، وحركاتها، ودعاؤها.
فأنتم,, وأجيالنا الحبيبة التي نتواعد معها اليوم,, تدركون الموقع الفريد الذي نشغله، في بؤرة للقوة الروحية لا يُعرف لها نظير, بؤرة انطلق منها شعارُنا الرفيع.
اقرأ,.
اقرأ,, ولكن بخصوصية فريدة طاهرة.
اقرأ,, ولكن باسم ربك الذي خلق ,,,!
لذا بنينا حضارة لم تعرف الاستعلاء والاعتداء في عنفوان قوتها، فسجلها التاريخ بأحرف من نور.
فأعلَينَا جانب الحرية والعدالة وإعمال العقل,, ولم نبغ الفساد في الأرض، فدخلت شعوب وأمم وقوميات في دين الله افواجاً دون إعمال لسيف أو تهديد بسلاح,,!
واختارت دين الفطرة بمجرد أن رفعنا عنها بتوفيق الله الإصر والأغلال التي كانت عليها.
* * *
ندرك أهمية مسئوليتنا
في تربية أجيالنا
أبنائي الطلاب,, إخواني المعلمين,.
إني وزملائي ندرك أهمية مسئولية وزارة المعارف في تربية أجيالنا إدراكاً عميقاً كما ندرك مدى ترامي عناصر تلك المسئولية، ونشفق من ثقل أمانتها؛ ذلك لأن أمانة تربية وتعليم الأجيال، هي التي تحدد مكانة كياننا السعودي خاصة وأمتنا بعامة.
ونعلم يقيناً أن للتربية صلةً وثيقةً بالقدرة على المنافسة الدولية القائمة على الركنين المحددين للقوة.
الأول: القدرة على التعلُّم، وتعلُّم كل جديد!!
الثاني: القدرة على التفوق فالابتكار فالثراء فالتمكن!!
ولعلنا نذكر بأن ما يفوق ذلك في الأهمية هو تحصيل القوة المعنوية أو حيازة الإيمان والروح التي يمكن ان تولِّد وتحرِّك طاقات التعلم وتشعل رغبة المتعلم في التفوق، بل التي تغني البيئة الوطنية كلها من آباء وأمهات، ورجال فكر، وإعلام، وأعمال بحيث تموج حياة المجتمع كلها بالرغبة في التعلم والتفوق وتندفع تلك الروح في عروق الأجيال المتعلمة من بنين وبنات, فتأتي إلى المدارس وقد استيقظ النائمون وتوهج الخاملون,,!
* * *
لماذا أسند الله للرسل مهمة تربية الشعوب وتعليمها؟ .
ولماذا كان الرسل معلمين ؟ من البداية للنهاية!!
أقول: إنها لحكمة بالغة، فقد اقتضت صفات هؤلاء المعلمين ألا يكونوا مُتَعَنِّتين، ولكن الله بعثهم مبشرين مُيَسِّرين , لأن الروح الإنسانية تستقبل مُشرِقَةً باليسر ما ترفضه بالفظاظة، فتنغلق دونه أبواب العقل والقلب، وتقبل بالحوار والإقناع ما لا تقبله بالإكراه والقيود!! فبما رحمة من الله لِنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك .
مصدر انشراح صدر المعلم
إن شفرة انشراح صدر المتعلم يوضحها سر بعثة الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم كما تجلت في مفردات الرحمة.
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ، هدى ورحمة شفاء ورحمة للمؤمنين , وقد استخلص العلماء من هذا المنهج معالم يقرؤها طالب العلم تحت عنوان حقوق الأبناء على الآباء والمعلمين، فهي حقوق تؤدَّى لتصل كاملة غير منقوصة وإلا كان المكلف أباً أو معلماً آثماً بقدر ما حرم صاحب الحق من حقه,,,! .
إذن فهي ليست مجرد أقوال؟!!
إن التربية على القسوة ودون استماع لوجهة نظر المتعلم هي تربية أقنان وعبيد تسهم في صناعة خسارة تقدم للأمة أجيالاً قليلة الجدوى والنفع .
***
التربية و التعليم
مسؤولية الجميع
هذا ومع دخولي في المعترك التنفيذي لمسؤولية التربية والتعليم، أدركت أكثر وأكثر لماذا لا يمكن أن يحمل فرد أو جماعة أو وزارة واحدة مهما اتسعت إمكاناتها مسؤولية التربية والتعليم, أدركت أنها شأن من الشؤون التي يتقاسم أبناء الوطن جميعاً فيها المسؤولية، وتتحمل الأمة بأسرها مسؤولية تحريكها وتعظيم شأنها، وتجويد نوعيتها.
وسوف نلاحظ أنه مع أن صفة الرسل الربانية بوصفهم معلمين، ومع وجود الزاد السماوي في مواجهة الصعوبات والمواقف فقد اقتضت حكمة الله وجود سنن جماعية للمسؤولية التربوية في الأمم المتعاقبة منها:
أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم صحابة ,,!
أن يكون للمسيح عليه السلام حواريون .
وأن يكون لموسى عليه السلام أخوه هارون، ردءاً ومدداً فصيحاً يشدُّ أزره في تبليغ الرسالة!
ولذا فقد حُقَّ لمن يعمل في مجال هذه الأمانة الثقيلة، ويحمل مفاتيحها التي تنوء بها العصبة أولو القوة أن يدعو الله سبحانه وتعالى بمثل هذا الدعاء:
رب,, لا تَذَرني فرداً,, واشدُد عضدي بإخواني,.
وأظن أن الناس، كل الناس، كل حسب قدرته، عليه أن يشارك في حمل أمانة العملية التربوية التعليمية، فهي إذن,, دعوة مفتوحة للمشاركة.
إنني أراها أمانة مُلزِمة بوصفها من واجبات الدفاع عن الأمة.
والسؤال: هل ثمة دفاع بدون التزود بكل علم عصري في مجتمع يسعى لإثبات وجوده؟ إن عملية التعليم والتعلم، مسؤولية مجتمعية تبادلية، وهي تتجلى في ذلك القول المُترع بالحكمة التربوية للرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول:
ما بال أقوام لا يفقِّهون جيرانهم ولا يعلِّمونهم ولا يعظونهم ولا ينهونهم ؟
وما بال أقوام لا يتعلَّمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتّعظون؟
والله,, ليعلِّمنّ قوم جيرانهم ويفقِّهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وليتعلَّمنّ قوم من جيرانهم,, ويتعظون أو لأعاجلنّهم بالعقوبة .
وقد كان هذا الدفع للتعليم والتعلم ، ضمن برنامج زمني صارم محدد المدة، وقد أمهل الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء المقصِّرين تعليماً وتعلماً عاماً واحداً,,؟؟ لتطبيقه.
وما سمعت بمثل هذا القول الجليل الحكيم من قبل في أي إرث تربوي لأمة من الأمم، يسرع بها جماعياً إلى المعرفة والتربية في آن واحد فإذا البيوت مدارس وإذا بالقرار النبوي يصدر فتتحول الأمة الى فريقين.
أحدهما: معلمون، والآخر: متعلمون، وفي نطاق الجوار يثبت القول: كُلٌّ مسؤول عن جاره، يعلِّمه ويعظه والآخر يسعى سعياً ليتعلم ويتفقه ويتعظ .
ينبغي هنا أن أوجز القول: إن جوهر أي أزمة تمر بالأمة، هي تربوية وتعليمية، أزمة قيمة ومعلومة، وترتيب للأولويات.
إن وعي الأمة بهذه القضية ينبغي أن يكون بالحد الكافي.
***
الأزمة التعليمية أزمة معلم
ولابد من التأكيد على أن أزمة الأمة ومعاناتها ترتبط حاضراً ومستقبلاً بتخلف مستوى التربية والتعليم فيها، وكذلك انفراج الأزمة يرتبط بتبنيها لتربية فاعلة تكون لها أولوية استراتيجية، ويتقلد مؤسسات التعليم دورها الأصيل متبوعة لا تابعة .
والأزمة التعليمية هي في جوهرها أزمة معلم.
إن منهجاً رفيعاً لا يمكن توصيله إلا بمعلم كفء .
وإذا كانت خلاصة العملية التعليمية الناجحة: انشراح صدر، وقدح ذهن، فإن المحرك خلفهما منهج ومعلم : إن المعلم هو رأس العملية التربوية، كما قال أبو حنيفة رحمه الله، وهو يشرح الصدر أو يغُمه، ويقدح الذهن أو يبلَّده!
إن مصارد المعرفة قد تعددت اليوم، وصارت تتم عن طريق البث وصولا لمدرسة المنزل وبشكل لحظي، متجدد الإبداع والإضافة بمختلف الوسائط وبالبرامج الشائقة.
والسؤال المطروح: هل ما زال دور المعلم باقياً: ناقلاً، وشارحاً، ومثيراً للمعرفة؟
وهب أننا جئنا قبل ابتداء الدراسة بقليل وقد تهيأ الناس والأبناء لدخول المدارس، فإذا ببيان يصدر مقرراً إغلاق المدارس وتحويلها إلى نواد علمية واجتماعية، أو مصانع صغيرة أو مختبرات، وهذا يعني أن المدارس سوف تصبح أثراً من الماضي، ومن عصر ما قبل الإليكترونيات!!
الحقيقة أن ما ذكرته ليس خيالاً علمياً محضاً, فقد طبقت هذه الفكرة جزئياً بعض الدول الصناعية الكبرى، واستبدلت بالمدرسة نظماً للمعلومات تصل الطالب بالمعلومة وهو في عقر داره.
ومع ذلك فإني أعتقد أن دور المعلم سيبقى ، ولكنه ينبغي أن يتبدل، وسوف يكون أثره في تربية العقل والوجدان أسبق وأكثر فاعلية وخطورة من حيازة المعلومة, ذلك أن التربية على الحوار، ومبادلة الحجة بالحجة والقدرة على الانتقاء والتحليل والتفكير الإبداعي هي من أعمدة إقامة المجتمعات.
إذن فليس بالمعلومة وحدها تتحقق الحياة المتقدمة الرفيعة,,!
إذ الغاية القصوى هي معرفة الله سبحانه، وعبادته حسبما شرع، وإعمار الأرض بما يحقق مصلحة الإنسان وفق توجيهات الرحمن هي الهدف النهائي لاستخلاف الله الإنسان في الأرض، وليست اللذة، مهما تجملت، او اتساع دائرة النهم الاستهلاكي هما المقياس! لقد اسقطت اللذة والنهم دولاً وحضارات عظمى في الماضي، ويمكن لها أن تفعل ذلك مرة أخرى: سُنّة الله في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلاً 1 .
***
على أنه لكي يستمر أثر المعلم في زمن تدفق المعلومات وجاذبية عرضها، أثراً مهماً، فلابد له من تدريب مستمر، وبرامج مستحدثة، حتى لا تنقطع صلته بما يستجد من شؤون معرفته بالعالم، فتقع بينه وبين من يتابع معطيات العلم فجوة معرفية تفسد عليه طريق الترقي, وشأن المعلمين كشأن الضباط في الجيوش المتميزة والباحثين في المختبرات، لابد لكل منهم من التدريب المستمر إلى جانب الإيمان برسالة المهنة الرفيعة.
***
أثر المعلم
في التربية الأخلاقية والسلوك
دعوني وأنا أتحدث عن أثر المعلم في التربية الأخلاقية وفي السلوك وأهمية ذلك عملياً أذكر إحصائية واحدة عن المرور في بلدنا الحبيب، تقول لنا إحدى آخر الإحصائيات عام 1419ه : إن عدد القتلى في حوادث السيارات في المملكة العربية السعودية يبلغ سنوياً 4290 قتيلاً, كما يصاب نتيجة لهذه الحوادث 31,059 جريحاً، معظم هؤلاء الضحايا من بين حبات القلوب والأكباد، من أبنائنا الشباب في المدارس والجامعات, لذا فقد كان تحركنا وإشارتنا ودقنا للأجراس واجباً يمليه الاختصاص وإعزاز هذه الأرواح الغالية التي لا تقدر بمال عندنا وعند ذويها، وهي في النهاية خسارة للوطن والمجتمع والأسر بما يمس القلوب مساً عنيفاً.
أما الخسارة المادية لتلك الحوادث فحدث عنها ولا حرج، فهي تفوق التصديق!!
إن خسارة هذه الحوادث قد تفوق في بعض التقديرات ميزانية وزارة المعارف بكاملها، إنها مبالغ طائلة تسيل من بين أيدينا، ونحن جميعاً مسؤولون عنها.
إن برنامجاً تربوياً ناجحاً على أخلاق المرور وقواعده وآدابه، يستجيش ضمائر الأمة في هذا الشأن يقي بإذن الله الكثير من شبابنا الهلاك على طرقنا وبين بيوتنا وقرانا ومدننا، ويحفظ لنا مئات الملايين التي، يمكن أن توفر الألوف من فرص الوظائف الجديدة للراغبين، وتبنى بها مصانع، وتنشأ بها مدارس، بل وجامعات ومراكز أبحاث بميزانيات وفيرة.
إني أريد أن أقول: إن برامج التربية الأخلاقية ليست قيما مهومة في عالم المثل والخيال بل انها تمثل نفعاً محضاً خالصاً مخلصاً في عالم الواقع.
هذا أمر واحد من بين أمور كثيرة تكشف عن الفائدة العظمى للتعليم والتربية الأخلاقية على مستوى الأمة كلها.
ليس بالتعليم
وحده تتقدم الأمم
وعلينا أن نعي: أنه ليس بالتعليم وحده تتقدم الأمة، إذ لا بد للصفوة القيادية، بل ولكل فرد في الأمة أن يؤمن، ثم ينادي بأهمية البرنامج الأخلاقي والتربية الأخلاقية التي يمكن أن نراها واقعاً مجسداً، وأرقاماً تحليلية إحصائية.
***
إذا كان التنبيه على الأخطار من أوجب واجبات الأمناء، فإن كشف العيوب والأمراض المجتمعية هو دليل العافية المؤسسية ودليل يقظه حراسة المجتمع ووعي أفراده.
إن الجسم القوي هو الذي يعطي المؤشرات عندما تهاجمه العلل والأمراض, والتشخيص السليم الصادق دون تهوين أو تهويل هو مقدمة العلاج الناجع الناجح, وكما يقول آباء الطب: اعرف الماضي، شخص الحاضر، تنبأ بالمستقبل.
***
إن تحديات العولمة,, والتهديدات التي تتلقاها الذاتية الوطنية ، والقومية و الدينية والسرعة الفائقة للمتغيرات والمبتكرات، وانفلات القوة من عقالها لدى من يملكها,, تحتم على المجتمعات التي ترغب أن تدافع عن بقائها، أن تتبنى معادلة رشيدة لصناعة القوة لا لتحديها, هذه الصناعة التي ترتكز على خامات المعرفة والتفوق يسبقها إيمان وروح معنوية عالية.
إن الأمم لا تولد متفوقة، بل إن التفوق صناعة لها قانونها.
وفي دراسة عن التفوق والعبقرية شملت عدداً من العباقرة في العلوم والفنون والآداب، وُجد أن التفوق: 60% منه عرق، 30% أرق، 10% موهبة، فالإنسان يصير عبقرياً ولا يولد عبقرياً، وإن امتلك بذور العبقرية في ذاته.
وبصرف النظر عن دقة تلك الدراسة يمكننا أن نقول: إن أعمدة صناعة التفوق ثلاثة:
1 معرفة الهدف والطريق إليه.
2 عمل بلا كلل.
3 قدرة على الاستمرار والصبر.
***
أيها الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات أيها الأبناء
دعوني أذكركم ب(مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي) هذا المشروع العملاق الذي يرعاه ويشجعه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ويتبناه ويدفع به ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ويحيطه باهتمامه ودعمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز, هذا المشروع تتمثل غايته العظيمة في تمكين أبناء الوطن من امتلاك ناصية التقانة، والحصول على المعلومات النافعة عبر شبكة إلكترونية، محلية وعالمية، منذ المرحلة الابتدائية، وربط كل المدارس بشكبة تعليمية واحدة مع إتاحة الفرصة للطلاب وأولياء الأمور في منازلهم من التعاون مع معلميهم وأجهزة مدارسهم، ونحن مدعوون جميعاً إلى استثمار أمثل لهذه الفرصة الفريدة العظيمة.
وعلينا أن نعي الرسالة التي وجهها سمو الأمير عبدالله إلى أبنائه الطلاب ومما جاء فيها قوله:
واليوم يا أبنائي: أخاطبكم من خلال هذه الرسالة مستثيراً كل راكد في النفوس، متوكلاً على الله، ثم عليكم وعلى وعيكم، وروح خلاقة تغذت ولا زالت على آمال الوطن وأمنياته في أن نزاحم بالمناكب أمماً سبقتنا في هذا المجال، فلنأخذ عنها كل نافع بنفعه، ولنزدري بأخلاقنا وقيمنا، وقبل ذلك بإيماننا بالله كل دخيل عليها وعلينا، ولننهل من معين العلم صفو المشرب، خدمة لديننا وأمتنا، وليكن ذلك حاجة لا ترفاً، فالأمم تقاس مكانتها بالعطاء الذي يؤثّر ويغيّر، وما أجمل ذلك إذا جاء متسقاً ونابعاً من نقاء ديننا وأصالة أخلاقنا .
أيها الأبناء، أيها الزملاء، أيها الإخوة والأخوات:
إني أرى ملامح يقظة واعدة قادمة بإذن الله لا تخفى على عين الراصد البصير، وأرى إقبال الملايين جيوشاً في التعليم في أمة فتيّة معظمها من الشباب، تنعش الصدور بالآمال, والتحولات التي تجري في العقل والقلب كالأنهار الكبرى تشق طرقها فتذيب صخور العقبات وتحولها تبراً في أودية الأفكار، فتزهر وسطيةً إسلاميةً صالحة مصلحة، في رسالتها رحمة للعالمين,.
حفظ الله بلادنا وصانها من كل مكروه في ظل قيادتنا الحكيمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
هوامش:
(1) الأحزاب: 62

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved