| العالم اليوم
* بيروت من أليستير ليون رويترز
يأمل الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان في نظر الغرب نصيرا للارهاب العالمي ان يثمر دوره في اطلاق سراح رهائن يحتجزهم ثوار فلبينيون في تحسين صورته الشخصية.
ويسعى القذافي الى اعلاء سمعة ليبيا واخراجها من العزلة التي فرضت عليها بعد حادث تفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988م.
وفي ابريل نيسان عام 1999م ازال الزعيم الليبي عقبات عدة بموافقته اخيرا على تسليم ليبيين اتهما بالتورط في الحادث لمحاكمتهما في هولندا بموجب القانون الاسكتلندي.
حينئذ قرر مجلس الامن تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا كما رفع الاتحاد الاوروبي عقوبات مماثلة لكن الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على ليبيا لا يزال قائما لاستمرار ارتيابها في القذافي.
وفي السنوات الاخيرة خفف القذافي الذي يحكم بلاده منذ الاطاحة بالملك ادريس السنوسي في انقلاب غير دموي عام 1969م من عدائه للغرب وخطبه عن مكافحة الاستعمار في مؤشر يعكس رغبة ليبيا التي يعتمد اقتصادها على النفط في الانفتاح على استثمارات اجنبية.
وفي العام الماضي استضاف القذافي قمة افريقية بمناسبة مرور 30 عاما على توليه السلطة خلالها تخلى القذافي عن حماسه السابق للوحدة العربية ونادى عوضا عن ذلك بقيام اتحاد افريقي,, وهي دعوة لم تثمر بعد.
ووسط ضجة اعلامية واضواء الكاميرات سلمت ليبيا يوم الثلاثاء ستة رهائن احتجزهم ثوار ابو سياف في جنوب الفلبين نحو اربعة اشهر الى حكوماتهم واختارت ان تجري وقائع الحدث في ثكنة بطرابلس قصفتها طائرات امريكية في 15 ابريل نيسان عام 1986م.
ولم يحضر الحفل القصير القذافي او ابنه سيف الاسلام الذي قامت مؤسسته الخيرية بالوساطة في مفاوضات مطولة مع ثوار مسلمين في الفلبين لكن وجودهما كان ظاهرا في لافتات وشعارات رفعت بهذه المناسبة.
ويذكر ان الغارات الامريكية على طرابلس وبنغازي التي قتلت فيها ابنة القذافي بالتبني كانت انتقاما من تورط ليبي مزعوم في هجوم بالقنابل على ملهى للرقص ديسكو تيك في برلين الغربية سابقا قتل فيه شخصان احدهما جندي امريكي.
وبعد 14 عاما نجح القذافي في احضار مسؤولين بارزين من المانيا وفرنسا وجنوب افريقيا ولبنان لتسلم الرهائن الست في حفل سلط الاضواء على دور ليبيا في المفاوضات المكثفة التي انتهت باطلاق سراحهم بعد اختطافهم في ابريل نيسان.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات ان ليبيا رتبت فدية مقدارها مليون دولار لكل رهينة ووافقت على تمويل مشروعات في جنوب الفلبين لكن ليبيا نفت دفع اي فدية للخاطفين.
واعربت الولايات المتحدة التي اضطرت يوما لتقديم اسلحة لايران مقابل الافراج عن رهائن امريكيين في لبنان عن استيائها مما تردد عن دفع ليبيا اموالا لاطلاق سراح الرهائن.
والآن اختطفت جماعة ابو سياف امريكيا من مدينة زامبوانجا في جنوب الفلبين وهددت بقتله كما تحتجز الجماعة سبعة رهائن آخرين وقال الوسيط الليبي رجب الزروق انه يعتزم العودة الى الفلبين بعد اسبوع لمواصلة الجهود لاطلاق سراحهم.
وأثارت وساطة ليبيا التي ابرزتها وسائل الاعلام شيئا من الاحراج للحكومتين الالمانية والفرنسية اللتين شعرتا بالامتنان لاطلاق سراح مواطنيهما وان كانتا في الوقت نفسه لا تفضلان المشاركة في حملة لتحسين صورة القذافي.
شكر وزير خارجية فرنسا اوبير فدرين ليبيا لكنه قال ان تطبيع العلاقات مع طرابلس بدأ قبل وقت طويل من ازمة الرهائن في جزيرة جولو.
قال فدرين مشيرا الى قرار الامم المتحدة رفع العقوبات عن ليبيا بدأ التطبيع مع ليبيا قبل عام ونصف العام ولذلك ليست له صلة بمسألة جولو ولا يعتمد عليها .
وكانت العلاقات بين فرنسا وليبيا جمدت في عام 1989 بعد حادث تفجير طائرة ركاب فرنسية قتل فيه 170 شخصا لكنها تحسنت قبل عام عندما دفعت ليبيا اكثر من 200 مليون فرنك 67,27 مليون دولار لعائلات الضحايا.
دفعت تلك التعويضات بعد ان اصدرت محكمة فرنسية حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة على ستة ليبيين منهم صهر القذافي عبدالله السنوسي بعد ادانتهم في الحادث.
وفي المانيا قالت مصادر قريبة من الحكومة ان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر مستعد للسفر الى طرابلس عندما يتم اطلاق سراح جميع الرهائن وهو امر منتظر خلال ايام.
وقال دبلوماسي غربي ان توجيه الشكر لليبيا وسط هالة دعائية هو ثمن متفق عليه مقابل وساطة القذافي بينما يعتقد خبراء في السياسة الخارجية ان العلاقات التجارية الضخمة بين المانيا وليبيا كانت عاملا مهما.
وبخلاف ايطاليا القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا فان المانيا هي ثاني اكبر شريك تجاري لليبيا وفي العام الماضي بلغت صادرات ليبيا لالمانيا وعلى رأسها الصادرات النفطية نحو 4,2 مليار فرنك 1,1 مليار دولار مقابل واردات من من ألمانيا قيمتها 907 ملايين مارك.
|
|
|
|
|