| شرفات
الجامع الأقمر من اصغر مساجد القاهرة المعزية، لكنه بكل المقاييس تحفة معمارية أصيلة, بناه الحاكم بأمر الله في وسط القاهرة في شارع المعز لدين الله الفاطمي.
ويقول المهندس سيد رشاد مدير الآثار الإسلامية السابق: إن أبا عبدالله محمد بن فاتك وزير الخليفة الآمر بأحكام الله أشرف على بناء الجامع الاقمر وقد دون اسمه مع اسم الامر في النصوص التاريخية التي كتبت على واجهة المسجد ويعتبر الجامع من المساجد المعلقة حيث كانت قد أقيمت تحته مجموعة من الحوانيت، وألحق به حوض لشرب الدواب، وواجهته الغربية مبنية بالحجر وهي أجمل واجهة إذ تحفل بالنقوش والكتابات الكوفية من آيات قرآنية ونصوص تاريخية كما اشتملت على مقر نصات وعقود مخصوصة تتوسطها دوائر مكتوب بها محمد واجملها الدائرة الكبيرة فوق الباب وقد كتب بها بسم الله الرحمن الرحيم إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ويتوسط العقد الايسر للباب دائرة كتب حولها بالكوفي محمد .
ويشير مدير الآثار الإسلامية السابق بالقاهرة إلى أن واجهة الجامع النادرة اتلفت بسبب التغييرات المناخية وظروف الطقس حيث فقد نصفها الأيمن وحل محله منزل، والنصف الأيسر يعتبر أول واجهة حجرية في مساجد مصر لأنها أقدم واجهة حجرية باقية في مصر رغم أن الشائع في المنشآت الفاطمية البناء بالطوب، إلا أن هناك بعض القصور الفاطمية كما وصفها ناصر خسرو عند زيارته لها في عام 439ه بأن لها جدراناً حجرية محكمة الانطباق على بعضها البعض حتى يتخيل للانسان انها منحوتة في صخرة واحدة وقد عثرت في انقاض قصر بشتاك المقام على رقعة من أرض القصر الكبير على قطعة من الحجر المنقوش عليها صورة سيدة على رأسها غزال، وقد تكون من مخلفات أحد أبواب القصر الفاطمي هي وقطعة حجر أخرى منقوشة.
ويشرح رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار المهندس عبدالله العطار مكونات المسجد فيقول: إن مسجد الأقمر صغير الحجم يؤدي إليه باب بارز قليلاً عن الواجهة له صحن مكشوف يحيط به 4 أيوانات أكبرها أيوان المحراب المشتمل على ثلاث أروقة بها أعمدة رخامية تحمل عقوداً فارسية مغطاة بقبوات صغيرة, أما الرواق أمام المحراب فهو أوسعها ويبدو أنه كانت توجد مقصورة خشبية على وجه هذا الرواق لأن أثر قوائمها باق في قواعد الأعمدة, وتغطية السقف بقبوات صغيرة سبقه إليها بدر الجمالي في بابي النصر والفتوح ووجدت في مشهد أخوة يوسف حول الصحن أمام قبة قلاوون ثم في خنقاه فرج بن برقوق بالصحراء ثم شاعت في المساجد العثمانية وفي كثير من مساجد البلاد التي تكثر بها الأمطار ثم رشيد ومطوبس وادفينا.
ويضيف العطار أن المحراب يقع في صدر المسجد وهو مكسو بالرخام الملون تعلوه لوحة تذكارية للعمارة التي أجراها بالمسجد الأمير يلبغا السالمي أما المنبر فقد أقيم ببساطة حيث كانت اخشابه مثبتة على قناطر مقدمة ظهرت تحتها نقوش فاطمية قديمة مكتوب بوسطها بالخط الكوفي الملك لله وبفحص جوانب المنبر من الداخل تبين وجود حشوات بها صور حيوانات تبلغ حوالي 25 قطعة فاطمية وتتميز صناعة النجارة بأنها دقيقة وتتمثل في لوحة يلبغا ذات النقوش الجميلة,
مشيراً إلى أن الجامع الاقمر يدخل ضمن مجموعات آثار شارع المعز لدين الله الفاطمي وعددها 37 أثراً والتي تشملها المرحلة الأولى لتطوير القاهرة الفاطمية بتكلفة 850 مليون جنيه.
|
|
|
|
|