|
| الريـاضيـة
والحديث المقرون بالفرح والاعجاب بالانجاز الكبير لمنتخبنا لكرة اليد وتأهله للمرة الثالثة على التوالي لنهائيات كأس العالم يجعلنا نتوقف امام مهندس هذا الانجاز الاستاذ محمد المطرود رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة اليد,, فهو يمثل تجربة ثرية لمعنى الطموح والتحدي,, وصورة مشرفة للقيادي المسؤول المدرك لحجم الثقة الغالية التي منحها له وجه السعد الامير سلطان بن فهد وقبله امير الرياضة والانسانية فيصل بن فهد يرحمه الله,, وقد بدأت معالم هذه الصورة في الظهور منذ لحظة ابتعاده عن رئاسة نادي الخليج وتفرغه التام لمنتخب اليد هاجسه الاكبر ومصدر الهام طموحاته العريضة,, نذر المطرود نفسه لاتحاد اليد ومنتخبات الوطن وللعبة القبضة الحديدية,, ولأنه يدرك تماما ان صناعة منتخب وطني قوي يبحث له عن موقع بارز على خارطة كرة اليد العربية والاسيوية والدولية يمر اولا من بوابة الارتقاء بمستوى اللعبة اولا على الصعيد المحلي,, وبالفعل,, بدأت كرة اليد السعودية تعلن عن نفسها كلعبة شعبية قابلة للتطوير المستمر وبدأنا نشاهد تغييرا جذرياً في ملامح الابطال,, فبعد ان كانت بطولات اليد دوري وكأس قصراً على الاهلي لسنوات طويلة,, دخل الخليج على الخط وتتبعه النور,, فالقادسية فالعروبة فالوحدة الذي نجح اخيرا في التربع على القمة وانتزاع بطولة الدوري الممتاز لكرة اليد الموسم المنصرم على حساب ثلاثي القمة الاهلي والخليج والنور,, وكان ذلك ابلغ دليل على تطور لعبة كرة اليد المتنامي والمستمر ورغم العواصف التي واجهها رئيس الاتحاد واتهامه صراحة بمحاربة الاهلي لصالح الخليج وغيرها من اتهامات اكدت الايام عدم صحتها,, ظل المطرود صامداً في وجه الريح,, متسلحاً بثقة الامير فيصل يرحمه الله وثقة الامير سلطان وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل ومسخرا كل جهوده وامكاناته وطاقته لبلوغ الهدف الاسمى,, زرع كرة اليد السعودية في عين الشمس وكانت البداية عام 97 عندما تحقق الانجاز الدولي الاول بتأهل منتخبنا الوطني الاول لكأس العالم لأول مرة,, وكذا تأهل منتخب شباب اليد لكأس العالم للشباب,, كانت تلك البداية الواثقة,, التي سجلت اول اطلالة لليد السعودية على الساحة العالمية,, وتكرر الانجاز عام 99 وتأهل المنتخب الوطني الاول لكأس العالم للكبار في مصر,, وكان الحضور في المرة الثانية افضل وأجمل,, واستمرت عجلة الانتصارات والانجازات,, وقد بلغت الذروة عندما اطلق المطرود فكرة تنظيم بطولة القارات على كأس الأمير فيصل بن فهد بمشاركة اكبر منتخبات العالم ووفاء لذكرى الامير الراحل,, وسرعان ما وجدت هذه الفكرة تأييدا ودعماً هائلا من الامير سلطان والامير نواف بن فيصل فهي الى جانب نبل فكرتها وسموها هي نافذة عملاقة يطل منها منتخبنا على افضل مدارس اليد العالمية وفرصة نادرة لكسب جرعات اضافية من الخبرة الدولية واقيمت البطولة وحققت نجاحاً هائلاً واصبحت واحدة من اكبر بطولات اليد العالمية وهكذا واصل المطرود مشوار الطموح والتحدي,, هدفه الاستراتيجي صناعة منتخب سعودي متطور يحظى بحترام اقطاب اللعبة قارياً ودولياً ويحسب له الف حساب,, وقد تجلى ذلك بوضوح في تصفيات كأس العالم في عمان, وشاهد الجميع كيف واجه سلسلة من محاولات ايقافه عبر الاتحاد الاسيوي ولجانه المختلفة وان شهد له الجميع بالتألق والتوهج ولولا مسرحية القرعة لانتزع بطاقة التأهل من عمان وليس من بانكوك,, ومن امام الكويت وليس من امام اليابان,, عموما الاخضر الحديدي قادم الى مونديال فرنسا العام القادم,, مؤكدا حضوره العالمي للمرة الثالثة على التوالي في اشارة صريحة لنجاحات المطرود قائد سفينة اليد السعودية وربانها الماهر, هذا الرجل اعطى كل شيء لعشقه الاول اليد السعودية نجح بامتياز في زرع اللعبة وهموم المنتخب في صميم اهتماماتنا وفرضها على ساحة الاعلام والوسط الرياضي وباتت اليد منافسة للقدم,, ولست ابالغ اذا قلت ان فرحة الجماهير الرياضية بتأهل منتخبنا لليد لنهائيات كأس العالم في فرنسا حملت بعض ملامح فرحة تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لمونديال 98,, وهذا دليل واضح على مكانة اليد وشعبيتها وانتشارها,, لاسيما في السنوات الثلاث الاخيرة,, والفضل بعد الله يعود لهذا الرجل وزملائه اعضاء الاتحاد خاصة ساعده الايمن نصر هلال,, فالمطرود عرف كيف يوظف دعم الامير سلطان والامير نواف وقبلهما الامير فيصل بن فهد يرحمه الله لاتحاد اليد بصورة مثالية ساهمت بفعالية كبيرة في تحقيق اهدافه وطموحاته كرجل مسؤول عن هذه اللعبة التي اصبحت واجهة حضارية مشرفة للرياضة السعودية,, جنباً الى جنب منتخبات كرة القدم والفروسية وألعاب القوى,, والقادم احلى.
|
|
|
|
|
