| أفاق اسلامية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه صاحب الرسالة الخاتمة بعثه الله رحمة للعالمين وهداية للناس اجمعين فهدى الله به الخلق عربا وعجما وجمع الله به الصف فآمن به بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الذي كان يلقب بالرومي فكانوا من اصحابه الكرام البررة الذين حملوا العلم لمن بعدهم فضلا عن فصائل العرب وقبائلهم التي حملت الرسالة بعد ان استضاءت قلوبهم بنورها فكان منهم ابو موسى وهو اشعري وكان منهم ابو ذر وهو غفاري وابو هريرة وهو دوسي ومنهم جرير بن عبدالله وهو بجلي والاقرع بن حابس وهو تميمي هذا فضلا عن الهاشميين والقرشيين والاحابيش من حولهم والثقفين وبني المصطلق هذا بالاضافة للاوسيين والخزرجيين ولا ننسى ان نذكر من النصارى تميم الداري ومن اليهود عبدالله بن سلام وغيرهم اضاء الله قلوبهم بنور الايمان فانطلقوا بالدعوة الى الله تعالى حملة للرسالة حملوها في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم فكان من الدعاة في حياته سفيره الى المدينة قبل الهجرة مصعب بن عمير ومن المفتين للنساء زوجاته ينقلن العلم عملا بقوله تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة وكان علي بن ابي طالب ومعاذ بن جبل رسله الى اليمن وكان له رسلا ارسلهم الى الملوك والامراء مثل دحية بن خليفة الكلبي الذي ارسله الى قيصر ملك الروم وحاطب بن ابي بلتعة الذي ارسله الى المقوقس عظيم القبط وعمر بن امية الضمري الى النجاشي ملك الحبشة وعبدالله بن حذافة الى البحرين ثم الى كسرى ملك الفرس وغيرهم من الرسل والرسالات الى الملوك والامراء لدعوتهم للاسلام ثم كان الصحابة حملة مشاعل العلم من المدينة الى آفاق الارض فدخل الناس في دين الله افواجا فلم تنته الخلافة الراشدة ثم الدولة الاموية إلا والاسلام قد دخل بلاد الصين والهند وتخطى الى العالم الحديث قبل ان يكشفه المحدثون الذين نسبوه الى انفسهم وتعمدوا اخفاء اثر المسلمين في كشوفهم والاسلام دين رب العالمين انزله من السماء هداية لاهل الارض فاذا كان الماء المنزل من السماء حياة لابدانهم وحيواناتهم فان الوحي حياة لارواحهم فان فقدوا الوحي عادوا كالانعام بل اضل.
فالدعوة الاسلامية واجب شرعي على كل مسلم لقوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وهي اصل خيرية الامة لقوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولما كان التعاون لاقامة العمل الدعوي ودعمه واستمراره يندرج تحت قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان فكان لانشاء الجمعيات والمؤسسات الاسلامية من الاهمية البالغة بين الاهداف الشرعية ما ينبغي الحرص عليه والعمل على تنسيقه خاصة في البلاد التي لا توجد بها جهات حكومية كوزارات الاوقاف والعدل والشئون الاسلامية في غالب بلاد المسلمين.
لذا فان انشاء هذه المؤسسات والجمعيات دور هام للقيام بمهمة الدعوة في بلاد يعلوها الفكر فيسيطر عليها ويشوه الاسلام في نظر جماهير الناس عندهم وقد يسهم في ذلك جهل كثير من المسلمين المغتربين بتلك البلاد او شدة حاجتهم للعمل والكسب المادي لذا كانت مهمة هذه الجمعيات ودعمها وترشيد عملها وحمايتها من العقائد المنحرفة والضالة التي يدفع الشيطان اصحابها للدعاية المستمرة لها.
هذا والمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا قد حباهم الله بالارض المقدسة والحرمين الشريفين ووهبهم قيادة سلفية ودعوة شرعية خالية من البدع ترجع اصولها الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب والامام محمد بن سعود اللذين جدد الله بهما الدعوة الاسلامية ثم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجعل الجنة مثوانا ومثواه الذي قضى الله تعالى بجهوده على البدع التي تفشت وانتشرت ونشر به السنة في ارجاء البلاد التي كانت محط انظار المنحرفين يريدون نشر ضلالاتهم فصارت منارة للتوحيد والدعوة الاسلامية الصحيحة وفتح الله بذلك بركات من السماء والارض عليهم فكانوا اهل عرفان وحفظ للنعم بالبذل في سبيل الله تعالى ووجوه الخير نسأل الله تعالى ان يديم عليهم عمل المعروف وان يزيدهم بذلا في الخير وان يجري الخير الكثير في تلك البلاد ويجعل المملكة حكومة وشعبا زاخرا للاسلام في الدنيا ويجزيهم نعيما مقيما في الآخرة.
وان قيام المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمساعدة المؤسسات والجمعيات والمراكز الاسلامية في اوروبا وامريكا وغيرها من بلاد المسلمين بتنظيم المنتديات العلمية لدفع حركة الدعوة الاسلامية دفعا موجها بعيدا عن البدع والخرافات هذا الدور الهام للتعريف بالاسلام له الاثر الملموس في حفز هذه الجمعيات والمؤسسات للقيام بدور قوي رشيد ويظهر ذلك في الاعداد الغفيرة التي تدخل الاسلام وفي نشاط المؤسسات الدعوية من الجمعيات والمدارس الاسلامية التي تحافظ على ابناء المسلمين من الذوبان في الامم الكافرة وتقلدهم في العادات المخالفة للاسلام.
وان الملتقى لهذا العام اذ يكون بعنوان الجمعيات والمراكز الاسلامية في اوروبا نظمها اهدافها اثرها اختيار موفق للنقل خبرات العمل الدعوي الى هذه المؤسسات التي تحمل عبء الدعوة في اجواء صعبة ومشاكل متشعبة وسوف يكون لذلك الملتقى باذن الله تعالى من الاثر العلمي والتعاون العملي ما يرفع ويرشد من مهمة الدعوة الاسلامية حتى نحافظ على المسلمين وابنائهم في تلك البلاد ونزيد من اعداد الداخلين الى الاسلام من جديد ونبعد شبح البدع والخرافات ونزيل ما يلصقه كثير من الكافرين بالاسلام والمسلمين تاريخا ووقعا ونعرف بالشرع الشريف وبمدى حاجة الاوروبيين لذلك الدين والله نسأل ان يوفق الجميع الى الخير والرشاد والسداد والله من وراء القصد.
* رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بمصر
|
|
|
|
|