| العالم اليوم
طغت قضية القدس الشرقية والسيادة عليها على غيرها من القضايا المهمة الاخرى التي يختلف الفلسطينيون والاسرائيليون عليها بشدة، كقضية عودة اللاجئين والمستوطنات الاسرائيلية، وحدود الدولة الفلسطينية، وقد تركزت الاحاديث والمباحثات على ايجاد حل لقضية القدس التي يرى الجميع بأنها ستكون مفتاح الحل النهائي، فأما ان يتحقق سلام دائم او تندلع الحرب.
وقد تعددت الاقتراحات والحلول حيث تداولت في الايام الاخيرة العديد من هذه المقترحات التي تحاول التقريب بين الموقفين، الفلسطيني الذي يطالب ومعه العرب واغلبية المسلمين على تطبيق قرارات الشرعية الدولية باعادة القدس الشرقية بمقدساتها الاسلامية والمسيحية التي تضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة والمسجد العمري، وان تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين مقابل التسليم بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل.
اما الاسرائيليون فيحاولون الابقاء على سيطرتهم السياسية على القدس الشرقية ومشاركة الفلسطينيين المشاركة الادارية والحصول على موطئ قدم يقود الى مشاركتهم في المسجد الاقصى لبناء هيكلهم المزعوم في احدى ساحات المسجد.
ويتداول الفلسطينيون والاسرائيليون مقترحين امريكياً ومصرياً لحل قضية القدس، المقترح الامريكي الذي نشرته صحيفة هآرتس امس والذي يقترح تقسيم منطقة الحرم القدسي الى اربعة اقسام بصياغات سيادة مختلفة، والمقترح الامريكي يتوافق الى حد ما مع ما تريده اسرائيل بالحصول على اعتراف فلسطيني بمشاركتها بملكية المسجد الاقصى، حيث تسعى الى بناء كنيست يؤسس لاعادة اقامة الهيكل المزعوم والاسرائيليون لا يزالون يسمون منطقة المسجد الاقصى بمنطقة معبد الهيكل ومن خلال الاقتراح بتقسيم ساحة المسجد الاقصي الى أربعة أقسام قسمٌ منها يبنى عليه معبد الهيكل اليهودي,,!!
اما المقترح المصري الذي كشفه امس وزير الخارجية عمرو موسى الذي يتركز على اعلان القدس بشقيها الشرقي والغربي مدينة مفتوحة وعاصمة لدولتين اسرائيلية في القدس الغربية وفلسطينية في القدس الشرقية.
واضاف موسى بعد لقاء بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ان الموقف المصري يقوم على ضرورة بحث موضوع القدس ككل، العاصمة، الارض الفلسطينية، القدس الشرقية، المسجد الاقصى، الاماكن الاسلامية، والمسيحية المقدسة، وفكرة المدينة المفتوحة والعلاقات بين العاصمتين الفلسطينية والاسرائيلية، كل ذلك مطروح .
ونفى وزير الخارجية المصري معلومات اوردها مصدر اسرائيلي حول اقتراح مصري بوضع الاماكن الاسلامية واليهودية المقدسة تحت سيادة دولية، وان تبقى السيادة على القدس الشرقية من دون حل في الوقت الحالي.
وقال موسى في هذا الصدد ان هذه المعلومات اختراع لا اساس له، فالقدس عبارة عن حزمة واحدة وكما ان هناك سيادة اسرائيلية على القدس الغربية يجب ان تكون هناك سيادة فلسطينية على القدس الشرقية، وهذا منطق العدالة ومنطق القرار رقم 242 وباقي القرارات التي تتعامل مع موضوع القدس .
وختم قائلا لا تنازل ابدا فيما يتعلق بالقدس الشرقية الفلسطينية العربية كعاصمة للدولة الفلسطينية .
وهكذا يتضح ان المقترح المصري اكثر ترجمة للموقف الفلسطيني والعربي والاسلامي، مثلما يترجم المقترح الامريكي المطالب الاسرائيلية، الا ان المقترح المصري يتوافق مع قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية بدءاً من قرار التقسيم الى القرارين 242 و 338، كما ان المقترح المصري يتطابق مع المنطق والعدل.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|