أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 31th August,2000العدد:10199الطبعةالاولـيالخميس 1 ,جمادى الثانية 1421

العالم اليوم

وزراء الخارجية العرب يناقشون الأسبوع القادم سبل التشويش على أقمار التجسس الإسرائيلية
حرب التجسس الفضائي ضد دول الشرق الأوسط ومشروع تل أبيب يزيدان المخاوف العربية
* القاهرة مكتب الجزيرة علي السيد
وسط مخاوف عربية متزايدة من تنفيذ اسرائيل لمشروعها الجديد الخاص ببيع اسرار الشرق الاوسط العسكرية والاستراتيجية للدول والهيئات الاجنبية يبحث وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الاحد القادم ملف التجسس الفضائي على الاهداف والمنشآت العربية، ويأتي استعراض هذا الملف المدرج على جدول اعمال مجلس الجامعة العربية منذ اكثر من عامين مع اقتراح تضمنته مذكرة العرض الجديدة بتعديل عنوان الملف من (التجسس الفضائي الصهيوني) الى (التجسس الفضائي الاسرائيلي).
ويكتسب الموضوع اهمية خاصة بعد قيام اسرائيل في الايام الاخيرة بعرض فيلم تلفزيوني يتضمن صورا تم التقاطها لمفاعل ديمونة النووي بواسطة الاقمار الصناعية وهي الصور التي تذاع لاول مرة الامر الذي يعتبره المراقبون مقدمة لإقدام اسرائيل على تنفيذ مشروعها ببيع اسرار المنطقة العربية والشرق الاوسط عبر اقمارها التجسسية.
وخطورة المشروع الاسرائيلي الجديد انه يختص بتصوير الاهداف المطلوبة بكل دول الشرق الاوسط وبيعها للاجانب ما عدا الاهداف والمنشآت الخاصة باسرائيل, وكانت هيئة الصناعة الجوية الاسرائيلية قد انشأت لهذا المشروع الذي يدر 6,2 مليار دولار سنويا لاسرائيل شركة مع الولايات المتحدة لاعداد برنامج مكون من ستة اقمار صناعية تغطي مساحة الكرة الارضية.
لم تقلل التبريرات التي ترددها اسرائيل التي تصف مشروعها بانه مدني من مخاوف بعض الاسرائيليين من تزايد نشاط المنظمات الارهابية في المنطقة بعد حصولها على صور اقمار صناعية عن المواقع الاسرائيلية خصوصا وان تلك الصور سوف تقوم اسرائيل ببيعها لمن يدفع الثمن بشكل غير قانوني.
وعلى خلاف سياسة الفضاء المفتوح التي تنتهجها دول الشرق الاوسط في السياق الاعلامي تصر اسرائيل على توظيف اقمارها الصناعية لاغراض تجسسية، حدث هذا بدءا من القمر (عاموس) الذي صنفته اسرائيل بانه قمر للاتصالات الا ان صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اشارت في عددها الاسبوعي الصادر يوم 10 مايو 1996 الى ان رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية الموساد ويدعى مائير عامير في الفترة من 63 الى 1968 كان هو الاب الروحي للقمر عاموس.
وتضيف الصحيفة الاسرائيلية انه في عام 1982 عندما كان عاميت يعمل في الاجهزة الامنية باسرائيل اقترح انتاج قمر صناعي للتجسس ثم عين عاميت وزيرا للاتصالات في الحكومة الاسرائيلية فعمل على جمع تبرعات من يهود امريكا وبالفعل جمع 5,3 ملايين دولار امريكي للمشروع الذي جاء بعد سلسلة اقمار التجسس افق 1 ، وافق 2، وافق 3.
وكانت اسرائيل قد عجلت بتنفيذ مشروعها بعد عام 1996 الذي شهد حرب اقمار صناعية شرسة تسببت فيها امريكيا وتصارعت بشأنها اسرائيل والدول العربية.
وذلك في ضوء ما اعلن عن نية امريكا في بيع ملفات اقمارها الصناعية مقايل 8,16 دولار امريكي للفيلم الواحد بما في ذلك ارساله بالبريد للمشتري وتبين ان ملفات الاقمار الصناعية الاسرائيلية تحتوي على صور القواعد العسكرية العربية وقواعد اسرائيل كذلك.
فزعت اسرائيل عندما علمت ان ملف مفاعل ديمونة النووي ضمن الافلام المعروضة للبيع وكان نتنياهو في شهر حكمه الاول فطلب من وزارة الدفاع الامريكية منع بيع هذه الصور واستجاب البنتاجون لطلب اسرائيل، كما قام بحجب أفلام المنشآت العسكرية لبعض دول الشرق الاوسط بعد احتجاج الدول العربية.
وحتى لا تتعرض اسرائيل لمثل هذا الموقف مرة ثانية قررت ان تأخذ زمام المبادرة وتنفذ هذا المشروع لحسابها الخاص الامر الذي يدفع وزراء الخارجية العرب الى البحث في كيفية التشويش على هذه الاقمار التجسسية.
واشارت مصارد دبلوماسية عربية بالقاهرة الى ان قرار اعادة عرض الموضوع في دورته الجديدة 114 لجامعة الدول العربية والتي تمتد لستة اشهر تبدأ من الاسبوع القادم جاء تلبية لرغبة الدول العربية حيث اعربت اكثر من دولة عربية عن انزعاجها من سباق الفضاء الذي اعلنته اسرائيل على الدول العربية بما يحويه هذا السباق من خطر نووي قضائي اسرائيل يهدد شعوب المنطقة.
وقد دفع هذا الكابوس الجامعة العربية الى إحالة الملف الفضائي الاسرائيلي الى اللجنة العربية المكلفة برصد النشاط النووي الاسرائيلي لإعداد تقرير حول خيارات الدرع العربي نظرا لارتباط اقمار التجسس الاسرائيلية بصواريخ مجهزة لحمل رؤوس نووية.
والى ان تنتهي اللجنة العربية من بحث خيارات الردع العربي لهذا الخطر تقدمت ليبيا بمشروع لتوحيد الفضاء العربي واتخاذ تدابير عربية موحدة في هذا الشأن لمواجهة التهديدات الاجنبية المتزايدة للأمن الفضائي العربي وذلك بعد ان قررت اسرائيل عرض اسرار المنطقة للبيع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved