| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
الزواج هو سنة الحياة وهو رباط ينمي الإحساس بالمسؤولية بين الطرفين وهو واجب على كل مسلم,
وبالزواج يحس كل طرف من الطرفين بقيمة الحياة وبقيمة نفسه وهو غاية كل شاب وشابة والرسول الكريم قد حث عليه ووجه إليه لأنه حصن ووقاية للزوجين من المخاطر المحدقة والتي أصبحت كالليل المظلم في زمن المغريات وكثرة المشاكل الأخلاقية ونجد ان اغلب الشباب الآن متخوف مما قد يحصل بعد الزواج من مشاكل لا يعلم عنها بل انه قد يتخيل ما قد يحدث من خلال ما يسمعه عن الطلاق وعن المشاكل الزوجية ولكن هذا لا يمنع من الزواج لأنه قد لا يواجه ما يواجهه الآخرون في حياتهم.
ولأن الطلاق كثر هذه الأيام والأسباب لم تعالج وقد تكون سهلة وبسيطة إذا ما حلت بطريقة ترضي الطرفين.
كما أن اختلاف المواصفات لدى الطرفين أصبحت عائقا من عوائق الزواج وسبب من أسباب العنوسة وهذه المواصفات أصبحت مسيطرة على عقول وأفكار شباب وشابات هذا الجيل فأصبحت الفتاة لها مواصفات خاصة في فتى أحلامها فمثلاً تريده شاباً وسيماً متعلماً وغنياً كما أن للشاب مواصفات في فتاة أحلامه بأن تكون جميلة مثقفة مُدرسة وغنية وكل واحد له مواصفات يريد أن يجدها في شريك عمره.
وقد تختلف نظرة كل منهما للآخر بعد الزواج وتظهر المشاكل وقد لا يوجد لها حل سوى الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله وبذلك تتحطم أحلام كل واحد منهما بسبب تعنتهما الذي من خلاله ننطلق في السعي للحلول التي تقلل من نسبة ظاهرة الطلاق واعتقد ان الزواج إذا بني على أسس سليمة مهما واجتهما من منغصات سيتغلبان عليها بالصبر وعدم التعنت, فعندما يتقدم شاب لخطبة شابة مثلاً يسأل عن أهلها وعن أخلاقها وعن دينها فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك, هذا توجيه من سيد الأمة ينبغي علينا الاقتداء به والتمشي بموجه لأن فيه فائدة للطرفين.
فإذا بحث كل شاب عن شريكة حياته فلا بد أن يكون همه الأول دينها وأخلاقها وان لا ينساق وراء الأشياء الفانية مثل المال والجمال فالجمال بعد سنين قد يتغير والمال قد يضيع بين اللحظة والثانية ولا يبقى إلا الدين والأخلاق وهو ما يجب ان تتحلى به المرأة المؤمنة وكذلك الرجل المؤمن وعلى أهل الزوجة كذلك أن يسألوا عن الزوج الذي يرضون بدينه وأخلاقه وبذلك يتحقق الزواج المتكافئ بغض النظر عن كافة المغريات الأخرى.
وقد كتبت عن الزواج وعما يمارس من بعض الأباء من أمور تعجيزية في وجه الشاب الراغب في الزواج من شروط تقف حجر عثرة في طريق سعادة بناتهم في بعض الصحف المحلية والآن أذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بخطر العنوسة على المجتمع والشيء الذي يلوح في الأفق ويبعث الأمل في حل مشكلة العنوسة وهو أن الأباء وفقهم الله بدءوا يحسوا بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وذلك من خلال وعيهم وإدراكهم بأن الزواج حق مشروع وهو ما حث عليه الدين الإسلامي وليس عيباً ان يسعى الإنسان في البحث عن زوج لابنته صالح يرتضي دينه وخلقه لأن السلف الصالح هم قدوتنا في ذلك, ورغم التجارب من بعض الواعين والمدركين لبواطن الأمور في تقنين المهور وتسهيل أمور الزواج إلا أن نمسبة العوانس مازالت مرتفعة في المجتمع السعودي والدليل على ما أقول هو ما قامت به الأستاذة: ليلى عواجي, المهتمة بشؤون الأسرة والزواج من دراسة كشفت ان أكثر من خمسة عشر ألف فتاة في سن الزواج معظمهن بدأ يراودهن اليأس لا زلن عانسات في إحدى مدن جنوب المملكة, والفتيات المشار إليهن تتراوح أعمارهم بين 25 35 سنة وأوضحت الدراسة التي أعدتها الأستاذة ليلى عواجي, ان جشع الأباء والمغالاة الرهيبة في المهور وتكاليف الزواج في هذه المدينة وراء تنامي نسبة العنوسة في أوساط الفتيات واللآتي شملهن الاستطلاع ودعت الدراسة أولياء أمور الفتيات الى عدم المغالاة في تحديد المهور لتشجيع الشاب على الزواج وبالتالي التخفيض من حدة العنوسة وهذه الدراسة تدعونا للمناشدة بتوعية شاملة عبر وسائل الإعلام بمختلف فئاته لمناشدة أولياء الأمور في تخفيض تكاليف الزواج وتحديد المهور التي قد تساعد على إقبال الشباب على الزواج.
كما أنه حلل للمرء أربعا إن كان يستطيع أن يعدل بينهن وأدعو للتعدد لما فيه من الخير والفلاح للفرد والمجتمع مع الاستطاعة والاقتدار فإذا أقدم على الزواج والتعدد لا بد أن يكون مهيئاً نفسياً ومالياً وبدنياً لان التعداد يقلل من نسبة العنوسة في المجتمع, وختاماً نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
محمد علي عطيف جازان بيش
|
|
|
|
|