| مقـالات
في خطوة واعية ليست غريبة على هذه العناصر المثقفة التي يضمها مجلس الشورى صدرت توصية بتحويل بعض المؤسسات الإعلامية إلى إدارات عامة لا تخضع للروتين والاجراءات الرسمية الجافة حتى تتسم خطواتها بالمرونة في مواجهة متطلبات المرحلة التي يجتازها الاعلام بصورة عامة, إن وسائل الإعلام إذاعة وتلفزيون ووكالات إعلام تطور عطاؤها عقب ثورة الاتصالات وسهولة إيصال المعلومة عبر هذه المحطات الفضائية مما جعلها سلاحا ذا حدين يستطيع ان ينشر المعرفة المفيدة للمستمع والمشاهد أو ينثر المفاهيم الهابطة بين المتلقين مما يجعل التصدي لهذه العوامل ضرورة وطنية تكرس لها كفاءات متفتحة قادرة على تلمس الوسائل الكفيلة بشد المتلقي إلى برامجها بعطاء مفيد يتمشى مع التطور الزمني دون ان يشوه باجتذابه عنوة ذلك ان الاقناع العلمي هو الوسيلة الحديثة لاستقطاب الجماهير العريضة التي تتابع هذا الزخ الغامر من المنجزات والسبيل الى تكريسها لخدمة الثقافة العامة, والوسائل الاعلامية تحتاج كما أسلفت الى عقول واعية للرسالة الاعلامية من منظور حديث يضع في اعتباره تقبل المتلقي للعطاء المتناغم مع المسيرة الحضارية دون ان يغرقه بسيل من المحذورات الجافة, فالعقل في بساطة تفكيره يقترب مع الشواهد والامثلة الحية لا التي تغرقه بالمخاوف والزجر البليد، التي لا تتعاطف مع نظريته البسيطة الى الاشياء من منظور واقعي يتلمسه في حياته اليومية بل أكاد أقول ان العناد والرفض قد يكونان موازيين للاقناع متعاطفين معه.
والامكانات الرسمية القائمة لا تستطيع ان تتمشى مع المرونة المطلوبة في هذه المرحلة لانها تصدر عن نظرة تخطاها الزمن كما انه لا يليق بها احيانا ان تتخلى عن طبيعتها الثقافية والنظامية, ولست أدعو بهذا ان تهبط وسائلنا إلى منحدرات ما نشاهده على هذه الشاشات الفضية كل يوم لاننا نحترم رسالتنا ومكانتنا الاجتماعية في العالم ونحرص على التمسك بها بيد ان المرونة لا تتعارض مع الكياسة والوعي المترفع حتى نستطيع ان ننافس ولا يخفى بأن الوسائل الاعلامية الغربية الناجحة لم تصل إلى هذا المستوى دون دراسة وأبحاث علمية رصدت بها تقبل المتلقي للبرامج التي تستهوي ذائقته والتي تنطوي على الايحاء والاغراء السلس ولهذا أصبح التعامل مباشرة ما بين تلك الوسائل والمتلقي مع تنوع ما يستهويه منها ويجذبه إليها فهل تؤمن الاجهزة الاعلامية لدينا بهذه الحقائق وتتعامل معها من منظور علمي حديث يستهدف بالدرجة الاولى تغيير نهجها وتجنيد الكفاءات عن طريق الابتعاث واستقطاب الكوادر المهيأة علميا لتولي هذه المسؤولية, ذلك ما ننتظره باستحداث المتغيرات الجذرية في مراكز هذه الأجهزة حتى يأتي العطاء متوافقاً مع متطلبات المرحلة الجديدة,.
والله الموفق.
|
|
|
|
|