| مقـالات
نحتاج أحياناً أن نحني رؤوسنا أمام العاصفة كي لا تجرفنا معها في طريقها إلى مجهول لا نعرف مصيرنا معها أو إلى طريق مظلم لا نعرف نهايته!
ونحتاج أحيانا أن نتنازل قليلا كي نحصل على جزء مما نريد أو نحتفظ بجزء مما لدينا كي لا نخسر كل شيء وحينها نقول ليتنا قبلنا بالقليل!
ونحتام إلى ان نسكت احيانا ونغض الطرف كي نبعد عن المشاكل ونعيش في سلام!
بل اننا نحتاج أحيانا إلى أن نؤنب أنفسنا ونعاتبها ونعاقبها ونحاسبها قبل أن يأتي هذا التأنيب والعتاب والعقاب والمحاسبة من أناس لا يستحقون أن يحاسبونا أن ينصِّبون أنفسهم على أنهم أفضل منا في حين نعلم نحن تماما أنهم أقل من ذلك بكثير ونحتاج ونحتاج,نعم نحتاج أن نعرف أنفسنا أكثر وأكثر وأن نسمو بتفكيرنا أكثر وأكثر وان نرتقي بذوقنا أكثر وأكثر، بل الأكثر من ذلك، نحن بحاجة لمن يحل مشاكلنا ويستهلها بدلاً من ان يزيدها تعقيداً، ويزيد الطين بلة! نريد من يخفف من آلامنا ومعاناتنا لا من يزيدها إيلاما ويفتح جراحا جديدة نحن في غنى عنها ! أو ينبش جراحا قديمة كادت ان تلتئم.
نحن باختصار، لدينا ما يكفينا من الهموم والمشاكل والمعاناة البعض منا بالطبع ولا نريد من يأتي ويكمل الناقص أليس كذلك.
وقد يقول البعض، ولكنك بطريقتك هذه وفتحك لموضوع كهذا تكون كمن يكمل الناقص فينا إذا كنا بالفعل نشعر بحدة المشكلات وشدة الألم وقسوة المعاناة! وقد يكون هذا صحيحاً وربما ورطت نفسي بالفعل دون أن أدري، ولكن حسبي أنه نوع من المصارحة والمكاشفة مع النفس التي نحن بحاجة إليها كي نعرف من نحن وما هي الأرض التي تطأ أقدامنا عليها,, إلى غير ذلك من الأمور الأخرى الهامة، أو ربما أعتقد بأنني أمون قليلا عليكم!
ونحن حينما نستخدم سياسة الانحناء والتنازل والسكوت وغيرها من تلك السياسات التي نضطر معها إلى خفض رؤوسنا أمام العاصفة أو التنازل عن جزء غال من أحلامنا وطموحاتنا وحقوقنا، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا انهزاميون أو سلبيون أو أننا أصبحنا ضعفاء للدرجة التي تمنعنا من المواجهة وتجعلنا نتخلى عما نملك أبدا! وإن كان هذا صحيحا في بعض الأحيان ومع بعض الأشخاص!
أبدا فليس هذا هو السبب وحسب، ودائما نحن نقوم بذلك لان الواقع أكبر منا، ولأن الحقائق لا يمكن الاستمرار في إخفائها إلى الأبد أو النظر إليها نظرة قاصرة وسطحية, صحيح اننا نقوم بذلك لأنه ليس لدينا بديل آخر أو قلة الحيلة إن شئت ولكن الحقيقة أيضا أننا نريد أن نثبت لأنفسنا أولاً وقبل أي شيء آخر أننا أقوياء ولا نتنازل أو نستسلم بسهولة، بل لنثبت لأنفسنا أيضا أننا ما زلنا باقين على ما في أيدينا ومتمسكين به حتى ولو بجزء منه إذا اضطر الأمر.
ونحن حينما لا نستسلم بسهولة عما في أيدينا وحوزتنا حتى لو كان هذا الشيء حبا صادقاً، نكون بذلك أشبه بيدين متصفاحتين أثناء وداع لا تريد كل منهما إنهاء المصافحة فكل واحدة متمسكة بالأخرى ومتشبثة بها, فترى كل يد تودع اليد الأخرى ببطء وتنسحب بهدوء إلى أن تلامس أصابع كل اليد أصابع اليد الأخرى حبا وشوقا وخوفا من فراق دائم، لأن صاحبها عزيز عليها.
وهكذا نحن حينما نشعر بالخوف ممن يريد أن يأخذ أغلى ما لدينا أو يساومنا فيه، نتمسك بهذا الشيء أو ذلك الإنسان الذي نحبه حتى آخر قطرة منا ونرضى بالقليل منه لو اضطررنا خشية ان نخسره كله، وان كان هذا قاسيا على قلوبنا ومؤلما على نفوسنا ولكن أيهما أفضل بعض الشيء أو الحرمان منه؟ ألا يكفينا منه وجوده بيننا وحديثه معنا وشعورنا انه قريب منا من وقت لآخر.
بل ألا يكفي هذه المشاعر الصادقة التي أحسسناها يوما وما زلنا نحسها ان نبقي على ذكراها العطرة وان نحس أننا ما زلنا نحتفظ بشيء جميل خرجنا به من هذه الحياة، وما عسى هذا الشيء الجميل ان يكون أكثر من شعورنا بقربنا ممن نحب وتحقيقنا لما نريد أو حتى جزء منه بل ماذا عساه أن يكون أكثر جمالا من شعورنا بأننا حققنا ولو شيئا بسيطا من حقوق ربنا علينا!
والأمثلة على ما نقول كثيرة ولا شك، وكلها تدل دلالة مباشرة وغير مباشرة على أننا في ظروف صعبة لا نريد تحمل المزيد من الألم والمعاناة حتى من التذكير بتلك الأشياء التي نخشى حدوثها أو الاستمرار فيها.
فحينما يرزقني الله بمصيبة ما وتظل هي شغلي الشاغل وهمي الوحيد، فإنني لست في حاجة لمصيبة أخرى أو هم آخر, وحينما أكون في ضائقة مالية شديدة فإنني لست بحاجة لمن يطالبني بإعطائه المال وبالذات الكثير منه,بل حتى المرأة حينما تعرف أنها ممن لا تلد إلا ولادة قيصرية أو ممن تلد ولادة مبكرة فهي ليست بحاجة لمن يسألها عن موعد الولادة من حين لآخر لان هذا سوف يذكرها بمخاوف معينة هي في غنى عنها حتى تلد بالسلامة, ومن لديه طفل معوق مثلا، فليس بحاجة لمن يذكره من حين لآخر بأن يكون لديه أخ أو أخت بأسرع وقت لأن مخاوفه من تكرار التجربة كفيلة بأن تجعله يفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ مثل هذا القرار على الأقل لفترة من الوقت, وكذلك الأمر حينما يتعلق بارتباطك بشخص ما وحبك له فأنت لا تريد أن تسمع حتى منه ما يشير إلى غيابه أو سفره لفترة طويلة لأن ذلك يثير فيك أحزاناً كثيرة.
وكل ما أشرنا إليه يمكن أن ينطبق عليك أيا كان وضعك الاجتماعي وأيا كان عمرك أو جنسك لأنه مرتبط بك كإنسان فهل تريد الآن من يكمل الناقص معك, دعني أقول لك وأذكرك بموضوع ما,,والا تدري لا داع دعها تكون من غيري وليست مني فيكفيك ما أنت فيه!
وهنا ,, لا تكون بحق.
قد أكملت الناقص فحسب,.
بل قضيت على ما تبقى من أمل!
قضيت على البقية الباقية!
إن كانت هناك بقية!
***
فأرجوك.
يكفيني ما لدي.
لا أقوى تحمل المزيد,.
فلست بناقص!
لتكمل همي!
لتعجِّل بنهايتي!
***
كل ما أطلبه منك,.
أن تترفق بي,.
ألا تقسو علي
ألا تصدمني,.
بتصرفات لا أستطيع تقبلها
منك أنت!
وبقرارات لا أقوى عليها.
بمفردي!
***
همسة
وإن أردت أن تكمل الناقص.
فقل لي خبراً لا أريده
خبر لا أطيق سماعه!
أو قل لي قراراً قاسياً!
لا طاقة لي به.
لم أهيئ نفسي له.
لا أعرف كيف أتعامل معه!
***
وإن أردت نهايتي ,.
فقل إني لا أريدك!
لا أريد الاستمرار معك!
يكفي إلى هنا!
***
قل لي إن شئت.
إني راحل عنك.
إلى غير رجعة.
فهذا آخر ما بيننا.
هذا آخر عهدنا.
آخر يوم لنا.
***
فإن لم يكن من أجلي.
فمن أجل ما أكنه لك.
في نفسي.
من ود صاف!
من أجل ما أحمله لك.
في قلبي.
من حب صادق!
من أجل ما اختزنه لك.
في روحي
من مشاعر جميلة,,!
ومن أجل ما أحتفظ به لك
في ذاكرتي.
من ذكريات لا تنسى!
|
|
|
|
|