| عزيزتـي الجزيرة
(محمود أبو الهنُّود) مجاهد فلسطيني ضرب مثالا في البطولة ليلة 26/5/1421ه (26/5/2000م) في بلدة عصيرة الفلسطينية ولو كانت بطولة محمود أيام الأعمال الفدائية الفلسطينية وانتفاضة الحجارة لأبرزته وسائل الإعلام العربية كما أبرزت أبطال الجهاد الفلسطيني فيما قبل قمة مجمع داود الأولى كامب ديفيد ، ولكن حسب محمود انه قاد معركة طرفها فرد واحد هو محمود أبو الهنود في مقابل جحافل من جنود الاحتلال أُعدت لمقابلة جيش وليس لمقابلة فرد، كما صور ذلك د, سعد بن عطية الغامدي في قصيدته إليك يا محمود المنشورة في جريدة الجزيرة يوم 29/5/1421ه حينما قال:
جاؤوك بالمئين ناقمين حاقدين
يامحمود
جاؤوك بالبارود
بالزناد، بالبارود
بالمروحيات تقاطروا
وفي الظلام غامروا
وبالعيون والآذان سافروا
وبالمخبرين الغائبين والشهود
الغادرين بالجوار
الناقضين للميثاق
الناكثين للعهود
قامت قوات الاحتلال بفرض طوق على المنزل الذي كان يختبئ فيه، وكانت الطائرات تلقي قنابل ضوئية على القرية وبخاصة منزله، وشارك في المعركة قوات مظليين، وطائرتان مروحيتان، وفرقة مدرعات ومشاة وفرقة من المستعربين طوقت المنازل المجاورة ثم البيت الذي سينام فيه، وكل هذا الحشد العسكري لمواجهة فرد واحد لا يعلم بما يدبر له بدءا من دلالة الجواسيس على مكانه حتى تطويقه بهذه الحشود من السماء والأرض ولم يكن بحوزته سوى سلاحه الشخصي.
ولما شعر بالتحركات قبل اقتحام المنزل انتقل الى الارض المجاورة، ومنها اطلق النار على المعتدين فقتل منهم 3 وجرح 9 واصابته 3 طلقات في كتفه، ثم بدأ الزحف عبر الجبال والوديان لأكثر من كيلين حتى وصل نابلس حيث توجه الى المستشفى الانجيلي العربي مفيدا ان اصابته من اطلاق نار من عرس في قريته وهو عرس فعلا ولكنه للبطولة.
لم تبك ام محمود بل ظهرت صورتها وهي ترفع يديها الى السماء شاكرة الله الذي انقذ ابنها وفرحا بهذا النصر المبين، وشتان بين هذه الام واولئك المستعربين الذين سلكوا طريق ابليس فعملوا جنودا للعدو، وان كان بينهم يهود يتحدثون اللهجة الفلسطينية ويرتدون الملابس التقليدية الفلسطينية ويندسون وسط العرب، وينفذون مهمات خسيسة بدءا من التجسس وانتهاء بتنفيذ الاعتقالات والمشاركة في الاغتيالات كهذه المعركة.
أبو الهنود ينبغي ان يدرج في صفحات الأبطال في تاريخ فلسطين الجهادي، وعمره الآن 33 سنة، ولد عام 1967م عام احتلال القدس واصيب عام 1988م بعيارات نارية في كبده وقرر الاطباء حينها موته سريريا لكن الله شفاه ليكون جنودا وقائدا لهذه المعركة البطولية التي دمرت من معنويات العدو، ورفعت معنويات العرب، وقد اعتقله العدو 4 مرات وسجنه، وأبعده الى مرج الزهور ضمن من ابعدهم قبل سنوات، وشارك في عمليتين انتحاريتين في القدس عام 1997م قتل فيهما أكثر من عشرين محتلا يهوديا، وكان مسؤولا عن عملتي طبرية وحيفا التي نفذها العام الماضي مجاهدون من عرب فلسطين الذين لم يخرجوا عام 1948م، وله اعمال بطولية اخرى، لكن بطولة معركته هذه دخلت التاريخ، فهل سمعتم بمعركة طرفها فرد بسلاحه الشخصي وجيش بكل أسلحته ما عدا ما ورد في قصائد بعض الشعراء العرب القدماء الذين صوروا ممدوحهم انه لو خرج منفردا للمعركة لكان جيشا؟!.
وبعد,, لعلي لا اجد ختاما لهذه الكلمات سوى كلمات من قصيدة د, سعد السابقة:
تحية الرجال يا محمود
تحية القتال والنضال يا أبا هنّود
تحية الوفاء من قلوبنا
وستكتب كتب التاريخ عن معركتك هذه، كما كتبت عن صاحب النَّقب في معركة تحرير القدس من الصليبيين، وسيصور شعراء العرب في قصائدهم والكتاب في رواياتهم هذه البطولة وسيدرسها الطلاب في مدارسهم.
د, عائض الردادي
|
|
|
|
|