| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
العادة ان يكون الاسراف اختياريا كأن يسرف المرء في الماء او الكهرباء او اللباس او حتى الطعام, هذا الاسراف صحيح انه يؤدي الى هدر اموال وجهود ولكن بامكان هذا المسرف التوقف وتعديل مساره! ولكن ماذا لو كان هذا الهدر والاسراف تفعله انت اجباريا (مجبر اخاك لا مسرف) فكيف يكون ذلك؟ هناك اشياء كثيرة نجبر على دفع قيمتها دون الحاجة اليها فمثلا الدواء فكم مرة كتب لك الطبيب وصفة طبية تنص على استعمال عدة اقراص من دواء معين فوجدت نفسك مجبرا على شراء عبوة تحوي مئات الاقراص! هذا نوع من الاسراف الاجباري ولكن بما ان هذا الباب تم طرقه كثيرا حتى تهشم فسوف اتجاوزه وأطرق بابا مهما للهدر لم يطرقه احد بعد وهو زيوت محركات السيارات: لو افترضنا ان في بلدنا ثلاثة ملايين سيارة وهذه السيارات تحتاج الى تغيير زيوت المحركات بمعدل مرتين شهريا اي ستة ملايين مرة تغيير زيت شهريا!
وبما ان اقل عبوة لزيت المحرك المصنع هنا هي (لتر واحد) ومعظم السيارات تكون حاجتها (كذا لتر ونصف او ربع اللتر) اي انه في كل مرة يغير الزيت فيها يفقد نصف لتر تقريبا ففي الستة ملايين مرة شهريا يكون الفقد ثلاثة ملايين لتر زيت!! فلو اتفقنا ان سعر لتر الزيت حوالي ستة ريالات لأصبح المبلغ المهدر ثمانية عشر مليون ريال شهريا اي اكثر من مائتي مليون ريال سنويا؟ هذا المبلغ الكبير والمهدر اجباريا الا يستحق نظرة جدية من (وزارة التجارة او من وزارة الصناعة او من شركات تصنيع الزيوت المحلية) لتوفيره على صاحب السيارة بعملية بسيطة متبعة في معظم الدول العالمية وهي انتاج عبوات نصف او ربع لتر؟
صالح عبدالله العريني البدائع
|
|
|
|
|