| الاخيــرة
الاخ العزيز: عبدالله بن يحيى المعلمي والاسرة الكريمة.
أيها العزيز:
أعذرك اذا قرأت الحزن في عينيك وان غالبه التصبر، ذلك انني أعرف أن الايمان بقدر الله الذي لايُحد، وقضائه الذي لايُرد لايمنع الشعور بألم المصاب وبلاغة الجرح لفقد حبيب أو الثكل في قريب.
وأشد الاحداث فجيعة ذلك الحدث الذي نتوقع حدوثه ولا نستطيع دفعه، ونثق من حتمية وقوعه ولا حيلة لنا في منعه، والموت أشد هذه الاحداث وأحفلها بمشاعر الالم التي يبعثها الفراق، وبقدر مكانة الراحل في نفس أهله وعارفيه يكون امتداد ساحة الالم وعمقها، والفقيد يرحمه الله له في كل نفس مكانة وفي كل قلب عرفه منزلة.
في صحراء الارض حيث يحس المرء بوهج الشمس، ويكتوي بلذع الرمضاء ويتأذى بسموم الهاجرة يمتد لطف الله بنشر واحات خضر تكفُّ وهج الشمس بالظل، وتطفئ لذع الرمضاء بالماء، وتُندِّي سموم الهاجرة بانفاس الشجر، وليست هذه الواحات في صحراء النفس الانسانية الا بعض النفوس الملتفة على أخلاقها وفضائلها، واعتقادي ان الفقيد من هذه النفوس، تأتي وكأنها تعويض عما في صحراء بعض النفوس من جفاف المشاعر وجفاء الوجدان.
واذا كان طلب السلوان ممن أحب وفقد ينطوي على تكذيب لمعنى الوفاء، فإنني أطلب وأرجو للأخ العزيز والاسرة الثاكلة أن يمنحهم الله جميل الصبر ويهبهم جزيل الاجر، وأن يخلف عليهم الراحل بممتد الاجل وحُسن العمل، وأن يخلفكم عليه بظلال رحمته والاكرمين من ملائكته يدخلون عليه من كل باب سلام.
والله غالب على امره ولاحول ولاقوة الا به.
من أخيكم الحزين د,راشد المبارك |
|
|
|
|