| محليــات
تنطلق خطط التنمية المتلاحقة في بلادنا من ثوابت رئيسة، تلك الثوابت التي تستمد مشروعيتها من الاسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة,, ومن ثم فهي خطط تتجه للانسان المواطن باعتباره الهدف الرئيس الذي تحرص الدولة على تطوير امكاناته وترعى مواهبه وقدراته، وتزكي طموحاته، فتحقيق الاستقرار وتوفير رفاهية المواطن، مضامين جاءت خطط التنمية السبع لتؤكدها ليس على مستوى الصياغة الإنشائية، ولكن من خلال مشروعات وبرامج عمل أدت الى تحقيق الكثير من توجهات الدولة في ايجاد برامج تنموية توازن بين خصوصيتنا كمجتمع عربي ومسلم يسعى للحاق بالعصر من خلال تأكيد الذات واستقلالية القرار، وفي الوقت نفسه يوظف منجزات العصر في العلم والتقنية بما يؤكد هويتنا ويستجيب لطموحنا المشروع في تحقيق نهضة تشمل كل مناحي الحياة.
ان قراءة بيان مجلس الوزراء الموقر يوم امس، وما تضمنه من اعلان اهداف خطة التنمية السابعة، يؤكد مرة اخرى على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، على اعتبار المواطن وسيلة وغاية للتنمية في بلادنا.
فهو وسيلة من خلال تعليمه وتدريبه وتأهيله، وتوفير المناخ الملائم لنمو قدراته وإمكاناته، وهو غاية من حيث توفير ظروف الرخاء له، وصيانة كرامته وتحقيق هويته المستقلة.
إن الخطوط العريضة لأهداف خطة التنمية السابعة، جاءت منسجمة مع ما سبقها من خطط تنمية، وفي الوقت نفسه تميزت عنه بإيجاد اهداف يفرضها الواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستجداته.
فالخطة أعطت أهمية خاصة لتطوير النظم المالية والهياكل الإدارية لكي تستجيب لطموح الدولة، في تعزيز قدرة الأجهزة الحكومية في التعامل مع مشكلات التنمية وتطوير آفاقها المتاحة, كما أنها أولت أهمية قصوى لتخفيض عجز الموازنة العامة بالنسبة الى الناتج المحلي الإجمالي، الى ما يقارب الصفر، وتحسين ميزان المدفوعات ودعم القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي، وتنويع القاعدة الإنتاجية ومصادر الدخل.
ورغم تأكيد الخطة على الترشيد كأداة عند استغلال الموارد الاقتصادية في مجالات الانتاج والاستهلاك، الا أنها في الوقت نفسه أولت اهتماما بالبرامج والمشروعات التي تتصل مباشرة بحياة المواطنين ورفاهيتهم مثل (الصحة) و(التعليم) و(الطرق) و(الماء) وغير ذلك من برامج وخدمات.
وكما في الخطط السابقة، تؤكد الخطة السابعة على الدور الرائد للقطاع الخاص السعودي وتوليه الرعاية الكاملة، ليس فقط من خلال برامج (التخصيص) او فتح السوق للاستثمار الأجنبي فحسب، بل بتوفير كافة الظروف التي تؤدي الى تراكم رأس المال الوطني، ومجالات النمو في الناتج المحلي الاجمالي، والذي يسهم فيه القطاع الخاص بدور رئيس مؤثر وهام.
إن المملكة تدشن القرن الجديد بخطة تنمية طموحة تسعى من خلالها لتوطين التقنية واعتماد العلم، خطة تنمية تستلهم تصوراتها وأهدافها من الواقع فلا تستجيب لشعارات مفرغة من كل مضمون، بل ترتكز على حقائق وارقام.
تنمية ترتفع بالانسان لكي يصبح نسيجاً لثقافة لها خصوصية الأصالة وطموح العصر.
ويبقى التحدي الأهم، وهو مسؤوليتنا جميعاً في الجهد المضاعف لتحويل اهداف الخطة الى برنامج عمل دؤوب يتميز بالإصرار والثقة بالنفس وقبل ذلك كله الاعتماد على الله، ثم على قدراتنا الخاصة في الاستجابة لتحديات طموحات خطة التنمية السابعة.
|
|
|
|
|