| مقـالات
بدأت أصوات معارضة التدخين ترتفع عالياً في جميع أنحاء العالم قبل سنوات عديدة عندما اكتشف عالم إحصاء بريطاني كان يعمل بالتدريس في جامعة اكسفورد أن هناك علاقة ترابط إيجابي بين ادمان التدخين والإصابة بمرض سرطان الرئة حيث لم تكن هناك في ذلك الوقت دراسة علمية تؤكد هذه الظاهرة لكن تبين فيما بعد أن التدخين سبب رئيسي لأمراض سرطان الرئة والقلب والشرايين كما أنه يتسبب في ظهور أورام خبيثة في أجزاء أخرى من الجسم بالإضافة إلى أعراض أخرى كثيرة تؤثر على صحة الإنسان وتقلل من معدل العمر المتوقع لدرجة أن البعض يقول: ان كل سيجارة يدخنها الإنسان تقلل من عمره يما يتراوح بين 15 دقيقة وساعة كاملة وإذا قلنا ان كل سيجارة في المتوسط، تقلل العمر بمقدار نصف ساعة فإن شخصاً أدمن على التدخين بمعدل 20 سيجارة في اليوم لمدة عشر سنوات على سبيل المثال يقل عمره بنحو ألف و521 يوماً أي بنحو أربعة أعوام وشهرين بالإضافة إلى قضائه جزءاً من حياته وهو يعاني من الأمراض الناتجة عن التدخين وتؤدي في النهاية إلى التعجيل بوفاته,, لا سمح الله.
ومن ثم بدأت الجهات الرسمية الحكومية والمتخصصة حملاتها التوعوية القوية الداعية إلى محاربة عادة التدخين وإلى تجنبه منذ البداية وتأسست جماعات منظمة تتنبى تلك الدعوة وتضغط من أجل إقناع المدخنين للإقلاع عن هذه العادة السيئة الخطيرة التي تدخل في إطار إلقاء النفس في التهلكة لكن ذلك واجه صعوبات كثيرة متعلقة بموقف المدخنين أنفسهم لأن الذين تورطوا في عادة التدخين يصعب عليهم كثيراً التراجع والإقلاع عنها ويرجع ذلك إلى نوع من الإدمان الكيماوي يؤثر على إفرازات الهرمونات التي تنظم تشغيل أعضاء الجسم لأداء وظائفها من خلال مركز الأعصاب الرئيسي في المخ ومن ثم فإن الأمر لم يعد متعلقاً بإرادة إنسان يمكنه الإقلاع عن عادة ما وإنما بضرورة العمل لتلافي الآثار التي يمكن أن تنتج عن هذا الإدمان في اتباع علاج تعويضي معين للمحافظة على تشغيل أعضاء الجسم في حالة طبيعية وتحمل أي اثار ناتجة عن الامتناع عن التدخين وهي ما أصبح يطلق عليه آثار الانزواء النفسي والجسماني حتى يدعم ذلك إرادة في تحرير نفسه من ربق العبودية للسيجارة ويساعده في اتخاذ اجراء عملي للمحافظة على صحته ومن ثم على حياته.
وقبل عدة أشهر قرأت خبراً في إحدى الصحف الأمريكية أثلج صدري مفاده,, قضت محكمة أمريكية على شركات التدخين في سابقة كانت الأولى من نوعها بدفع تعويضات بلغت 170 مليار دولار لمجموعة من المرضى بأعراض ناتجة عن التدخين أقعدت بعضهم عن العمل لكسب الرزق وحرمت بعض الأسر من عائليها وكان ذلك في أول ادانة قضائية من نوعها لشركات إنتاج السجائر وأول اعتراف قانوني بخطورة عنصر الإدمان الكيماوي الذي يؤدي إلى فشل الكثير من المدخنين في الإقلاع عن هذه العادة والإبقاء عليهم أسرى لها مدى حياتهم حتى ينتهي الأمر بوفاتهم كما أنه كان نوعاً من المواجهة بين مؤسسة الدولة المسؤولة عن تقديم خدمات الرعاية الصحية وبين شركات التدخين التي تؤدي هذه الخدمات وتعوقها عن أداء مهمتها.
والحديث عن التدخين له صلة مباشرة بالحب,, فالتدخين عدو الحب,, وكما قال أحد الفلاسفة: إذا دخل التدخين من النافذة خرج الحب من الباب,, قصص طلاق كثيرة كان سببها الرئيسي التدخين,, الزوجة أو الزوج يكره احدهما التدخين ويحبه الآخر,, فيتم الطلاق,, الزوج المحب أو الزوجة المتفانية يفقد أحدهما الآخر بسبب التدخين,, الأم تفقد حبيبها ابنها أو ابنتها بسبب التدخين,, والقصص كثيرة,, أرجو أن أضع مقترحاً متواضعاً إلى المسؤولين ربما يساعد في القضاء على التدخين,, المقترح: يجب أن نضع عقوبة قانونية على كل من يقبض عليه متلبساً بجريمة التدخين .
اللهم ابعدنا عن التدخين والمدخنين.
|
|
|
|
|