| مقـالات
بعد يومين تفتح المدارس والجامعات أبوابها لاستقبال أبنائنا الطلاب، وبناتنا الطالبات، بعد إعداد من التربويين، وتهيئة لمتطلبات التعليم من ولاة الأمر، فمرحباً بعودة أبنائنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة، وأهلا بالدارسين الجدد في كل مرحلة دراسية.
مرحباً بالبراعم التي تدلف إلى التعليم لأول مرة، وقلوبها وجلة من هذا العالم الجديد الذي تخوض غماره، إنها تجربة غير مسبوقة لأبنائنا وبناتنا الصغار في المدارس الابتدائية، فأهيب بكل معلم ومعلمة تقدير ظروف هؤلاء الصغار، الذين ينتقلون من البيت إلى المدرسة في هذا العام الدراسي.
ومرحباً بشباب الأمة وشاباتها، الذين وفقهم الله إلى الالتحاق بالكليات الجامعية، فأهنئهم على حظهم السعيد، الذي أتاح لهم وجود مقعد دراسي في الجامعة، فليتذكر كل طالب وكل طالبة أن ماحصل عليه يتمناه غيره، فليُقدِّر الطالب، ولتُقدِّر الطالبة هذه النعمة،وهي دخول الجامعة.
ونريد التقدير يظهر في احترام أعضاء هيئة التدريس، والقائمين على الإدارة الجامعية، ومن ثمَّ احترام ما وفرته لهم الدولة من مقاعد وأجهزة ومبانٍ، فالمحافظة عليها عنوان لرد الجميل , ونريد التقدير يظهر أيضاً في احترام كل من أسهم في العملية التعليمية، فهو جدير بالاحترام، وحري بالتقدير، ومع بداية العام الدراسي الجديد، أحب أن أهمس في أذن كل فرد من أفراد المجتمع أن يعوِّد أبناءه احترام الأستاذ في الجامعة، والمعلم في التعليم العام، فعمل الأستاذ والمعلم ليس دواماً فقط، وإنما هو عمل محسوب، ومحدد الأداء، وغير قابل للنقص، فأزجي الشكر والتقدير لهؤلاء الجنود، الذين يؤدون أعمالهم كاملة، مع التزامات كثيرة تلاحقهم في بيوتهم.
إن عمل المعلم محسوب بالساعة والدقيقة، فلو تأخر عن قاعته خمس دقائق لعلمت المدرسة كلها بتأخره، لأن الطلاب سيعلنون ذلك، ومن هنا يكون عمله عملاً مؤدياً بالكامل، فهو يستحق منا كل تقدير وثناء.
ويمتد التقدير والثناء لرجال الأمن عامة، والمرور خاصة، على ما يبذلونه من جهد في تنظيم السير، في ساعات الصباح الأولى، عندما تندفع السيارات بالمئات، والآلاف، فلهم منا الثناء والشكر.
ونتذكر في مطلع العام الدراسي نعمة العلم وعمومه في أرجاء المملكة، فقد وصل التعليم إلى أودية تهامة وجبالها، كما وصل إلى القرى والهجر، وعم الصحراء، وشمل الكبار والصغار، فإذا علمنا أن التعليم قبل نصف قرن ينحصر في المدن الكبيرة فلنُقدِّر من سعى وعمل لبث الوعي التعليمي؛ وهو خادم الحرمين الشريفين رائد التعليم الأول، فقد كان على رأس وزارة المعارف، عندما كان دخل المملكة محدوداً ، ومع ذلك فقد سعى إلى نشر التعليم العام، ثم التعليم الجامعي، وعندما مَنَّ الله على بلادنا بوفرة ما تحصل عليه من بيع النفط، لم تبخل الدولة على أبنائها، بل سعت إلى بناء المدارس والجامعات، وجهزتها بكل ما تحتاج إليه، وقد واصل رائد التعليم الأول، خادم الحرمين الشريفين: فهد بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله، واصل اهتمامه بالتعليم، على الرغم من كثرة مشاغله، حتى خطت المملكة في نصف قرن خطوات جبارة في ميدان التعليم، وتعليم المرأة أنموذج للقفزات المتوالية، فبالرغم من عمره القصير استطاع اختصار الطريق، فقد فتحت مدرسة البنات في كل مدينة وقرية، بل إن الاستغناء بالمدرسات السعوديات في كثير من التخصصات قد تحقق ولله الحمد.
وقد تجاوز اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتعليم أبناء وطنه إلى غيرهم من أبناء العالم الإسلامي، فمعونات المملكة لطلبة العالم الاسلامي متواصلة، والمعاهد التي أنشأتها المملكة في كثير من بلدان العالم تؤدي رسالتها بكل اقتدار, إن خادم الحرمين الشريفين رجل علم، قد حقق الله على يديه تعليم الملايين في داخل المملكة وفي خارجها، فجزاه الله على جهوده الخيِّرة خير الجزاء، وبما أن العالم اليوم ينشد التكامل فلم تغفل المملكة عن الاستفادة من تجارب الآخرين في التعليم، ولذلك فقد التفت خادم الحرمين الشريفين إلى ذلك منذ أن كان وزيراً للمعارف، حيث بدأت البعثات إلى الخارج منذ نصف قرن أو أكثر، ومازالت تلك البعثات تتتابع لنستفيد من تجارب الآخرين في التعليم، وقد برزت نتائج البعثات في كثير من حقول التعليم والادارة والصناعة، والزراعة، والشؤون الاجتماعية، فأثمرت جهود خادم الحرمين الشريفين التعليمية في التعليم في المملكة، وفي التعليم في البلاد الأخرى، فله من كل فرد في مملكته الحب والتقدير.
|
|
|
|
|